الآن أن هناك أملاً؟ قد لا يكون الأمر مستعجلاً إن في وسعنا أن نتخلص من المأزق عندئذ في يسر. وقد لا يطلب إليك جوليان ماستاكوفيتش تسليم العمل في اليوم المحدد له، إن كل شيء يكون عندئذ قد أنقذ.
هزّ فاسيا رأسه علامة الشك والريب، ولكنه ظلّ يلقي على صديقه نظرة شكر واعتراف بالجميل.
قال لاهثاً :
- دعنا من هذا الموضوع الآن ! إنني ضعيف جداً، متعب جداً فلا أحب أن أفكر في هذا الموضوع قط. هلا تكلمنا في شيء آخر؟ ثم إنني أوثر أن لا أعمل الآن ... لن أنسخ إلا صفحة أو صفحتين، أي إلى أن أبلغ فاصلاً ما .. اسمع يا فاسيا : إنني أريد منذ مدة طويلة أن ألقي عليك هذا السؤال : كيف استطعت أن تعرفني هذه المعرفة الصحيحة الصادقة؟
وتساقطت دموع فاسيا على يدي أركادى.
قال أركادى :
- لو عرفت يا فاسيا مدى حبي لك وتعلقي بك لما ألقيت عليّ سؤال كهذا السؤال.
- نعم يا أركادى أنا لا أعرف ذلك، لأنني .. لأنني أجهل لماذا تحبني هذا الحب كله. هل تعلم يا أركادى أن ما تحمله لي من حب قد عذبني كثيراً؟ هل تعلم أنني في كثير من الأحيان ، ولا سيما في المساء، حين أفكر فيك (وأنا أفكر فيك دائماً لحظة أستلقي على فراشي لأنام) أهمّ أن أبكي وأشعر بارتجاف في قلبي لأنني .. لأنني .. لأنك تحبني هذا الحب كله، ثم أنا عاجز عن أن أفتح قلبي وأن أبرهن لك على امتناني.