الفجر الرابع

Start from the beginning
                                    

 

أرسلت عيناه شرارات من جحيم الرفض الذي يحياه فأضافت ببرود قاطع " ليل ستأتي معي .. لا أريد أن يحدث أي ضغط عليها .. يكفيها ما نالت "

 

دامت حرب نظراتهما طويلا في انتظار رفع راية استسلام أحدهما للآخر ..

لينهيها هو ملتفتا ببطء ناظرا لليل وقد عادت بنظراتها للنافذة منعزلة عما حولها وكأنها تنتظر أن ينتهيا من تقرير مصيرها ويخبراها بالنتيجة .. فتحركت حينها مياسة بخطوات متلهفة تجلس بجوارها تسحبها لحضنها دون إبطاء هامسة بدفء قتل برود ملامحها التي كانت قبل لحظات " ستأتين معي حبيبتي .. لقد أتيت .. آسفة أني تأخرت .. آسفة "

 

فتهدل كتفاه بعجز لأول مرة ..

وطعم أشبه بطعم الصدأ يجتاح حلقه ..

أيعقل أنه طعم الخسارة !
 


.......................

لقد خُطبت ..

ها هي ترتدي خاتم الخطبة الثمين بأناقة في يدها متباهية به أمام نظرات الناس التي ترمقها بين تملق كاذب واستنكار ..

 لكنها لن تبالي .. ولمَ تبالي بتراهاتهم وكأن مجرد كونها مطلقة قبل مدة قصيرة هذا يعني أن تترهبن !!

خاصة وأن لا أحد يجرؤ على الاستنكار صراحةً ..

 

رمقت دُنيا بعينيها المرسومتين بفتنة خطيبها الجالس بجوارها بخيلاء تحبها فيه ..

فادي ..

به من الغرور والوسامة ما يجعلها تتلقى كل هذا الحسد القابع بالصدور مهما حاولوا إخفائه حتى المقربات منها ..

فها هي بعد إنفصالها عن سلطان الجوهري رجل الأعمال العصامي ترتبط بمن هو أفضل !

 

فكرت بتشفي .. أفضل منه بكثير بل لا يوجد مقارنة أصلا بينهما ..

فـ فادي أكثر أناقة

أكثر تفتحا

أكثر ثقافة وأشد وسامة ..

وسامة صبيانية بشعره البني المتماوج وملامحه المميزة وجسده الرياضي الرشيق ..

 

ابتسمت بسعادة وهي تميل عليه بأنوثة ودلال يليق بملامحها لعدسة كاميرا الهاتف الذي تتمسك به ابنتها سلمى والأخيرة تلتقط الصور بسعادة طفلة لا تعي شيئا ثم وبمنتهى السذاجة كانت تُرسل الصور لأبيها ومعها بعض الصور لها بفستانها الجديد تحت نظرات أمها المنتصرة وهي التي وجهتها بطريقة غير مباشرة لتفعل ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now