Rainy Nights-KTH

XVII

استيقظت نورا على صوت المطر المصطدم بنافذة غرفتها، طردت النعاس من عيناها و توجهت نحو النافذة. اعتلت ابتسامة صغيرة وجهها و رددت بصوت خافت "مرحبا بمناخي المفضل"

حلت أمطار أكتوبر أخيرا.

أصرت أمها على توصيلها للعمل بعد توصيل ريمي و جونغكوك للمدرسة، و لم يكن بيد نورا أي حل غير الموافقة.

نورا عنيدة و لكن والدتها أكثر عنادا.

لم تتحدث نورا و والدتها كثيرا في السيارة، انغمست في مشاهدة العالم عبر النافذة  مستمتعة بالجو البارد.

أمطار الخريف أطلت أخيرا، لطالما أحبت الأجواء الباردة و السماء الملبدة بالغيوم موازاة مع كرهها للشمس و ما تسببه لها من حروق في بشرتها.

أوقفت جانغمي السيارة جانب الشارع و التفتت نحو نورا "لقد وصلنا، تأكدي من أن لا تخرجي للعب في المطر" أومأت نورا برأسها و حملت مظلتها قبل أن تقول لأمها "لا لن ألعب في المطر، توقفت عن فعل هذا من الكثير من الوقت"

ابتسمت أمها "جيد جدا، اهتمي بنفسك و حاولي زيارتنا كثيرا"

فتحت أبواب المصعد لتتوجه نورا نحو مكتبها و على وجهها ابتسامة صغيرة، تواجدها بين أفراد عائلتها البارحة و المطر اليوم جعلنها سعيدة كفاية لتبتسم.

إعترضتها نانسي قبل أن تصل لمكتبها "يبدو أنك في مزاج جيد، ما الذي حدث؟" هزت نورا كتفيها "إنها تمطر في الخارج" لترد عليها نانسي "أجل، نسيت  أنك تحبين الأجواء الكئيبة"

سمع جورج حديث نورا و نانسي و انظم لهما هو الآخر "لا شك في هذا، بما أنها كئيبة أيضا" نظرت له نورا بابتسامة جانبية "هذا ما أقوله أيضا" هز جورج رأسه "من الجيد أنك تعرفين نفسك نورا و تعترفين بذلك حتى"

تجاوزته نورا و قالت "توقف عن مضايقتي أو ستعرف ما هي الكآبة الحقيقية جورج" نظر لها من الخلف و قال بصوت مرتفع "منذ أن إلتقيتك و أنا أعانيها نورا"

خلال استراحة الغذاء جلست نورا و نانسي إلى نفس الطاولة تتناولان طعامهما بهدوء، لأن نورا نهرت نانسي و طلبت منها إغلاق فمها. 

اليوم أيضا توجه تايهيونغ نحوهما، وضع صينيته و ألقى التحية "مرحبا و شهية طيبة" رفعت نورا رأسها عن طعامها و قالت بصوت متألم "لا، لا، ليس اليوم أيضا... أرجوك"

جلس مقابلا لهما تحت أنظار نورا المنزعجة و نانسي المستغربة، وضع القليل من الطعام في فمه و قال "إنها تمطر لأول مرة خلال هذا الموسم" لترد عليه نانسي "أجل، الجو يزداد برودة يوما بعد يوم و قريبا ستمطر كثيرا" أومأ تايهيونغ برأسه "أتمنى هذا، أنا أحب المطر. فهو يغسل كل شيء حتى قلبي"

نظرت له نورا باستهزاء و منعت نفسها من الكلام، أما تايهيونغ نظر لنانسي "و أنت؟ هل تحبين المطر أيضا؟" هزت نانسي رأسها و ردت "لا، أنا أفضل الشمس و الدفء، لكن نورا تحب الأجواء الغائمة" رفع تايهيونغ حاجبه "حقا؟؟ إعتقدت أنها غير قادرة على حب أي شيء"