الفصل التاسع و العشرون

3.8K 197 0
                                    

نسخة معدلة ...

*الفصل التاسع والعشرون*

{ المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن..... الحسن البصري }

*ثانوية الحسن البصري*

كانت تبتسم بسرور حقيقي كأنها تطير في سماء متحررة من كل هموم أزعجت صفاء ذهنها، استخلص ذلك من اللونين الوحيدين الذين تستعملهما (الأبيض و الأزرق ) إنها تنشد السماء وتحب الصفاء، جفل من تطلعه بما ترسمه على ربتة من يد أمين، يهمس له ببسمة ظافرة:

-أنظر وركز!

استدار الى مجموعة من الأولاد غلب عليهم حس الفضول أخيرا، فاتجهوا إليهم:

-أستاذ وائل، ماذا تفعلون؟

ابتسم بمرح يجيب الذي سأل:

-كما ترى، نرسم ببخاخات الطلاء، نعبر عن أنفسنا وفي نفس الوقت نزين هذه الجدران التي بهت طلاءها.

هزوا رؤوسهم، يتأملون ما قاموا به لحد الآن، فتابع وائل بحذر:

-أنا متكفل بإحضار بخاخات الصباغة والجميع مدعوون حتى إن لم يكن يعلم كيف! ليس مهما، فليعبر عن نفسه بأي طريقة أرادها.

وعاد إلى ما كان يقوم به كما فعلت أمل التي عادت إلى الرسم بعد أن استيقظت من عالم أحلامٍ شعرت فيه بالتحرر النفسي لتكتشف أنها ترسم السماء بلونها الأزرق الصافي.

راقبت الأولاد منهم الفتيان والفتيات بطرف عينيها، تتمنى أن يتجرؤوا ويفعلوا مثلها، تريدهم أن يشعروا بما شعرت به من انفصال عن الواقع وكل ما يتعلق به من مفروضات ومكروهات ثم ابتسمت ترمي وائل بنظرات ظفر حين تقدم أحدهم، يسأل:

-هل تسمحون لي بالتجربة؟

هز أمين رأسه باسما يدعوه:

-طبعا تفضل!

لم يطل الأمر حتي تبعه الثاني والثالث ...، فهمس أمين لوائل بأمل:

:يبدو أننا سنبدأ بالمخطط قريبا.

******

*بيت أمين*

-أين زوجك يا ابنتي؟

ردت خنساء و هي تفرد شعرها الأسود المجعد الطويل تتنهد براحة بينما تدلك فروة رأسها، فهي لا تزيل الوشاح أمام أمين خجلا منه:

-في الثانوية أمي، لديه عمل ما مع الأستاذ وائل.

صمتت والدتها تتابع مسلسلا، فتذكرت خنساء اتفاقها مع زوجها بخصوصها استدركت تناديها:

-أمي؟

لم تجبها وقد راح تركيزها مع التلفاز، فكررت خنساء بإصرار:

-أمي ما كان مستوى تعليمك؟

التفتت إليها كأنها أجفلت، فتابعت خنساء بفضول:

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيWhere stories live. Discover now