نسخة معدلة ...
*الفصل الثالث والعشرون*
{احذروا العابد الجاهل، والعالم الفاسق؛ فإن فيهما فتنةً لكل مفتون.......الحسن البصري }
*مكتب الوزير*
-مابك لبنى؟ أنت على غير عادتك؟
التفتت لبنى إلى الوزير، بعد أن كانت مغادرة إلى مكتبها، تنظر إليه بحزن عميق وعينين لامعتين بالدموع، فاستقام مصطفى واقفا، يرمقها مقطبا بقلق وأشار لها إلى أحد الكرسيين المتقابلين:
-اجلسي لبنى ...هيا!
أطاعته و جلست، تضم يديها تفركهما ببعض توترا ووجنتيها قد احمرتا، بشكل ملفت:
-تحدثي لبنى ...ما بك؟
رفعت رأسها، فتدحرجت دمعة على وجنتها، لتزيد من لهيبها:
-أبي .....ع...
لم تكمل عبارة فمها، لأن عبرات مقلتيها سبقتها فأزالت العوينات الطبية، كي تتمكن من مسح دموعها الحارقة. لقد كان متوقعا حزنها له علاقة ما بوالدها:
-ما به والدك لبنى؟
تمالكت نفسها، تجيب بوجوم:
-زارنا بالأمس..... أقصد فجرا.
سأل مصطفى مرتابا:
-فجرا؟
أومأت تهتر بغضب:
-تركنا من أجل أن ينجب صبيا وغاب لسنين عنا، ليأتي اليوم ويحاسب والدتي على إخفاء نجاة شقيقتي الصغرى عنه، هل تتصور جرأته؟
ضيق ظلمتيه تفكيرا ثم سأل بحذر:
-والدك لا يعلم بأن له إبنة أخرى؟
رمقته بإدراك كأنها الآن أدركت ما أخبرته به، فأومأت بتردد، ليردف:
-و لماذا لا يعلم؟
تهربت بعينيها، تجيبه:
-أمي أخفت عنه.
هز رأسه، يقول بنفاد صبر:
-لبنى هل سأستدرج منك الحديث ...كلمة، كلمة؟
زفرت تضغط على عينيها ثم قالت بحزن:
-لم أحصل على اهتمام أبي يوما، كان دائم الانشغال عني وأمي، لكنها صبرت من أجلي ولأننا كنا في الغربة.... ثم عانت من مشاكل في الرحم وحذرها الأطباء من الإنجاب ...في البداية لم يكن أبي يذكر الموضوع لأمي وكنت أعلل برودته معي بأنه طبعه ولا يستطيع منح الحنان ولا يعرف كيف يفعل، فكلهم هو واخوته معروفين بنفس الطبع.
صمتت تتنفس والوزير ينصت إليها بتمعن:
-حتى دخلت عائلتنا مصيبة اسمها قائمة، دمرت زواج عمي الهاشمي، لا أعلم كيف؟ كل ما أذكره أنه تزوج منها فجأة على زوجته التي لم تتحمل، فطلبت الطلاق وأخذت توأمها وغادرت بهما فلحق بهم بسيارته كي يقلهما إلى بيت أهلها، فتعرضوا لحادث لقيا فيها عمي وزوجته مصرعهما وأصيب أحد التوأم بالعمى ولم ينج سالما سوى نضال، بعدها فاجأتنا قائمة بحملها، فأصبحت كالعلقة بعائلتنا وأنجبت فتاة أسمتها مرام وبعدها بدأت بلف حبالها حول أبي.
YOU ARE READING
سلسلة الأزهار و الزمن .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفي
Romanceسنا البيلسان في دجى الأوركيدا....بقلم المبدعة منى لطيفي جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ....... الجزء الثالث من سلسلة الأزهار و الزمن ...بأجزائها .....اشواك ورد......رياح بنفسج.....سنا البيلسان في دجى الأوركيدا. ←ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوت...
