الفصل الثالت و الثلاثون

4K 196 1
                                    

نسخة معدلة ...

*الفصل الثالث والثلاثون*

{ ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها...الحسن البصري }

هوت أور على الأرض ضاحكة ولم تستطع تمالك ضحكاتها، تعترف بأنها لم تضحك بمرح كما فعلت الليلة أما مرام فتنفض كفيها ببعضهما باسمة بفكاهة مرتسمة على وجهها:

-وماذا الآن؟

سألت مرام فشهقت أور بقوة كي تدخل الهواء إلى رئتيها، تجيبها:

-سنطلب الشرطة.

دهشت تعقب بقلق:

-ماذا؟

رفعت رأسها تخبرها بأنفاس متقطعة من الضحك:

-لا تقلقي، سيُحجزان لليلة واحدة بسبب الفعل الفاضح في مكان عام وإن حالفنا الحظ قد يؤدبان بوصلة ضرب.

قطبت مرام ترد بتردد:

-هل أنت متأكدة؟

أومأت تلتقط ملابسهما ثم سحبتها تجاه السيارة، تقول بتشفي:

-هما ثملين لم يتعمدا الفعل الفاضح، سأتصل بالشرطة بنفسي.

اتصلت أور بالشرطة تبلغ عن سكيرين بثياب داخلية، يلهوان حول إحدى النافورات العامة لأحد مفترقات الطرق المركزية ثم عادتا للضحك بالسيارة حيث تراقبان رجلي الأمن يقبضان عليهما ويصفدان رسغيهما بتلك الحالة، تأكدتا من وصولهما إلى مركز من مراكز الشرطة وحجزهما لليلة كاملة ثم عادتا أدراجهما.

-أنت أخت نزار من والده؟

سألت أور مرام التي أومأت ترد عليها بمودة:

-بلى.

تطلعت إلى حجابها تعقب باستغراب:

-ابنة قائمة و... غريب!

ابتسمت بحزن تجيبها:

-ومتحجبة! الحمد لله على هدايته وفضله، وددت لو جاءت أبكر، كنت لأتفادى عذابا كبيرا لكن الحمد لله على كل حال.

هزت حاجبيها بجهل تستغرب رغبتها بمعرفة قصدها، لكن نشأتها على عدم التدخل بشؤون غيرها منعتها عن السؤال.

****

*بيت سمير*

رمشت بجفنيها تعبا تتفقدها لتتأكد من وجودها بقربها ثم مررت يدها على شعرها تقبل وجنتها بحب حقيقي تشعر به نحو تلك الفتاة، لا تستطيع تفهم قسوة قلب والدتها لكنها حقا تعشق أمل كما تعشق دعاء ووليدها الجديد وكما تعشق سمير، قلبها يشتق منهم ولا تتخيل الحياة من دونهم، كيف تفهم والدتها لتكف عن تعذيب قلبها كل مرة تسيء فيها لأمل.

شعرت بحضوره فأدارت رأسها لتلمحه قرب الباب ينظر إليها بقلق بالغ، فتحركت بروية لتخرج من الغرفة بهدوء.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن