الفصل الثاني عشر

3.9K 183 3
                                    

نسخة معدلة ...

*الفصل الثاني عشر*

{لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله.........الحسن البصري}

وضعت آخر طبق معجنات مالحة بعد أن رصّت قبلها أطباق الكيك تفكر بأنها لم تستطع النوم، إذ تكالبت عليها الهموم والمخاوف مخلفة أفكارا متخبطة بذهنها فلم تتحمل وبحثت عن المطبخ ما إن صلت الفجر، وكم سعدت لتوفر كل ما تحتاجه وبدأت بحملة صنع مخبوزات وحلوى علّها ترتب تلك الفوضى بقلب أحشائها لكنها فشلت وكما دخلت المطبخ خرجت منه.

_وااااو! ما هذه الرائحة والمنظر الشهي؟

نظرت إلى أول الواصلين إلى المائدة، فابتسمت عفويا حين لمحت وجه صهيب البشوش، شيء في ذلك الفتى يجعله ظريفا ومحبوبا قريبا من القلوب

_تفضلا، أنتما أول الواصلين.

_صباح الخير بيلسان.

تجاهلت تأثرها بنبرة نزار الرزينة، وردت بود رسمي تفر من التدقيق بوجهه ما استطاعت

_أسعد الله صباحك نزار.

_رائحة شهية توحي بمذاق أشهى.

ابتسمت بحياء وسحبت له كرسيا، تجيبه بينما تجهز له طبقه

_شكرا لك.

رفع وجهه إليها متتبعا رائحة المسك الهادئة الممزوجة برائحة الفانيليا، فتلبكت محمرة أمام صهيب الذي يجاهد ليكتم ضحكته وما إن انصرفت أطلق سراحها، فسأله نزار مقطبا بحيرة

_ما بك يا ولد؟

قام من على كرسيه يجيبه قبل أن يغادر

_لقد أخجلتها وأصبح وجهها كحبة الطماطم، سأذهب وأنا مطمئن فأنت بين أيْد حنونة.

ابتسم نزار بحالمية يعلم بأنه لا مفر له منها، ليجفل على صوت رضوان المرح

_عشنا لنرى أياما مبهجة برائحة المخبوزات الشهية في هذا المنزل.

رفع نزار رأسه ببسمة رائقة سعِد لها رضوان

_يبدو كذلك الحال يا ابن العمة.

حل الصمت إلا من صوت تحرك الأواني، فناداه نزار بتردد

_رضوان؟

_مممم؟

_هاتفت مرام أمس.

انقلبت ملامح نزار لوجوم حين تناهى إلى مسامعه صوت وقوع الملعقة وانتظره ليتحدث، فلم يفعل ليدرك بأنه سكن عكس أفكاره الثائرة في عقله

_هل تحدثتما عني؟

سأل أخيرا، فلعن نزار الشيطان يلوم طيش البشر ثم أجابه

_هل تعلم ما مشكلتك يا رضوان؟ إنها نفس مشكلة نضال.

أطرق برأسه يبلع ريقه ليسلك غصة مرة استحكمت بحلقه بينما نزار يستطرد، فينصت بتمعن

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيWo Geschichten leben. Entdecke jetzt