الفجر الثامن

Start from the beginning
                                    

ردت بهدوء نافية " لا "

رفع حاجبا يرمقها دون تعليق لكن نظرته كانت واضحة يخبرها فيها ألا تتفلسف أكثر ..

يا إلهي إنه أعند من طفل صغير لا يوجهه أحد !!

 

قبل أن يتكلم أحدهما كانت الصغيرة تصرخ بابتهاج في إحدى البنات " هذا باباااا .. أخبرتك أن لي بابا وهو يعيش وليس في السماء "

 

بصدمة كانت رأس سلطان تلتفت بحدة لابنته متسع العينين وقد عُقد لسانه فلم يتكلم .. لتتدخل انتصار رغم ذهولها اللحظي تسألها برقة " حبيبتي سلمى .. من قال لكِ أنه في السماء "

نظرت لها سلمى وهي توضح ببراءة " في الحفل الماضي حضرت كل الآباء وأبي لم يأتِ .. فقالت لي زينة ( وأشارت على إحدى البنات وأكملت ) لا تحزني فهو عند السماء مثل أبيها .. لكني قلت لها أنها موجود لكنه لا يأتي كثيرا ويعيش في مكان آخر فلم تصدقني "

لم تنفك عقدة لسان سلطان الذي ابتلع ريقه بصعوبة وهو يحتضن جسدها إليه أكثر فمدت انتصار يديها آخذة منه الطفلة دون أن تمسه وقالت بعذوبة " أحسنتِ قولا يا سلمى الذكية .. أجل بابا موجود حبيبتي وليس في السماء .. وهو يحبك كثيرا كثيرا .. والآن قد أتى إليك بعد أن انتهى من كل عمله وسيزورك دائما ويحضر الحفلات .. " ثم وجهت أنظارها لسلطان متابعة بمرح " أليس كذلك بابا "

أومأ سلطان مبتسما وهو يرد بتأثر أبوي غلبه " طبعا .. سآتي دائما وكثيرا .. وستأتي لتبيت عندي مع ( نانا ) "

صفقت سلمى بصخب سعيد هاتفة لانتصار بفرح " نانا .. أنا أحب نانا .. وأيضا عمو حسن وعمتو سارة .. عمتو سارة جميلة مثلك "

ابتسمت انتصار من تحت نقابها ببعض الحرج .. فمد سلطان يده السمراء مربتا على وجنتها الصغيرة الناعمة يهمس بحب حزين " ونحن جميعا نحبك حبيبتي "

ثم عاد يحملها مجددا قائلا " هيا .. لنذهب فالجميع يشتاقون لكِ عزيزتي .. وقد صنعت لكِ نانا وعمتو سارة العديد من الأكلات التي تحبينها "

ضحكت الصغيرة بسعادة وعينيها الخضراوين تلمعان بالتحمس البريء ثم التفتت تقبل راحتها وتنفخ فيها مرسلة قبلة لانتصار التي أسبلت أهدابها للحظة قبل أن تضع راحة يدها فوق نقابها بخفة كأنما تقبلها وبادلتها الفعلة وهي تقول موجهة الكلام لسلطان " أتمنى أن تأتي غدا "

التفت لها يطالعها بدهشة فتوضح هي " حتى لو لم تأتِ بنفسك معها أرسلها مع أي شخص "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now