الفصل الثالث عشر

3.7K 184 2
                                    

نسخة معدلة .....

*الفصل الثالث عشر*

{مروءة الرجل : صِدق لسانه واحتماله مُؤْنَة إخوانه، وبَذْلِه المعروف لأهل زمانه ، وكَفِّه الأذى عن جيرانه..... الحسن البصري }

*ثانوية الحسن البصري*

(الفسحة)

وقف على باب الإدارة المطل على الساحة الواسعة وسط الفصول، يراقب تجمعات الطلاب، كل مع أصدقائه وابتسامة لطيفة تزين ثغره، يفكر بأنه لسنين معدودة كان في مكانهم مجرد تلميذ وضائع أيضا، رقّ قلبه لهم يرى فيهم نفسه.

_لهذه الدرجة يعجبك المنظر؟

التفت إلى مصدر النبرة الأنثوية ليجد زميلة له قد تعرف عليها سابقا مع الباقي، فابتسم برسمية كما رد عليها

_بلى ...إنها مرحلة لا نعرف قيمتها حتى تصبح ماضيا.

شجعها رده الودود، فتحدثت مُعرفة عن نفسها

_أنا هناء، أستاذة العلوم الطبيعية، جديدة هنا أيضا.

هز رأسه محافظا على بسمته الرزينة، متهربا بنظراته التي تصادمت مع أخرى زرقاء متمعنة به عن بعد ببعض من السخرية والغموض

_أنت اسمك وائل، أليس كذلك؟

_ها؟

تدارك نفسه حين تتبعت زميلته مسار نظراته فراح يبحث عنها ولم يجدها، اختفت من جديد كأنها سراب يزور خياله فقط

_بلى، أنا وائل وتشرفت بك آنسة هناء، بالإذن منك، سأذهب لشرب الشاي، فالفسحة على وشك الانتهاء.

ابتسمت له بحبور دفع به للهرب والحيرة تنهك عقله، يشعر بأن تلك العينين مألوفتين لكن عقله لا يسعفه ليتذكر.

في مكان آخر غير بعيد، الفتيات مجتمعات في أحد أركان الساحة، خنساء مستغرقة بتفسير مدى أهمية أمين في حياتها وأنه يعرف كل شيء عنها بل هو المنقذ الذي يرسله ربها كل ليلة لأسرتها، فماذا سيحدث إن أحب و تزوج أخرى؟ قد يرحل إلى مكان بعيد أو تمنعه عن التواصل معهم، لمعت مقلتاها بالدموع، فاقتربتا منها تواسيانها قبل أن يجفلن على نبرة كرم المتهكمة

_ما بها البرميل الضاحك؟ لماذا هو حزين اليوم؟

شهقن بقوة، فأطلقت خنساء دموعها بسخاء، ومروة تهتف بغضب

_أنت عديم الحياء، ابتعد هيا! قبل أن أكسر لك وجهك القبيح هذا!

ضحك ساخرا يعقب

_أنت تكسرين وجهي؟ هذا إن رأيته أصلا، يا قاع الكأس.

تقدمت مروة بخطوات واسعة لتنفيذ تهديدها، فحالت سمرا بينهما تصرخ بألم حين علِقت هنالك والآخر يهتف

_تنحي يا ساذ.....

لم ينهيها لأن لكمة جاءته من جانب فكه أوقعته أرضا، ليتجمد الجميع يحدقون في مصدرها، صهيب الواقف بتأهب و قد أشار لسمرا ومروة بأن تتنحيا إلى الخلف بالقرب من خنساء التي ما تزال تشهق ببكاء.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن