الفصل التاسع

4.2K 188 8
                                    

نسخة معدلة ....

*الفصل التاسع*

{يا عجبًا لألسنة تصف، وقلوب تعرف، وأعمال تخالف.......الحسن البصري}

_خنساء!

تسمرت قدماها على الدرجة الأخيرة للسلم قبل باب بيتهم وارتفع وجيب قلبها حين تناهى إلى أسماعها نبرته الهادئة، الناطقة لاسمها بطريقة مميزة يبرز كل حرف بحركته حتى الهمزة التي يحذفها غيره، التفتت إليه يغمرها الحياء، فقال باسما دون أن يركز على وجهها غاضا بصره عنها

_استغربت توترك في الفصل وسهوك، هل أنت بخير؟

ترقب إجابتها بقلق، فهو يعتبرها كشقيقته إيمان كما يعلم ظروفها التي هي نفس ظروفه هو وشقيقته بالماضي، فيخشى عليها نفس مصير إيمان أو الأسوأ، الأذى من الطريق الذي يسلكه شقيقها سالم، طريق أسود المعالم والله أعلم كيف ستكون نهايته؟

بماذا تخبره، أو كيف تشرح له؟ كيف تخبره بأنه الوحيد الذي يشعرها بقيمتها وببعض الأمان بعد أن فقدت حتى شقيقها الذي تغير وأصبح تهديدا مخيفا لقلبها؟

بماذا تخبره؟ بأنها تشعر بكل شيء في حياتها غير مضمون ومستقبلها ليس مبهما فقط، بل مخيفا؟

ألقت بأفكارها خلف ظهرها وردت بحياء

_لا شيء مهم، لم أتعود بعد على كونك مدرسا لي.

لا تعلم حقا، كيف استجمعت كلمات تلك الجملة ولا كيف نطقت بها، ليضحك برزانته المعهودة، يرد وهو متجه نحو الباب المقابل

_ لابأس إذن، لكنها نقطة إيجابية لصالحك، كون أستاذك جارك وطبعا كأخ لك تجدينه بظهرك متى احتجت إليه، وحين تحتاجين لمساعدة أخبري سالم وسآتي لأساعدك.

إحباط مقيت هو ما ألم بمشاعرها البريئة من كلمة ''أخوك'' لكنها بلعتها مع ريقها وهزت رأسها بآلية قبل أن تفتح باب بيتٍ لم تشعر فيه يوما بمعنى الأسرة الحقيقي وكان صوت التلفاز مستقبلا لها كالعادة، كما كانت الوحدة والسكون ما استقبله هو ليتناول الهاتف ويطلب آخر شخص تبقى له من أسرته.

_السلام عليكم أختي، كيف حالك إيمان؟ ...اشتقت إليك.

*****

*منزل القناص*

_أتيتِ أخيرا .... هيا ... التفاصيل!

نطقها باسما ووجهه ينضح بسرور غريب، أضاف إلى نور سماحة ملامحه ألقا مبهجا، فغمرت الحيرة صدر صهيب الذي قفز على السرير بجواره، فعادته تقتضي المرور على أحب أفراد عائلته إلى قلبه كلما عاد من مدرسته أو من مشاويره عموما، فهو يحبه جدا! كيف لا؟ والفضل بعد الله في تقويم سلوكه وتهذيبه يرجع لنزار.

لمس صفحة وجهه بكفه، يجيبه ضاحكا لسرور ملامحه

_بل الجديد، كل الجديد لديك.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيOn viuen les histories. Descobreix ara