الفصل الأول

11K 251 5
                                    


نسخة معدلة 

🌷الفصل الأول 🌷

{يا عجبا لقوم أمروا بالزاد ونودوا بالرحيل وحبس أولهم على آخرهم وهم قعود يلعبون ... الحسن البصري }

_بيلسان! قومي حبيبيتي.

حركت جفنيها بثقل تفتحهما بمشقة وكل طرف بجسدها يطالبها بالعودة للنوم كي تنال مزيدا من الراحة لكنها ككل يوم تتجاهل رغبتها وتتحامل على نفسها قائمة تشد جسدها لتنتزعه من على السرير اليتيم في الغرفة الوحيدة بتلك الشقة الحقيرة التي تسكنانها.

تابعت جنات المستلقية على نفس الفراش جوارها بنبرة مشفقة على هيئتها التعبة

_عودي للنوم بيلسان، أنت متعبة.

مسحت على وجهها براحتي كفيها، ترد بصوت ناعس وهي تستقيم واقفة

_لا أستطيع التغيب ثم ألا يكفي أنك مريضة ولن تذهبي لعملك؟ على الأقل واحدة منا تحتفظ بعملها.

استدارت جنات على شقها الآخر، تدير لها ظهرها بينما تجيبها بوجوم لم تره بيلسان

_لن أفقد عملي بيلسان، لا تخافي.

تمطت بيلسان بجسدها، ترد عليها

_هذا صحيح، لأنني سأعود من عملي باكرا وأنوب عليك في عملك ف....

_لا!

أجفلت بيلسان من نبرتها الحادة، فقطبت بريبة والأخرى تفسر بتوتر لم يخفى عليها

_أقصد .... أنا استأذنته ومنحني الإذن يعلم بأنني سأتغيب، لا تقلقي، لن أفقد عملي.

تناولت المنشفة من على طرف السرير تبتعد مجيبة بعدم اقتناع

_صحيح أنا لم أكن موافقة على عملك لدى شاب في شقة بمفرده لكن هدأت حين قلت بأن طاقم الحراسة والخدم حوله ومعه في بيته ....فلم أرد أن نفقد مدخولك الثمين.

لم تجبها تمرغ وجهها في مخدتها تحبس دموعا لا تريد أن تراها صديقتها، فهي خير من يقرأ أحوالها فقط من ملامحها.

انتعشت بيلسان وارتدت فستانا فضفاضا يخفي قوامها حتى إن كان نحيفا لكنه يشير لأنوثة ناضجة، لفت الطرحة على رأسها وأحكمت شدها ثم التقطت كيس حاجياتها قبل أن تتجه إلى صديقتها تحمل بيدها الحرة صينية فطور متواضعة وضعتها بجانبها على السرير، تخاطبها بحنو وهي تنحني لتقبل رأسها.

_كلي جيدا حبيبتي وخذي الدواء، سأحاول العودة باكرا، أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.

هزت رأسها بوجوم تتأملها إلى أن اختفت من أمامها لتعود لبكائها الصامت بينما بيلسان ما إن فتحت الباب قابلت وجها تمقته، فتنهدت بنزق تسأله بفظاظة لا تخفيها عنه

_ما الذي جلبك في هذا الوقت الباكر؟ ألا تنام لا ليلا ولا نهارا؟

ابتسم يجيبها مرققا الحديث، يقلد دلال النساء فيراود أحشاءها الغثيان ككل مرة تقابله فيها

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن