الفصل الثاني

6.3K 223 1
                                    

نسخة معدلة ....


*الفصل الثاني*

{ذهبت المعارف وبقيت المناكر ومن بقي من المسلمين فهو مغموم ......الحسن البصري}

_ظهور الفتاة يغير كل خططنا.

أرتمى فؤاد على مقعد مكتبه يهز رأسه مؤكدا قول زوجته التي تسند بكفيها على سطح المكتب، فتنحصر تنورتها القصيرة الرمادية اللون عن ساقيها كلون سترتها على قميص ذهبي كشعرها الحريري المعتني به جيدا، فتحقق بمظهرها المغوي مآربها التي لا تنتهي أبدا.

اهتز هاتفها فالتقطته من على المكتب بينما تستقيم وتكمل حديثها

_يجب أن نجد حلا قبل أن يتواصل معها نضال.

شبك كفيه مع بعضهما، يسند بهما رأسه بينما يحط بمرفقيهما على سطح المكتب، يرد بتحذير تشع به نظراته من تحت عويناته

_وماذا تقترحين قائمة؟ أن نقتلها مثلا ؟ أحذرك حبيبتي، لقد أخبرتك من قبل، لأطماعي حدودا صارمة، وبما أن الفتاة على قيد الحياة سنغير اتجاهنا.

أخفت جمودها بكل براعة وهي تشد الهاتف بين ثنايا كفها تعتصره بينما تقترب منه مستغلة تأثيرها عليه، تعقب بنبرة ناعمة

_أعلم حبيبي، فأنت طيب القلب وأنا مثلك، قصدي هو استمالتها إلى جانبنا، لذا يجب أن نصل إليها قبل نضال.

انجذب إليها كالمسحور يهم بها، فابتعدت عنه في آخر لحظة، تستدير مغادرة وهي تستدرك بابتسامة لعوب على ثغرها

_هناك عملاء ينتظرونني في مكتبي، أراك لاحقا حبيبي.

تنهد يريح رأسه على المقعد خلفه، يراقب انصرافها بتأمل غامض كغموض نظرتها التي تغيرت حين أقفلت باب مكتب زوجها، تهمس بحنق

_إن كان لطمعك حدود، فهناك من لا حدود لطمعه وأنت دائما من ترميني إليه.

***

أطبقت خنساء على أذنيها مغمضة عينيها حين بدأت وصلة الصراخ اليومية بين شقيقها وأمها

_كم من مرة سأعيد كلامي ....هذه المسلسلات حرام وكل ما تفعلينه حرام!

حركت رأسها بيأس تنتظر صراخ الأخرى الذي سيعلو على نبرة الأول

_وأنا للمرة المليون أجيبك بلا تتدخل في ما أفعله، أتفرج على المسلسلات، أسمع أغاني ...أحترق! لا شأن لك!

نفذ صبرها فرمت الكتاب من يدها على سريرها وخطت في اتجاههما، تعلم جيدا كيف سينتهي الأمر، فالطرف الثالث لم يصل بعد لتكتمل وصلة كل يوم.

_لا أستطيع رؤيتك تحترقين وأسكت! ...أنت أمي وأخاف عليك!

زمجرت بسخط ترد عليه بينما تشير إليه بسبابتها

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن