الفجر التاسع

Začať od začiatku
                                    

وهكذا كان صامتا خافيا توتره تحت قشرة باردة تساعده ملامحه ذات الوسامة الباردة برسمها جيدا .. خاصة مع عينيه الثلجيتين لونا ومضمونا .. فكانتا جامدتين بلا أي معنى وقد قتل صاحبهما كل الحياة فيهما بما يقدم عليه ..

 

التفت نادر له .. وابتسم بنظرة تحدي قائلا ببرود " لقد أتيت في النهاية "

مط فجر شفتيه ببطء قائلا " لمَ لا .. فرصة ذهبية غبي من يضيعها هاتفا بشعارات زائفة لا تجلب لقمة عيش "

" ذكي يا فجر " قالها نادر معترفا ثم أردف " الفرصة تأتي مرة لمن بمثل ظروفك .. وقليل من يحسن استغلالها "

اقترب فجر يجلس دون أن ينتظر إذنا منه وقال بفتور " من الجيد أني من القلائل "

أسبل نادر أهدابه للحظة وهو يستقبل ردود أفعال فجر بفهم .. إنه يخبره ببساطة أنه لن يكسر عينه .. حسنا وهو لا يريد كسر عينه هو يريد في صفقة لتنقضي وينتهي الأمر بانتهاء مدتها !

 

اقترب نادر يجلس وراء مكتبه قائلا بهدوء " لندخل في حديثنا مباشرة "

قاطعه فجر يقول " قبل أي شئ .. المبلغ الذي أريده هو (*****) " قالها مضيفا زيادة المصاريف التي طُلبت فوق تكاليف العملية بجرأة .. فإن كان سيفعلها حقا ليأخذ كل ما يريده ولتذهب مبادئه للجحيم ..

 

رد نادر بعد صمت للحظات " موافق "

" وسأستلمه الآن " قال فجر فابتسم نادر مجيبا " موافق "

قال فجر مجددا " وسنؤجل كل شئ حتى اطمئن على أمي وعودتها للبيت كذلك .. ثم نتكلم في التفاصيل .. فأنا لن أكون في كامل تركيزي لأي شيء في هذا الوقت "

رد نادر بصبر " أيضا موافق "

ثم رفع نظراته له سائلا " هل تريد شيئا آخر "

أجاب فجر ببرود صقيعي كان نابعا من قلبه " لا .. لا شئ حتى الآن "

أومأ نادر له بابتسامة ثعبانية ثم ركز على وجه فجر قائلا ببساطة " ستمضي على شيك بالمبلغ "

عقد فجر حاجبيه برفض مستنكرا فيبادر نادر يقول ساخرا " عفوا .. ولكن هل تعتقدني سأعطيك المبلغ الآن هكذا ببساطة .. دون أي ضمانات .. خاصة وأن كل شئ سيتم بعد الاطمئنان على والدتك "

زم فجر شفتيه بصمت مدركا صحة ما يقول لكنه سأل مقارعا " وما يجعلني أضمنك فأمضي على مبلغ كهذا "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now