XXVIII

133 7 0
                                    

ركن تايهيونغ سيارته على حافة الطريق و أطفأ المحرك، نظرت نورا عبر النافذة للتفاجأ بأنهما أمام مدخل الحديقة.

أعادت نظرها لتايهيونغ و قالت "لم توقفت هنا؟" ابتسم و رد "لأننا وصلنا للمكان الذي أخبرتك أنني سأحضرك له" عقدت نورا حاجبيها "ما الذي سنفعله في الحديقة و السماء تمطر؟!!"

أجابها تايهيونغ "شيء تحبين فعله كثيرا، يمكننا اللعب و الرقص أسفل المطر" ردت نورا "لا، توقفت عن فعل ذلك، لم أعد مراهقة.. و الجو بارد قد نمرض" قال تايهونغ بينما يفك حزام الأمان "لا يوجد أي شيء يمنعك من فعل ما تحبين في سنك هذا، عليك أن تحيي المراهقة داخلك و العودة لفعل ما تحبين دون قيود"

نظرت نورا للخارج قليلا قبل أن تعيد نظرها لتايهيونغ "الجو بارد، سنمرض" رد عليها "لا تقلقي، إن حدث و مرضت سأتأكد من دفع ثمن العلاج و الدواء" أشارت له "و إن مرضت أنت؟!" ابتسم تايهيونغ و رد "لدي مناعة قوية، هطول الأمطار علي لا يمكن أن يمرضني... دعينا ننزل" هزت نورا رأسها "دعنا نغادر فقط، لا أريد أن أتبلل" نظر لها تايهيونغ قليلا قبل أن يفتح الباب و يغادر السيارة. فتح باب الجهة التي تجلس بها نورا "هيا، توقفي عن عنادك هذا..."

ركزت نورا عيناها على تايهيونغ الذي وقف أسفل المطر و فكرت 'كيف يمكن له أن يبدو جيدا حتى و إن بلله المطر!!' قبل أن تتنهد و تغادر السيارة هي الأخرى، إقشعر جسدها بسبب المطر البارد الذي اصطدم بها، عانقت نفسها و قالت "الجو حقا بارد، دعنا لا نفعل هذا" ابتسم تايهيونغ و سحبها من ذراعها "نحن مبللان بالفعل" و سحبها خلفه متجها لمكان الألعاب داخل الحديقة.

لم يأخذ الأمر من نورا الكثير من الوقت قبل أن تستسلم لجمال اللحظة التي تعيشها، للحظات نست كل ما حولها و كل ما مرت به يوما، أحست بأن العالم أصبح ملكها مجددا. أحست و كأنها في الثامنة عشر مرة أخرى، تأرجحت و رقصت و لعبت تحت المطر تماما كما كانت تفعل قبل إثني عشرة سنة، لكن هذه المرة كانت لوحدها دون سارا و جيمين و نامجون و مينا،  لوحدها مع شخص لقائهما الأول لم يكن الأفضل، لوحدها مع شخص وجد طريقة لإغضابها و إسعادها في نفس الوقت، لوحدها مع تايهيونغ الذي لعب و رقص هو الآخر برفقتها و الابتسامة لم تغادر وجهه.

لم يتكلما كثيرا و اكتفيا بالرقص و الضحك بدون سبب، علمته نورا الكثير من حركات الرقص التي تذكرها جسدها تلقائيا و لإستغرابها أتقنها جيدا، كما أنه حاول تقليد بعض الحركات التي علمه إياها جيمين عندما كانوا في الجامعة و تبادلوا الدور في أرجحة بعضهما البعض.

لم يتوقف قلب نورا عن الخفق بسرعة طوال الوقت و على الرغم من الجو البارد الذي يحيط بهما إلا أنها شعرت بالدفئ، لم تعرف نورا إن كان السبب هو تحركها أو ابتسامة تايهيونغ و ضحكته، لكنها تأكدت أن مشاعرها خرجت عن سيطرتها و أن كل ما كانت سارا تقوله أصبح حقيقي.

Rainy Nights-KTHWhere stories live. Discover now