الفجر التاسع

Start from the beginning
                                    

رفع نادر حاجبيه يقول بنفس السخرية " هل تعتقد بأني قد أبتزك مثلا أو أوقع بك بالشيك ؟ .. كنت أشيد قبل دقائق بذكائك !! "

صمت فجر مرة أخرى يعرف بغباء ما يتفوه به .. لكن هل ينكر بأنه .. خائف ؟

لا لن ينكر .. لكنه سيجازف لأجل أمه بأي شئ ..

 

وقد فعل وهو يهمس باستسلام محارب رفع رايته بخزي " وأنا .. موافق "
 


......................

رنين جرس الباب المتواصل الذي تزامن معه ضربات عنيفة على باب الشقة كادت أن تكسر قفله جعلته يرفع وجهه عن الحقيبة التي كان يرتب بداخلها ملابس لأمه وقد تبدد شروده في الساعات الماضية وما حدث فيها ..

زفر فجر بتشنج وهو يجلس على السرير وقد شعر بساقيه تخذلانه .. إنه عمر يستطيع معرفة ذلك ..

 

ليس مستعدا لأي مواجهة أو محاسبة .. لقد جرح نفسه بما فعل ولا يأمن ألا يجرح صاحبيه خاصة عمر !

 

" افتح يا فجر .. أعلم أنك بالداخل ولن أفكر مرتين قبل كسر الباب على رأسك "

 

صوت عمر الصارخ وصله فأغمض عينيه للحظة قبل أن ينتفض برفض متحركا للباب يفتحه وستار من البرود مسدل على ملامحه أشعل ذلك الذي تدور في عينيه حلقات من نيران .. ورغم إدراك فجر بالعاصفة الهوجاء التي ستقابله لكنه لم يحسب حسابا للقبضة الطائشة التي ضربت فكه جعلته يترنح حتى اعتقد لوهلة أن فكه السفلي طار في الهواء .. لدرجة أن حركه يمينا ويسارا يتأكد من وجوده وهو يرفع وجهه لذلك الهمجي الواقف أمامه والذي لم يتوانى عن الهجوم عليه ممسكا بتلابيبه يدفعه للحائط حتى اصطدم رأسه صارخا بعروق منتفخة " من أين حصلت على المبلغ بتلك السرعة .. تكلم يا فجر قبل قتلك "

 

وصل حسن قاطعا السلم لاهثا يرى عدد من الجيران الذين بدأوا في التجمهر وقد قارب الأمر أن يتحول لفضيحة مدوية ستؤذي فجر قطعا .. لذا وبصرامة تدخل يبعد عمر بخشونة أسقطته على الأريكة هاتفا بحدة " ابتلع لسانك يا عمر .. تمالك نفسك حالا "

تنفس عمر باهتياج ووجه احمر بشدة بينما التفت حسن للجيران مكملا بحزم " كلٌ لداخل شقته .. هيا صلح الله أحوالكم " ثم وبجلافة ليست من طباعه الودودة كان يقفل الباب الخشبي في وجوههم بغير اكتراث ..

 

ران الصمت للحظات وأحد لم يتكلم بين ثلاثتهم حتى همس حسن برجاء غاضب " انفِ الأمر يا فجر .. قل لم تفعل حبا بالله ! "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now