نظر لصديقه "قلت أنها تلوم نفسها على موت والدها، لماذا؟" ّأجابه جيمين بنظرة حادة "لكي تحاول إزعاجها مجددا"

دافع تايهيونغ عن نفسه و هو يتمنى الاختفاء من أمام صديقه "لا لن أفعل، أنا بالفعل غاضب من نفسي على ما فعلته" تنهد جيمين "يا لحظك، تشعر بالغضب فقط. أنا أشعر بالخزي لإخبارك و الغضب منك لإخبارها و الأسوء أنا أشعر بالخوف من أنها قد تسحب نفسها مجددا بسسب لامبالاتي"

قال تايهيونغ بسرعة "هي لا يمكنها ان تكون بهذا اللؤم جيمين فهذا ليس خطأك" سخر جيمين "اللؤم؟ أنت لا تعرف تلك الفتاة، يمكنها أن تكون الأسوأ عندما تريد"

هز تايهيونغ رأسه متفقا مع صديقه قبل أن يرميه الأخير بنظرة ثاقبة "عندما تريد فقط، أنا أعرفها منذ أن كنت في الإبتدائية و لم ألتقي شخصا بمثل لطفها أبدا. وأنا لا أريد خسارتها مجددا بعد أسبوعان من لقاءنا فقط" أشار بسبابته نحو تايهيونغ "لذلك ستعتذر لها وتخبرها بأني كنت أثرثر فحسب و تذكر أنا لم أخبرك أي شيء آخر بما فيه محاولة إنتحارها. إعتذر لها عن حقارتك" أمسك رأسه بانزعاج و قال بصوت متألم "لم أدخلتني في خصامكما هذا حتى؟!"

شعر تايهيونغ بالرعب من فكرة إعتذاره لها مجددا لذا هز رأسه "لا أنا لا أريد الإعتذار لها مجددا بعد أن خدعتني" قال له جيمين بتهديد "بما أني في الوسط فأنا قد أجعلها تسامحني برواية بعض القصص لها تايهيونغ، لا تجبرني على هذا"

لم يصدق تايهيونغ أذنيه "أي نوع من الناس يهدد صديقه؟!" هز جيمين كتفيه "النوع الذي لا يريد خسارة صديقة قديمة و أنا لا أريد لها أن تربط اسمي بحقارتك"

تكلم تايهيونغ محاولا تغيير رأي صديقه "إن إعتذرت لها قد تسامحك هي و لكنك قد تخسرني أنا جيمين" نظر له جيمين بعينين راجيتين "سأتودد لك لاحقا تايهيونغ، أرجوك"

هز تايهيونغ رأسه غير مصدق لما يحدث، هو لا ينكر أنه أخطئ في حق نورا لم يكن عليه أن يتكلم عن ماضيها دون أن يعرف عنها شيئا.

إن أخطأ عليه الإعتذار، هكذا يتصرف الأشخاص الناضجين و هو ناضج كفاية ليدرك خطأه و أن عليه الإعتذار. قرر أنه سيعتذر لها و سيقبل أي شيء سيأتي منها من أجل صديقه.

قال تايهيونغ باستسلام "حسنا كما تريد سأعتذر لها" فرح جيمين لكلام صديقه و عاد له الأمل بأن نورا قد تسامحه، وقف من على كرسييه "شكرا لك و وداعا... و أيضا حاول أن تعتذر لها قبل الأحد، أريدها بعيد ميلادي"

استمر تايهيونغ في التفكير بطريق للإعتذار دون التعرض للإحراج من ما قد تفعله المجنونة، عليه أن يعتذر لها في مكان خالٍ من أي أحد.



لم تغادر نورا مكتبها رغم أنها فترة الاستراحة، ليس لها أي شهية لتناول الطعام لذا قررت عدم الذهاب لمطعم الشركة و البقاء في مكتبها الهادئ و الفارغ. كما أن نانسي لم تجرأ على الكلام معها فغادرت بدون سؤالها.

رفعت رأسها عن مكتبها بعدما سمعت صوت خطوات تتقدم نحوها لتجد أنه تايهيونغ، هل أتى ليعبث معها مجددا بعد عدم إيجادها في المطعم؟

قاومت رغبتها في قطع رأسه و عادت لوضع رأسها على الطاولة دون الكلام معه.

نظر تايهيونغ حوله ليتأكد أن لا أحد بالجوار و هو يفكر 'أنا هنا مرة أخرى لأعتذر من نفس الشخص، كم هذا جميل!'

رسم ابتسامة على وجهه متجاهلا كل ما يشعر به "سألت صديقتك من البارحة، وأخبرتني أنك في مكتبك" ضحك بخفة "كما أنها حذرتني قائلة 'لا تقترب منها قد تقتلك"

تجاهلته نورا تماما و كأنه لا يكلمها و مثلت دور الصماء، أدرك تايهيونغ أن محاولة التصرف بوِّد لن تساعد في شيء لذا قال بشكل مباشر "أنا آسف"

تفاجأت نورا من كلامه و رفعت رأسها نحوه "من ماذا هذه المرة؟" تجنب تايهيونغ النظر لعيناها "من ما قلته لك البارحة، لم أعتقد أن الأمر حساس لهذه الدرجة بالنسبة لك"

حدقت فيه نورا مطولا قبل أن تسأله "لم تعتذر لي؟ هل أجبرك جيمين على هذا؟" أجابها تايهيونغ بصدق "لن أنكر أنه أجبرني و لكنني أعرف أني أخطأت في حقك، لم يكن علي التكلم في موضوع لا أعرف عنه شيئا. أما جيمين فكان يتكلم كثيرا كعادته و أنا من سألته عنك، لذا لا ذنب له في ما حدث كما لا ذنب لك في موت والدك"

تنهدت نورا "أجل أعرف أن جيمين لم يقصد شيئا بالكلام عني كونه يتكلم قبل أن يفكر و أعرف أيضا أنك حقير، و لن أنتظر من شخص مثلك أن يتكلم معي بخصوص أبي. إعتذارك مقبول لذا فلتغادر فحسب"

عرف تايهيونغ أن نورا تحاول غلق المحادثة لذا قال "أعتذر مجددا، أنا أشعر بالخجل مما فعلته" و استدار ليغادر المكان لكنه توقف بعد سماع تعليق نورا "ليس عليك الخجل من ما أنت عليه هذه وظيفة والديك"

توقف في مكانه قليلا بينما يشتم داخله من تعليقها المهين قبل أن يكمل طريقه للخارج راضٍ عن نفسه بما أن أحداً لم يسمع إعتذاره، أخرج هاتفه من جيبه و راسل جيمين أن المهمة أُتِمت بنجاح.

بعد أن تلقى جيمين رسالة تايهيونغ اتصل بنورا مباشرة، "مرحبا مجددا نورا" ردت نورا "مرحبا، آسفة للصراخ في الصباح" هز جيمين رأسه كأن نورا تشاهده "لا، لا تعتذري فأنا أستحق. تكلمت كثيرا و لم أعرف أن تايهيونغ يعرفك عن قرب"

ابتسمت نورا "مخبول يصادق المخابيل" ضحك جيمين و قال "أنا أعلم، ستأتين للحفلة يوم السبت أليس كذلك؟ ستكون أول مرة نحتفل فيها معا"

لم تستطع نورا الرفض و جيمين يتراجاها، هي أيضا اشتاقت لإحتفالاتهم معا لذا قالت "أجل سأكون هناك، راسلني التفاصيل فقط" رد عليها جيمين بسعادة "حقا؟؟ رائع إذا، سأحرص على وجود نبيذ أبيض من أجلك فقط"

ابتسمت نورا "لا، توقفت عن الشرب" ضحك جيمين "لا لن تشربي، ستتذوقينه فقط"

إستذكرت نور إستعمالها لهاذين المصطلحين، كانت تستعمل سأشرب لتخبرهم بأنها تنوي فقد وعييها من الثمالة و التذوق عندما تريد أن تمرح قليلا.

هزت نورا رأسها و قالت "لا، توقفت عن الإثنين" أجابها جيمين "بالرغم من أني أفتقد نورا الثملة إلا أن وجود نورا لوحده جيد"



عادت نورا لعملها بعد أن أغلقت الخط مع جيمين، لا بأس بحضور الحفلة و الإستمتاع قليلا و لو كان على حساب رؤية تايهيونغ. لكنها ستحاول أن لا تتشاجر معه و تتجاهله.

لايمكنها الإستمرار بالهرب.


stay safe, be kind and don't forget to love on yourselves everyday.

Rainy Nights-KTHWhere stories live. Discover now