سلسلة الأزهار و الزمن .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفي

الفصل السادس

نسخة معدلة ...

*الفصل السادس*

{ لكل أمة وثن، وصنم هذه الأمة الدرهم والدينار.......حسن البصري}

كان يوما من الأيام منزلا يحوي عائلة أخرى بمشاكلها وبأسرارها وها هو اليوم يحوي أناسا آخرون، لكن هل مشاكلهم وأسرارهم تختلف حقا؟ وحتى إن كانت كذلك، ما مدى اختلافها؟ هل هي أقل بشاعة أم أنها ألعن؟ بل هل هناك دركات في سلم البشاعة؟ أم أن الشر وجه القباحة فيه واحد؟ فالجدران لم تتغير ولا الأثاث الذي بِيع في المزاد، بذكرياته المرة ،الحلوة، المزعجة و...... المخيفة.

_لماذا لم نبدأ بتناول الطعام بعد، هل نسيتم بأن لدي مدرسة غدا؟

نطقها صهيب بضجر، يلقي بنفسه على الأريكة بجانب نزار الغارق بشرود وعى منه حين شعر باهتزاز الأريكة ليصغي لصوت من أكره الأصوات إلى قلبه، يجيب بجفاء

_إنه الأمير طلب من رضوان إبلاغنا بانتظاره مع ضيوفه المهمين على العشاء.

تدخلت قائمة الجالسة على كرسي من الكراسي المنتشرة بغرفة الجلوس الواسعة، تضع رجلا على رجل، تقول بانزعاج

_كان عليه أن يخبرنا باكرا، سيبقى دائما قليل تهذيب.

زفرات خافتة نفخت بها أفواه عديدة ليتدخل فؤاد معقبا بهدوء

_ليس من عادته، أظن بأن هناك أمرا مهم حقا.

هزوا رؤوسهم بريبة، فتبادل رضوان النظرات المطمئنة مع أمه القلقة بينما صهيب يميل على نزار، يهمسه بمكر مرح

_لا أعلم لماذا لست متفائلا!

ابتسم يجيبه بنفس مرحه الخافت

_ما رأيك إن أخبرتك بأنني لم أشعر بمثل هذا التفاؤل من قبل؟ أشعر بأن هناك أمرا جللا أستبشر به.

ضحك صهيب ينهي الحديث الذي لفت الأنظار إليهما

_بشرك الله بالخير .

لم يكد ينهي جملته حتى سمعوا ضجة وقع الأقدام، فاجتمعت الأنظار على المدخل الضخم للبهو الكبير.

تقدمهن نضال بزهو وفخامة كديك فخور، منتفخ الأوداج يلحق به قطيعه من الدجاجات وكان البهوت السمة الأولى التي اكتسحت الملامح حين لمحوا الفتيات الثلاث.

الدهشة تحولت لبداية الاستيعاب مع الكثير من الريبة والتوتر بينما من يُعتبرون أساس العائلة الذين عايشوا أحداث الماضي يلمع الإدراك في أذهانهم حين التقطت أعينهم قسمات التوءم المتشابه المختلف، متشابهتان بملامحهما المتسمة بالبياض الشاحب والعينين البنيتين الغامقتين، مختلفتان بمظهريهما بين البساطة والهدوء وبين الكيان المتكلف الصارخ.

حل الصمت كأن على رؤوسهم الطير، كل واحد منهم يتمعن في ملامح المستقبل المجهول وقد اكتملت أحجار الرقعة ووضحت التحالفات وحان وقت الحرب ليظهر كل فريق مدى براعته.