الفجر السابع عشر

ابدأ من البداية
                                    

 

كانت تحركاته خفيفة جدا كشخص يحرص ألا يصدر ازعاجا لمن حوله .. ابتسمت ابتسامة حزينة سرعان ما تشققت وهي تراه وقد تصلب لثواني رافعا وجهه أمامه دون حركة ثم عاد ينشغل بعمله بهدوء ..

 

لقد شعر بوجودها ..

عادت شفتاها ترتجف بالابتسام الضعيف وقلبها يتخلى عن رتابة قفزاته بشكل بائس ..

على الأقل شعر بها دون أن تتكلم فهذا إحساس مميز بالنسبة لباهتة وجود مثلها ..

 

عندما استدار لها أدركت أنها شردت لوقت طال حال دون هروبها من مجابهته ..

نظرت لعينيه فانتفض قلبها ملتاعا من النظرة الباردة المظللة لمقلتيه ..

ودون أن يوجه لها حرفا سار متحركا لغرفته متحاشيا حتى ملامستها وهو يمر بها ..

 

نكست ليل رأسها بمشاعر عديدة ثقيلة أعيتها ..

بين ألم ..

حزن ..

وغضب عنيف لا تعرف إن كان موجها له أم لها ..

والكثير من .. الاشتياق لوجوده !

 

حزمة مشاعر تضغط على أعصابها بتقلباتها ..

 

ولكن رغم الرغبة بالفرار إلى أن يرحل لعمله كما تعودت الأيام المنصرمة .. لم يطاوعها جسدها الخائن هذه المرة وكأنه تاق الحنان والرفق بعد سنوات صرعته الآلام ..

فتوجهت للغرفة تدخل إليه بعينين كسيرتين ..

 

رفع وجهه متفاجئا ينظر لها عبر المرآة الواقف ينهي استعداده أمامها للذهاب للعمل وقد ظهرت خلفه تطالعه بتردد وضياع لم يُظهر رد فعل حنون أمامهما كما تمنت ..

 

سحب بعدها أشياءه يمضي للباب الواقفة بجانبه ينوي الرحيل ..

 فأوقفته تلقائيا بصوت مخنوق وهي تتشبث بساعده لا شعوريا وقد كرهت الجفاء " فجر .. "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن