تلك اللحظة لا أملك نفسي بمعنى الكلمة. لذلك لم أستطع أن أهون من شأن القضية .. لم يكن ينقصك إلا أن تسألني عن إسمها .. يميناً أنني لأؤثر أن أُقتل على أن أذكر اسمها وأنا على ذلك الوضع.
- ولكن لماذا لم تقل لي شيئاً قبل ذلك يا فاسيا؟ لو قد أبلغتني الأمر من قبل، لما تصرفت تصرف المجانين ذاك !
كذلك هتف أركادى إيفانوفيتش آسفاً أصدق الأسف. فقال له فاسيا :
- طيب.. طيب.. لا تزعل.. لست حاقداً عليك .. أبداً.
أنت تعلم أن مردّ هذا كله إلى أنني طيب القلب .. لذلك آلمني جداً أنني لم أستطع أن أروي لك الأمر على نحو ما كنت أحب أن أرويه .. وأن أقصّ عليك كل شيء بهدوء، وأن أطلعك على المسألة بصورة لائقة .. إنني أحبك كثيراً يا أركاشا، ويبلغ حبي لك أنني ما كنت لأتزوج لولا وجودك معي، بل لعلني ما كنت لأوجد أيضاً !
كان أركادى إيفانوفيتش، وهو إنسان ذو طبيعة حساسة جداً، يضحك ويبكي أثناء سماعه كلام صديقه. وكذلك كان يفعل فاسيا.
تعانق الصديقان ناسيان مشاجرتهما الصغيرة.
- ولكن احك لي الآن كل شيء ! كيف تم ذلك يا فاسيا؟ معذرة يا عزيزي، ولكنني مدهوش، بل مصعوق ! .. هل صحيح ما تقول؟ ألم تلفّق شيئاً؟ بلى بلى ... لا شك أنك تمزح.
بهذا صاح أركادى إيفانوفيتش وهو يلقي على صديقه نظرة شك.
لكنه، وقد قرأ في وجه صديقه تأكيداً لعزمه القاطع على الزواج بأقصى سرعة، ارتمى على السرير وأخذ من فرط فرحه ((يتشقلب تشقلبات)) بلغت من القوة أن اهتزّت لها جدران الغرفة.