الفجر الثاني

Start from the beginning
                                    

أجابه فجر بنذالة متعمدة " يأتيان فقط ليُصبني صداعا منهما "

رمقته زوجان من الأعين الساخطة فهز حاجبيه بتلاعب قبل أن يتقدم سلطان جالسا وهو يطلب بهدوء " أين الشاي "

تحرك فجر ليجهز الشاي وهز حسن رأسه يقول لأخيه " مدمن شاي ! "

 

عندما عاد فجر بالشاي وجلسوا جميعا يتبادلون الأحاديث المعتادة حتى قال سلطان مستفيضا وهو يترك كوبه فارغا " إذن يا شباب .. أنا أحتاج لأشخاص أرسلها لفرع الشركة التي أتشاركها في أوربا .. لقد اتخذت قراري بأنني لن أعاود الاستقرار هناك مجددا .. فقط زيارات متتابعة للعمل .. أنا لست مناسبا للاغتراب أكثر من هذا "

صمتوا جميعا مستمعين بينما أردف سلطان وهو ينظر للثلاثة بتركيز مقترحا " فكرت .. ما رأيكم أن تسافروا أنتم هناك .. هذه فرصة عمل جيدة وأنتم في بداية حياتكم المهنية ستساعدكم للارتقاء في مجالكم جدا والاستقلال .. سأساعدكم بكل شيء فأنا لي علاقات قوية في تلك البلاد "

تبادل الثلاثة النظرات فيما بينهم ليشرد فجر للحظات بعينين لامعتين أملا نفضه سريعا متحكما في سقف طموحاته وهو يزفر بتعب قائلا " الحقيقة أنا أتمنى دائما فرصة السفر فهي فرصتي الوحيدة للنجاح للأسف .. لكني لا أستطيع .. أمي لمن أتركها "

أومأ سلطان بتفهم وقال " أجل هذا صحيح " ثم أكمل باهتمام صادق " ولكن أخبرني يا فجر .. إلى متى ستستمر حياتك بهذا الشكل .. أنت تحتاج لإنشاء مستقبل .. لا فقط تأمين حاضر "

كبت فجر تنهيدة عجز مستنزفا لأبعد حد محافظا على هدوئه بابتسامة وقال بثقة " أنا لا أشكو من شيء .. الحمدلله أنا وأمي بخير وأستطيع تأمين كل ما نحتاجه .. المستقبل بيد الله "

أومأ سلطان مرة أخرى يربت على كتفه مشجعا " ونعم بالله .. لا تقلق فالضيق لا يدوم يا فجر .. وأنت نعم الشاب .. سيرزقك الله بقدر ما تمنيت وأكثر .. يكفي برك بأمك أدامها الله لك "

ابتسم فجر وهو يربت على فخذ سلطان شاكرا وصمت

وجه سلطان نظراته لعمر الذي أجابه ببساطة " أنا لا مشكلة عندي في السفر .. بل أنا مثلي مثل أي شاب ينتهي به الحال متمنيا لحظة سفره وإنشاء حياته المهنية .. ولكن " رمق صديقيه مشيرا لهما مردفا " لا أستطيع تركهما .. بالإضافة لأمي وأبي وأختي نورين .. لست مستعدا بعد لخطوة الاغتراب "

 

مط سلطان شفتيه وهو يكمل بتقرير " وبالطبع لا سفر لحسن .. فالحاجة أم سلطان لا توافق على فراق صغيرها وحده " قالها ببعض المزاح رغم هدوء ملامحه فضحك عمر هاتفا " آه حبيب قلب الماما "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now