الفجر التاسع والعشرون

Start from the beginning
                                    

 

رمش تاج بعينيه خارجا من سهوه فيتأوه وهو يتمدد على ظهره مغمض العينين مستشعرا بقايا الألم في أماكن متفرقة من جسده .. لكنه يحس بنفسه أكثر راحة واسترخاءً ..
 


تجمد وهو يفتح عينيه ناظرا لذراعه العاري قبل أن يشعر بعري جسده أسفل الغطاء الدافئ .. فيزداد تجمده في الوهلة الثانية وهو يلتفت بحدة ما أن لفحته أنفاسا دافئة بجانبه !!

 

أحلام ! ..

تعرقل تنفسه حتى احتقن به صدره مع إجفال قلبه وهو يراها جواره ..

بدأ خافقه يدق بعنف وتسارع وعيناه تتسعان بعد استيعاب كلي ضربه وهو لا يجد سببا منطقيا في دهاليز وعيه عن سبب وجود أحلام نائمة بعمق على سريره ..

 

وبترجمة بطيئة كانت مقلتاه تنزلقان باستكشاف مذعور لكتفها العاري الظاهر من تحت الغطاء والذي يحمل بعض أثار حمراء شلته للحظات ..

 

ليصل هلعه للذروة وتنحسر من شواطئ تعابيره كل الدماء وهو يقع بعينيه على شفتيها المنتفختين في إشارة صارخة لسبب تواجدها ..

 

كتم شهقة جزعة كادت أن تند منه وهو ينتفض كمن صعقه الرعد فيسقط من السرير لتمتص السجادة الوثيرة صوت سقطته .. بينما هو يتحسس جسمه العاري بنظرات مذهولة غير مصدقة ..

 

" يا رب العالمين .. يا إلهي ليكن كابوسا "

تمتمها متضرعا وهو يوزع نظراته الزائغة من حوله علّه يجد ما يدل على كونه حبيس أحد غرف الكوابيس لا أكثر ..

 

لكن لحظات قد مرت والحال كما هو عليه لا يقطع الصمت إلا صوت لهاثه العنيف وأصوات العصافير التي توهم أنها قد علت فجأة وكأنها تشي للكون بما فعله ..

ولكن ماذا الذي فعله !!

 

بجنون كان يهب باحثا عن بنطاله فيرتديه بأعين مغيبة قبل أن يرفع حدقتيه لأحلام على سريره عائدا بخطوات مرتعشة للخلف حتى أحال الحائط من خلفه بينه وبين المزيد من الهرب ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now