رغم انتظاري بفارغ الصبر لم يظهر اندرياس طوال اليوم، بعد تناول العشاء وضعت ايليزابيث في السرير وقرأت قصة كالعادة.

بمجرد ان غفت ركضت لغرفة اندرياس وقفزت على  السرير اعانق سترته بإحكام عند انفي، اخذت انفاسا عميقة دون توقف كما فركت وجهي بشدة.

كان قلبي يرتخي ويصبح اخف لمجرد اخذ رائحته و التعرف عليها.

ابتسمت برضى ونمت هناك دون ان ادرك.

. . .

في لحظة ما شعرت لمسة باردة على خدي جعلت حاجباي تتجعدان وهمهمت ببعض الانزعاج قبل ان ادفن وجهي بقميص ادرياس.

شعرت بالسلام وقلبي هادئ وممتلئ تماما، الثقل الذي حمله اختفى واعطى انطباعا بالراحة و الامان.

عندما انخفض السرير قليلا انزعجت من الحركة وفتحت عيناي بشكل ضبابي.
كل شيء اسود وعقلي خامل وغير مستيقض بعد.

ليس من العادة ان استيقض لحركات بسيطة، ما الامر.

حدقت بشرود تنغمس في رائحة اندرياس و نامت على جانب واحد، تناثر الشعر البنفسجي على الوسادة وبدى اكثر قتامة وسوادا في الليل الصامت.

تراجعت الغيوم بوتيرة بطيئة وتسلل ضوء القمر من النافذة يظهر الصورة ضلية للجسد الضئيل الذي يرقد في الفراش، بالرغم من ذلك تمت تغطيته تماما بضل ضخم و حجب كل الضوء.

حركة...

فكرت قليلا بشرود و سرعان ما فتحت عيناي على نطاق واسع قبل ان ادير رأسي وانظر للأعلى.

".......! ؟"

في تلك اللحظة اختنقت عيناي بأعين فضية راكدة و عميقة كما لو انها تسحبك لبئر جليدي لا متناهي.
الجسد الذي كان خاملا امتلأ بالطاقة و خفق قلبي بعنف فجأة لدرجة انه يطن بأذناي.

اردت ان اندفع واعانقه بإحكام، اردت اخذ رائحة منه  و الاحساس بوجوده لكن..

الجو حوله مخيف ويبعث بالقشعريرة.

جلس على طرف السرير واراح ذراعه بجوار رأسي و كان ظهره منحني لدرجة تم احتجازي، شعره الاسود يتدلى على جبينه بشكل فوضوي ونظراته غريبة وغير مريحة.

اصبح الجو اكثر برودة من حوله وهناك اطياف سوداء تحيط به وتلتف كما لو تم تعذيبها لمئات السنين.

منظره يعود بي الى اول لقاء عندما صفع باب المطعم ودخل بكيانه المظلم و القاتم، الفجوة التي كانت صغيرة بيننا اصبحت فجأة كبيرة وتعطي شعورا قويا بالبعد.

رفع درجة حرارة الوحشDonde viven las historias. Descúbrelo ahora