المقدمة

13.7K 279 5
                                    

نسخة معدلة 

🌷المقدمة🌷

النفس البشرية تركيبة معقدة ومجموعة من الأحاسيس والصفات المتناقضة حيث أنها قد تشعر بالفرح والحزن في آن واحد، الحب والكره بصدر نفس الشخص والأنس والوحشة الخ. تلك الازدواجية في التصرفات والمشاعر تجهز على النفس البشرية حين تفتقد لحكمة استيعابها وحسن تسييرها لتدخلها في سلسلة أمراض قد تبدو عضوية والحقيقة بعد التحاليل والفحوصات أن ما بها من ألم مصدره النفس التي خرجت أخيرا من صمتها وقررت التمرد والاعتراض وهذا يوصلنا إلى حقيقة أخرى أن النفس لا تكون شريرة بالكامل ولا خيرة بالكامل ولا يوجد فاشل إلى الأبد ولا ناجح مستمر لكن حتما في النهاية هناك خاسر و فائز، فلا تدع نفسك تغلبك ، داويها و اجعل لها حيزا في تفكيرك وألجمها حين تتهور، كافئها حين تحسن التصرف ولُمها حين تخطئ ولا بأس بالتحدث معها، حاورها، أدبها وتعلم كيف تتحكم بها كي لا تفاجأ بها حين تواجه امتحانك الحقيقي فبدل أن تعينك تكون عبئا تسحبك إلى الأسفل حتى تنتهي خاسرا، فأكبر جهاد هو جهاد النفس.

*******

{ إن النفس أمارة بالسوء، فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية، الحسن البصري }

• قبل سنوات •

استقامت واقفة تفرك يديها ببعضهما، تهز طرف رجلها اليسرى من فرط التوتر، تغرز سبابتها بين أسنانها وصوت مهتز يتردد وسط رأسها، (لدي أخت... لدي أخت... مستحيل... توءم!... كيف؟... لم يخبرني! .... لدي أخت).

رفعت رأسها بحدة حين فتح باب إحدى غرف التحقيق فشلت أطرافها لتستكين أخيرا من اهتزازها تترقب بوجل.

أما الأخرى فتفكر بأنها لم تكد تعي من صدمة لتغرق في أخرى، قاتل إبراهيم يكون والدها وليس ذلك فقط بل ولديها أخت توءم، ليكتمل حالها الغريب بكونها حاضرة وستقابلها.

تأملت الباب حيث وجهوها لتلتقي بتوءمها أخت لها 'هي' من دمها ولحمها ومن عرفته عماً لها طوال حياتها ليس عمها، الحقيقة هي ممتنة لذلك فلطالما تسألت هل من الممكن أن يعامل إنسانا قريبه من دمه بتلك القسوة؟ لتكتشف بأنه كان ينتقم لأخته التي قتلها والدها... والدها قاتل نساء محترف (يا الهي كم من امرأة قتل؟ كم من أناس غيره يبحثون عن الانتقام؟). هزة من رأس المحقق أعلمتها بضرورة فتح الباب لتدخل (هل تفتح الباب؟ هل هي بحاجة لأخت؟ هناك واحدة تنتظرها هناك في مكتب المحقق منهارة، ماذا لو علمت بأن من قتل شقيقها هو والدها هي؟ كيف ستشعر؟ هل ستظل على حبها لها أم أنها ستطردها أو الأسوأ تسعى للانتقام منها، أسئلة والمزيد من الأسئلة، توقفوا!) أمرت الأصوات المجلجلة بقاع رأسها ثم تنفست مجددا لتقول بنبرة مسموعة

_ أنت بيلسان، قوية، واثقة ستتعاملين مع كل موقف على حدة، أدخلي وقابلي شقيقتك ثم بعدها لكل حادث ...حديث.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيWhere stories live. Discover now