الفصل السابع و العشرون

3.9K 182 0
                                    

نسخة معدلة ....

الفصل السابع والعشرون*

{نظرت في السخاء فما وجدت له أصلا، ولا فرعا إلا حسن الظن بالله عز وجل، وأصل البخل وفرعه، سوء الظن بالله عز وجل»....الحسن البصري }

*المستشفى*

-كفي عن البكاء أرجوك!

رفعت لبنى عينيها إلى محدثها، فتى بوسامة متميزة، بشرة بيضاء وعينين بنيتين أفتح درجة عن الرموش الكثيفة والشعر الحريري المنثور حول رأسه وعلى جبهته، شفتيه حمراوان كأنه تناول سكاكر حمراء لتوه، ينظر إليها بترقب وجل، فيتابع برأفة:

-سمرا ستعود سالمة، ووالدتك ستكون بخير إن شاء الله.

بللت شفتيها والدموع قد أشعلت بشرة وجهها بحمرة قانية ثم سألته بريبة:

-أنت صهيب؟

أومأ يجيبها:

-أجل ....أنا آسف.

قطبت بحيرة تمسح دموعها بينما هو يتابع بحزن:

-لو لم أبحث عنك، لما حدث كل هذا.

ثم هز كتفيه، يكمل بوجوم:

-تحمست كثيرا حين علمت أنني لست وحيدا، فأختي مرام سافرت ولم أرها منذ أعوام وأمي!

زفر بكآبة يستطرد وهي تنصت له باهتمام تجهل سببه، أ ليس هذا ابن عدوتها اللدودة والتي سرقت منها والدها ودمرت حياتها وحياة والدتها؟ والدتها المنهارة بسببه وبسبب والدته، إذن لماذا تنصت إليه وبتمعن؟ لماذا لا تكرهه وتصيح عليه بأن يبتعد عنها وعن حياتها؟ لماذا لا تنهار كوالدتها وتخبره بأفعال والدته الظالمة؟

-ليست وحدها بل وأبي أيضاً لا يملكان وقتا سوى للعمل والخطط، أخبرني نزار عنك تفاجأت وأحببت التعرف إليك بشدة وأن أعلمك بأنك تملكين أخا يحبك وتستطيعين الاعتماد عليه.

ارتفع حاجباها دهشة، تهمس بشرود:

-يا إلهي! أنت كسمرا!

صمت يرمق يأسها وسهو أفكارها، تردف بحزن:

-لا دخل لكما في صراع ومشاكل الكبار، كل ما تبحثان عنه بعض الحب والاهتمام، أنت، سمرا وأنا....

عادت للبكاء، فلم يمنع صهيب نفسه من أن يحاوطها بذراعيه يبثها دعمه وبعض عاطفة الحنان التي اعترفت لبنى بأنها في أمس الحاجة إليها، فلم تبتعد بل استسلمت، تهمس ببكاء:

-هل ستعود حقا يا صهيب؟ هل ستعود شقيقتي؟

رد بصدق ما يؤمن به من صميم قلبه:

-ستعود، بإذن الله ستعود.

*****

(غير بعيد عنهما)

بيلسان تجلس بجانب أور والعمة من الجهة الأخرى تليها جنات، تحركت الأخيرة من جانبهن، واقتربت من زيد الذي تركه الرجال حارسا لهم بعد أن انصرفوا إلى المجموعة، فالخاطف قد اتصل بفؤاد قبل أن يتمكن من إخبار الشرطة وأخبره بهويته التي لم تكن سوى العميل مروان وطلب فدية تعادل المبلغ الذي حسب قوله قد أضاعوه عليه برفض الصفقة مهددا إياهم، إن بلغوا الشرطة بأن ينسوا أمرها والحارس الذي معها.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum