الفجر الخامس عشر

ابدأ من البداية
                                    

 

عقدت حاجبيها وهي تجد أمها تأخذ ما تحمله من يديها بسرعة مبتسمة ابتسامة سعيدة بينما تهمس بسرعة تكاد تدفعها أمامها " هيا اذهبي لغرفة الضيوف "

 

تحركت بالفعل متعجبة تقترب تصلها أصوات متداخلة لأبيها ورجل آخر ..

 

وما أن دخلت تبتسم بعفوية مرحبة حتى تجمدت ابتسامتها وجحظت عيناها الظاهرتين لهذا الرجل المهيب بحضوره الطاغي ..

والذي نهض واقفا يستقبلها بالقول الرخيم ما أن رآها " كيف حالك يا أم مريم "

 

لقد أدركت أنه رجل صريح ومباشر .. لكن أبدا ليس لتلك الدرجة !

 

ابتلعت ريقها تحاول الثبات ناظرة لأبيها المبتسم بهدوء فترد " كيف حالك يا .. أبا سلمى ! "

رد عليها " بخير الحمد لله "

 

نظر لها أبوها قائلا " تعالي يا ابنتي .. اجلسي بجانبي "

 

يا ربي .. أي ورطة هذه !!

 

اقتربت بإذعان مناقض لثورة الغضب التي اندلعت في نفسها .. والتي أخفتها إحتراما لأبيها الذي جلست بجواره محمرة الوجه تحت نقابها لا تعرف غضبا أم حرجا !

 

انتبهت حينها وهي تضم يديها في قبضة على حجرها أنها كانت ترتدي إسدال الصلاة الفضفاض والذي تخصصه للتسوق أو تنظيف درج البيت .. اتسعت عيناها بهلع وهي تكاد تصرخ حنقا وحرجها وصل أقصاه بعد أنا اكتملت بمنظرها العشوائي المريع الذي لا يليق بأنثى بعمرها .. ويبدو أن حتى أمها وسط لهفتها لم تلحظ ..

لكنها برباطة جأش لم تُظهر شيئا عليها ويُعينها نقابها الحبيب حامي انفعالاتها من الفضيحة  ..

 

خرجت من اضطرام مشاعرها نتيجة صدمة وجوده المفاجئ على صوت أبيها الذي قال يفسر لها " السيد سلطان طلب مني أن يأتي ويتكلم معك يا ابنتي عندما كنتِ بالخارج .. وأنا وافقته .. وتلك تكون آخر مرة في نقاش زواجكما وليكتب الله لكِ الخير فيما بعد أيا كان ما تقررينه "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن