III

628 13 0
                                    

وصلت نورا لعملها صباح اليوم التالي بمزاج سيء و وجه أسوء، عينها متورمتين من قلة النوم و بشرتها شاحبة و كأن الدم هرب منها. جلست على كرسيها و وضعت وجهها بين كفيها من التعب.

هذا آخر مكان تريد أن تكون به.

دخلت نانسي للمكتب لتتفاجأ بنورا هناك "هل هذه أنت؟ لم أصدق سوران عندما أخبرتني أنك هنا؟" لم ترفع نورا رأسها و أجابت "أجل أنا عدت"  عانقت نانسي نورا من الخلف و هي تقول "أنا حقا سعيدة بعودتك للعمل نورا" حررت نورا نفسها من عناق نانسي و قالت لها "يبدو أنك تحبينني حقا" استقامت نانسي بفخر "طبعا أحبك نورا"

هزت الأخيرة رأسها "درجة غبائك فاقت توقعاتي حقا" عقدت نانسي عيناها "ماذا؟؟"  هزت نورا برأسها و أشارت لها أن تذهب قائلة "لا شيء، غادري فقط إنك تزعجيني"

استدارت نانسي لتغادر و لكنها توقفت لتسأل "لكن لما عدتي؟؟ ألم يطردك ذلك المخنث؟" ضحكت نورا رغم مزاجها السيء بسبب كلمات نانسي و ردت "لا لم يطردني بل استقلت، و أنا هنا ليعتذر لي. إن حصلت على جوابك غادري فقط لا طاقة لدي للحديث أكثر"

تساءلت نانسي بغير فهم "استقلتي؟؟ و ما قصة الميلودراما التي حدثت البارحة؟"

رفعت نورا رأسها و نظرت لنانسي نظرة ذات معنى لتهز الأخرى رأسها بغير تصديق "أنا لست متفاجئة، طبعا لست متفاجئة!!" عادت نورا لتضع وجهها بين يديها و قالت بصوت مكتوم "غادري نانسي، اذهبي"

غادرت نانسي مكتب نورا و هي تتمتم "كان علي أن أعلم البارحة، لقد بكت حتى!"






مرت ساعة على بدء العمل، ساعة تفاجأ الجميع بها من عودة نورا و السبب الذي جعلها تعود رغم أنها غادرت تحت أنظارهم تجر أوصال حزنها خلفها، ساعة ازداد فيها مزاج نورا سوءا و ازداد صداعها حدة.

لم يكن عليها شرب القهوة على معدة فارغة في الصباح.

دخل تايهيونغ لقسم المحاسبة بخطوات بطيئة مستعد ليهرب في أي لحظة إن أتيحت له الفرصة.

رفعت نورا رأسها بسبب الهدوء الذي عم المكان فجأة لترى تايهيونغ يتقدم نحوها و على وجهه  تعبير جامد، عندما وصل لمكتبها، لم تزعج نفسها بالوقوف حتى و ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة "مرحبا"

نظر لها لبعض الوقت كأنه يحاول قتلها بعينيه قبل أن يقول بصوت منخفض و بسرعة "مرحبا، أنا هنا لأعتذر لك عما قلته و على نعتك بالمتحرشة، يبدو أنني فهمت الأمر بشكل خاطئ"

هزت نورا رأسها ببلاهة و تظاهرت  بعدم سماعه "عفوا منك و لكن ما الذي قلته لم أسمع شيئا" شد تايهيونغ على قبضتيه و تمنى لو أن بإمكانه الاختفاء فحسب.

نورا لا تفكر في تسهيل الأمر من أجله.

حاول أن يتنفس بعمق و قال لها مرة أخرى بصوت ثابت و آلي بينما ينظر في عينيها "أنا آسف على ما حصل بيننا من سوء فهم، استبقت الحكم عليك فحسب" 

Rainy Nights-KTHWo Geschichten leben. Entdecke jetzt