الفصل السادس و الثلاثون

4.2K 198 0
                                    

نسخة معدلة ....


*الفصل السادس والثلاثون*

{ لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب....لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم... من دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة.....الحسن البصري }

*المستشفى*

-كيف حالك يا بطل؟

ابتسم أسد بوهن، فأردف الوزير الذي قرر زيارة الضحايا بين صفوف الأمن وتعزية أهل الشهيد:

-حمدا لله على سلامتك، تشجع وقم بسرعة، عملك ينتظرك!

-شكرا سيدي، كيف هو الضابط ضرغام والبقية؟

سأله بتعب، فربت على كتفه بينما يجيبه:

-هو بخير، رأيته قبلك والباقي أيضا باستثناء الضابط لؤي لم ينجُ، رحمه الله وتقبله شهيدا إن شاء الله.

وجم أسد تغيم ملامحه بحزن، فأردف الوزير قبل أن ينسحب:

-أنت رجل حقيقي يا أسد، اعتني بنفسك، شفاك الله وعافاك.

*****

زفرت صفية بلهفة حين لمحت الوزير يخرج مع مرافقيه، فأسرعت لترى ولدها أخيرا بينما أوركيدا متسمرة مكانها لا تعلم أتقدم خطوة أو تؤخرها حتى أجفلت على حديث مصطفى الذي لمحها فاقترب منها ملاحظا الوشاح حول رأسها:

-كيف حالك أور؟

نظرت إليه، فتلونت ملامحها بمودة واحترام تبتسم بتعب بينما تجيبه:

-سيد مصطفى، أنا بخير، شكرا لك.

اتسمت بسمته بتسلية ، يرمي الوشاح بنظرات مرحة وهو يعقب:

-شكرا على ماذا بالضبط؟

أمالت رأسها دون الكف عن الابتسام، ترد بامتنان وخلاصة فهمها الوزير بوضوح:

-لأنك بحثت عني ولأنك أعدتني إلى أهلي.

هز رأسه مستقيما بجسده الشامخ، يجيبها بتقدير:

-بل شكرا لك ولنضال على ما قدمتماه للوطن من مساعدة، الحمد لله على فضله الواسع، اعتني بنفسك ومبارك عليك مولدك الحقيقي.

****

-ولدي! الحمد لله على سلامتك يا بني، كيف أنت يا قلب أمك؟

لم تستطع ضمه بسبب الحروق بصدره وأماكن على ساقيه، يرد عليها بوهن:

-قدر الله ولطف بنا، الحمد لله لا تخافي علي أماه!

أومأت تجيبه بتأكيد بينما تتفحصه بمقلتيها الملهوفتين على فلذة كبدها:

-لست خائفة، فربي رزقني ابنا رجلا لا يهزمه حادث أو حرق مادامت الروح في الجسد فستشفى بإذن الله..

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن