قال كلماته بقوة ووضوح يخبر بها الجالس أن قرار ابنته مهما كان فهو يسير .. فإن رفضت انتهى الأمر وللأبد دون ضغط ..
سلطت انتصار نظراتها على سلطان تجيب أبيها بالقول المطيع المكبر له " لا كلمة من بعدك يا أبي حفظك الله "
يريدها ..
ولن يرتدع إلا بأخذها مهما كلفه من مجهود وصبر ..
دخلت عليهم الصغيرة مريم بوجهها الناعس فتجد سلطان لتتحرج راكضة بخجل طفولي لأحضان أمها التي استقبلتها بحنان فترفع مريم وجهها تقول همسا " هل اشتريتِ لي الفانوس ماما "
ردت انتصار الهمس بابتسامة " نعم حبيبتي .. إنه في الخارج "
نادت أم انتصار على زوجها تخبره أنها تريده في شيء ما - وهمي - .. لينهض عبد الله قائلا ببشاشة " سأنهض لأرى ما تريده وأعود "
وخرج تاركا الباب مفتوحا وهو واقف أمامهم على الناحية الأخرى حيث المطبخ .. فيترك لهما حرية التحدث وفي نفس الوقت دون أن يكونا وحدهما تماما ..
" إذن .. لقد رفضتِ .. مجددا ! "
رفعت وجهها إليه ترمقه للحظات قبل أن ترد عليه مباشرة " نعم .. ولقد أخبرتك بسبب رفضي مسبقا " قالتها مشيرة لطفلتها بين ذراعيها فابتسم سلطان ينظر لمريم وهو يخبرها ببساطة " نعم .. وقد أخبرتك حينها بإجابتي أيضا " ثم رفع عينيه لها مكملا " هل تذكرينها ؟ "
شيء من رجفة غير مبررة اجتاحها إثر عمق صوته في تلك العبارة الأخيرة ..
لا تذكر أنها حمدت الله على نقاب وجهها كما فعلت منذ أن عرفت هذا الرجل فأدركت كيف يكون الإرتباك ..
زفرت تسأل بهدوء " هل لي بسؤال سيد سلطان ؟ "
فتح كفيه في إشارة أن تسأل فأردفت " لماذا تصمم على الزواج مني ؟ "
رد عليها باختصار " تناسبيني يا أم مريم "
عقدت حاجبيها وقد استفزتها الإجابة فتقول بوضوح " لأني أرملة ؟ .. تريد من تهتم وتربي ابنتك أو تعتني بأهلك مثلا "
YOU ARE READING
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romanceماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...
الفجر الخامس عشر
Start from the beginning