II

1.1K 17 0
                                    

 صباح جديد، طاقة جديدة و مزاج أفضل. هذا ما أحست به نورا في طريقها لعملها، كما أنها لن تسمع توبيخ جورج لقدومها في الوقت.

أول ما دخلت من الباب الرئيسي للشركة حدجتها عاملة الإستقبال التي تبدو كالساحرات من القصص الخيالية بشعرها الأصهب و أحمر شفاهها الصارخ بعينين محتقرتين، بادلتها نورا نفس نظرتها و توجهت للمصاعد.







"أيتها السليطة، ألم تجدي غير ابن الرئيس للتطاول عليه؟" صرخت بها نانسي ما إن وصلت لمكتبها، لم تفهم نورا كلمات نانسي أو علاقتها بابن الرئيس الذي نادرا ما هي ترى أبيه حتى.

هزت نورا رأسها بغير فهم "ما الذي تتفوهين به؟" ردت نانسي  "المخنث، الشخص الذي نعتيه بالمخنث يكون ابن الرئيس"

ابتسمت نورا من دهشتها و حركت رأسها غير مصدقة "هذا حقا رائع" مشت نانسي نحوها و وكزتها "إذهبي للمدير هو في انتظارك، و حاولي ألا تطردي. نحن نحب وجودك هنا"

يحبونها؟؟ حقا؟نورا تعرف ان لا أحد يحبها في هذا المكان، ليس و كأنها تحبهم هي الأخرى.

 توجهت نحو مكتب مدير القسم خالية من أي شعور بالخوف أو الرهبة من أنها قد تطرد، ليست نهاية العالم. عملها في هذه الشركة هو عمل يحلم به الكثيرون، راتب جيد و توقيت عمل أفضل. لكنها تكرهه، ليست بالمسألة الشخصية فهي تكره الأماكن حيث يتواجد الكثير من الناس، كانت لتفضل مكانا أكثر هدوء.

طرقت باب المكتب و دلفت للداخل،  أول ما رأته هو وجه المدير الأصلع المحمر من الغضب، تبادر لذهنها أنه يشبه الطماطم الفاسدة، 

و أيضا قضي عليها.

ما إن رأى و جهها حتى صرخ بها "هل فقدت عقلك؟ من أين لك بكل تلك الجرأة؟"

هل عليها الاستسلام بشأن العمل و المغادرة فحسب؟ أمْ أن عليها محاولة الدفاع عن نفسها؟ ليست المخطئة منذ البداية. الغبي أراد هذا، لم يكن عليه بدء هذه الفوضى و إتهامها بشيء لم تفعله.

اعتلى وجه نورا تعبير غبي و كأن لا فكرة لديها عن ما يحصل "ما الأمر هذه المرة؟ لم أتأخر لذا وفر جهدك للمرة القادمة" نظر لها المدير بحدة "لا أعتقد ان هناك مرة قادمة بعد فعلتك تلك، و لا تتظاهري بالغباء... سمحت لك بالتطاول على زملاؤك لكن هذا لا يعني أبدا أن تتجاوزي حدودك مع ابن الرئيس"

تنفست بعمق محاولة تهديء نفسها. بالطبع سيأخد الجميع صفه فهو ابن مالك المكان حتى و إن كان مخطئ لكن هذا لا يعني أنها ستجلس مكتفة اليدان تتفرج على حماقاتهم.

رفعت نظرها نحو المدير "نعتني بالمتحرشة أولا، استفزني أولا. كنت أدافع عن نفسي فحسب" رد عليها جورج و هو ما يزال يشتاط غضبا "لا.. أنت لا تحتاجين للشخص يستفزك اولا، أنت وقحة و بلا حياء دون أي سبب"

Rainy Nights-KTHWhere stories live. Discover now