الفصل السادس و العشرون

4K 192 0
                                    

نسخة معدلة ....



*الفصل السادس والعشرون*

{ إثنان لا يصطحبان أبداً : القناعة والحسد ، واثنان لا يفترقان أبداً الحرص والحسد ............الحسن البصري }

*منزل القناص*

-نزار؟ إنه وقت دوائك، لنذهب إلى جناحك.

هز رأسه بصمت واجم واستدارا ليقفا من جديد حين قال نضال بتهكم واضح:

-ألن تباركا لي؟

التفتت إليه بيلسان تجيبه ببرود:

-حين تستفيق من ثمالتك إن ظللت خاطبا سنبارك لك وندعو لك بالتوفيق.

ضحك فتدخلت فريدة ، تهتف بغضب وعصبية:

-أي مباركة يا بيلسان؟ من هذه التي سيخطبها؟ إنها سكيرة وصِيتها ذائع بما يشين، أستغفر الله العظيم.

عبست دنيا في وجه العمة ونضال يشير بسبابته مجيبا وهو يضحك بلا سبب:

-لا ....لا داعي للإهانات عمتي، إنها خطيبتي الآن.

زفرت العمة بقنوط ورضوان يربت على ظهرها، فعقب نزار بجدية وخيبة دون أن يستدير:

-لماذا يا عمتي تحكمين على الفتاة وتنسينه هو؟ أ ليس سكيرا هو الآخر؟ لماذا هذه العنصرية؟ هو أيضاً زير نساء معروف، الحقيقية هما يستحقان بعضهما جدا.

اقترب نضال بخطوات متمهلة ليقف قبالة شقيقه و زوجته، يجيبه بكآبة وبؤس ظاهرين على وجهه:

-بما أنك موافق يا أخي، فبارك لي، في النهاية قد نتزوج في يوم واحد.

ابتسم نزار بحزن يقول بأسف:

-أنا وأنت لم يجمعنا سوى بطن أمي رحمها الله وطفولة دمرت ذكراها الجميلة بأفعالك المشينة.

علا الوجوم ملامح الجميع بينما يهمس لها:

-دعينا نذهب.

انصرف الجميع ممتعضين وجنات تخاطبه باشمئزاز:

-أنت أكبر حقير قابلته في حياتي.

تفاجأ نضال من كم الكره بمقلتيها بدل الانبهار الذي ملأهما قبلا:

-توء توء! عائلتك لا تحبك إطلاقا يا حبيبي، ليس مهما، أنا أحبك!

وانطلقت ضحكاتها الفاضحة والغير متزنة بالمكان:

-مستواك ينحدر كل يوم عن الذي قبله، يا ابن توأمي!

يا الله كم يكره تلك النبرة، حتى أنه أوشك على كره والده بسبب الشبه بينهما، هو السبب في كل ما وصل إليه! هو السبب في شتات أسرته وفقدان والديه، وفقدان شقيقه.

يوما ما سيقتله! حينها فقط قد تبرد نار الفقد والحقد في أحشائه أما النار التي أشعلتها بيلسان بقلبه لا يعلم كيف سيبردها.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيOn viuen les histories. Descobreix ara