الفصل الثامن

4.4K 188 5
                                    

نسخة معدلة 

*الفصل الثامن*

{المُراعي لعملِه ،كالمدافع في الحرب عن نفسه؛ بل مراعاة العمل أفضل وأكثر أجر.....الحسن البصري}

*ثانوية الحسن البصري*

_أف! ذهب أخيرا.

رمت بكلماتها تقريبا كأنها بصقتها وهي تعدل عوينتيها السميكة، مصاحبة رفيقتيها جوار الفصل أثناء الفسحة، ابتسمت سمرا ببلاهة، تقول بمرح لا تنكر شعور ألفة يراود صدرها تجاه الطالب الجديد.

_لماذا؟ ...إنه مرح ومؤدب.

عادت مروة تزفر بحنق بينما خنساء تائهة في ملكوت آخر، فهتفت تعيدها على الأرض

_هييييه! أنت ما بك؟

لكزتها على كتفها، فانتفضت تنظر إليهما بالتناوب

_لماذا أنت واجمة؟

عضت شفتها السفلى قبل أن ترد بحزن

_الحصة المقبلة مع الأستاذ أمين.

مطت مروة شفتيها بامتعاض وسمرا تحدق بها بغير فهم، لتقول الأولى بضيق

_خنساء؟ الجلباب ليس بذلك السوء ثم أنا أنصحك بأن تهتمي بمشكلتك مع شقيقك وتركزي على دراستك، انسي أمر حبيب القلب.

احمرت خنساء بحياء، ترمقها بعتاب بينما سمرا تعود للضحك ببلاهة لتكتمها حين اتسعت عينا مروة بغيظ من تحت عوينتيها السميكة، أما أمين فقد دخل استراحة الأساتذة برفقة وائل الشارد بذكرى حدث عجيب حين كان ينزل من على الدرج متوجها إلى الاستراحة، هنالك فوجئ بعينين زرقاوين ترميانه أو ترميان شعره تحديدا بنظرات يشوبها اليأس والعتاب والأغرب تعقيبها المقتضب قبل أن تهرول

_ يا للخسارة!

تابعها بحاجبين معقودين حيرة حتى اختفت بين الجموع في الساحة الكبيرة.

جلس بآلية كما تناول من يد صديقه كأس شاي غير آبه لزوجين من العيون مهتمة به وبصديقه.

_إنهما وسيمين.

همست بها الأستاذة كريمة لصديقتها هناء التي ضحكت تجيبها بملامح مذنبة

_لكن بتلك اللحية مع أنها مشذبه بأناقة وتزيدهما بهاء، مخيفة هذه الأيام خصوصا وواحد منهما خريج الشريعة.

مالت عليها بينما تعيد خصلاتها الحريرية، تهمس لها بمزاح

_أنت متحجبة عليك بخريج الشريعة وأنا سأحاول مع التاريخ والجغرافيا.

أومأت هناء بيأس من طبع صديقتها حين انضمت إليهما زميلة أخرى منشغلة بترتيب شعرها، تسألهما عما تتهامسان به فحكت لها هناء بما امتعضت منه تؤنبهما معا.

_نحن هنا من أجل تعليم الطلاب الأخلاق والمعرفة وليس التأمل والإعجاب بالأساتذة.

تبرمت كريمة بشفتيها امتعاضا وهناء تطرق برأسها توافق قولها فتستغفر سرا.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن