XVIII

149 9 0
                                    

استيقظت نورا صباح الإثنين متأخرة من نومها، اغتسلت و ارتدت ملابس عملها بسرعة، غادرت شقتها تلعن في داخلها استغراقها في النوم. 

لم يكن عليها مشاهدة التلفاز لوقت متأخر من الليل.

علقت مجددا في زحام الحافلة الذي تكرهه، لعنت داخلها للمرة الآلف خلال صباحٍ واحد.

لا يكفي أن الحافلة مزدحمة بل الشارع أيضا يعاني من ذروة الصباح.

حاول سائق الحافة تجاوز الشاحنة أمامه إلا أنه اصطدم بسيارة لم يرها آتية من الخلف، ارتدت الحافلة بعنف للخلف مما جعل نورا ترتد هي الأخرى و تضرب جانبها الأيسر مع ذراع رجل كان يقف لجانبها.

أمسكت جانبها من قوة الألم إلا أنها كتمت صوتها تحت أصوات الركاب المستنكرة للحادث.

أوقف السائق الحافلة تماما منتظرا وصول الشرطة من أجل إجراءات التأمين.

غادرت نورا الحافلة بمجرد توقفها و لحظها استطاعت أخد سيارة أجرة بسرعة.

اعتقدت نورا أن الألم سيختفي قريبا إلا أنها كانت مخطئة، لأنها تألمت طوال الطريق إلى الشركة. توجهت نحو مكتبها ممسكة جانبها غير أن جورج أوقفها "لم أنت متأخرة هذه المرة؟ و لا تتعذري بالحافلة نورا"

تنهدت نورا و ردت "إنها الحافلة حقا، تعرضنا لحادث في الطريق مما أعاق وصولي في الوقت" تكلمت نورا بصوت مرتفع نوعا ما مما جعل الرؤوس تلتفت نحوها و من بينهم نانسي التي جرت نحوها "هل كل شيء بخير؟ هل أصبت؟" قلبت نورا عيناها بملل و ردت "لو أصبت لم تكوني لتتحدثي معي الآن نانسي، شغلي عقلك قليلا"

نظر لها جورج بعينين متشككتين "هل هذا عذر جديد نورا؟" زيفت نورا ابتسامتها "أنا لا أعطي أعذارا جورج، أنا دائما ما أقول الحقيقة" ليرد جورج "حمدا لله على سلامتك إذا" ضحكت نورا "أنا أعرف انك لا تعني هذا جورج" ليهز رأسه و يغادر مكملا جولته حول المكاتب.

توجهت نورا لمكتبها و نانسي خلفها، سحبت كرسييها و جلست قبل ان تسألها نانسي "هل أنت حقا بخير؟" أومأت نورا رأسها "أجل، عندما توقفت الحافلة اصطدمت بذراع أحدهم على جانبي الأيسر. غير هذا أنا حقا بخير" جلست نانسي عل مكتب نورا "هل جانبك يؤلمك؟ أليس عليك زيارة الطبيب؟"

تنهدت نورا و نظرت لنانسي "أنا حقا بخير و شكرا لقلقك، لديك عمل لإنهاءه، ما رأيك بالمغادرة؟" نظرت لها نانسي بعينين ضيقتين إلا أنها غادرت دون قول أي شيء آخر.

تنهدت نورا بثقل و بدأت عملها متجاهلة الألم الذي ازداد سوءا مع مرور الوقت.


دقت ساعة الغذاء حيث توجهت نورا لمطعم الشركة و هي ما تزال تعاني من الألم في جانبها الأيسر، حملت طعامها و جلست على طاولتها المعتادة، لحظات هي حتى انظمت لها نانسي. 

Rainy Nights-KTHWhere stories live. Discover now