الفجر الثاني

Start from the beginning
                                    

رد حسن بشفقة ونية صافية " وأي شئ قد يثير الفضول في الفتاة سوى أنها باكية ! "

حدجه عمر ممتعضا فعقد حسن حاجبيه يسأل " حقا .. ما المفترض أن يثير فضولي في فتاة لا أعرفها أصلا غير بكائها "

تنهد عمر مصطنعا الملل وهو يتحدث " أرجوك .. هل كل ما يثير فضول الرجل في الفتاة .. أنها تبكي !! .. أي فضول هذا ! "

رفع فجر حاجبا يسأل بمكر " ماذا إذن "

سحب عمر نفسا أخير من سيجارته قبل أن يدعسها بقدمه ينفث دخانها ثم رفع سبابته مجيبا بتشدق " آها .. للتعرف على الفتاة فأنت تنظر لأشياء أكثر أهمية لتعرفها عن قرب "

طالعه حسن عاقد الحاجبين باهتمام يحمل بعض الريبة في نية عمر فهز الأخير رأسه يهتف بغيظ " لا أعلم حقا أين تذهب دروسي الثقافية .. هل أنت بهيمة ؟ "

" ولمَ تسب الآن " صاح حسن معترضا فتجاهله عمر وهو يمد يديه راسما منحنيات امرأة في الهواء قائلا " التضاريس الجغرافية .. التضاريس يا مختل "

غرق فجر في موجات ضحكه من جديد ووجهه الأبيض يحمر من شدتها بينما حسن احمر وجهه أيضا لكن لسبب مختلف ومط شفتيه بقرف ليصرخ عمر غير مصدق وهو يشير إليه موجها حديثه لفجر " انظر لوجهه يا فجر .. إنه يحمر كفتاة صغيرة "

هجم عليه حسن يضربه وهو يهتف غاضبا " سأريك ماذا ستفعل بك الفتاة "

ظلا يتعاركان بخشونة وفجر يصيح بتحذير " أقسم بالله يا بقايا نسل جنكيز خان لو أحدثتما أي تلف في الورشة لألقيكما خارجها ركلا "

دفع حسن عمر بنزق عنه و الأخير يهجم عليه ممسكا بوجهه الصبياني بإصرار وهو يهتف ضاحكا مغيظا " اسمع يا حسون .. حقا تحتاج لدروس تقوية .. دعني أعطها لك يا فتى وإلا ستفضحنا .. مجانا صدقني "

 

" ما هي تلك الدروس التي تريد اعطائها لأخي يا منسي .. أخبرنا لنستفيد "

 

التفتت ثلاثة رؤوس لسلطان الجوهري الذي دخل الورشة بهيبته فاعتدل الإثنان ونهض فجر مرحبا بينما عمر يرد غامزا " والله يا أبو السلاطين أنت من تعطنا كلنا "

ضحك ثلاثتهم وسلطان اكتفى في الابتسام فسأل حسن يقترب منه " ما الذي أتى بك في وقت كهذا "

 

مط سلطان شفتيه قائلا " لا شيء .. مللت من الجلوس بالبيت فقررت أن آتي لأرى ما الممتع جدا هنا ليجعلك تأتي كل ليلة "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now