الفصل الرابع

5.2K 213 4
                                    

نسخة معدلة ....

*الفصل الرابع*

{ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل .....الحسن البصري }

بخطوات خافتة تكاد تلمس بهما الأرض تلج بيتها داعية الله أن تجد صديقتها قد غابت في بحر الأحلام ولم يخب دعائها، فقد غرقت الشقة في سكون الليل وظلمته لذا تلمست بيلسان طريقها بخفوت إلى السرير دون أن تغير ثيابها شاكرة ربها على قضاءها لصلاة العشاء في وقته في بيت نضال.

استلقت على ظهرها دون أن ترفع الغطاء، فحرارة الأفكار أضرمت نار الخوف والريبة في أحشائها وامتدت أصابعها إلى الطرحة تفك عقدتها لتزيله علَ الهواء يجد طريقا إلى صدرها وثبتت أنظارها على السقف تفكر وتفكر كل صوت يسبق الآخر بسؤاله (ماذا سأفعل؟ ماذا سأقول لجنات؟ كيف ستكون الحياة بعد اليوم؟ كيف ستعاملني أوركيدا؟ كيف ستعاملنا عائلتنا؟ و جنات يالهي! ...ماذا إن علمت عن والدي؟ هل ستأخذني بذنبه؟ هل ستكرهني لما وصلت إليه بسبب ذلك الرجل الذي لا يربطني به سوى الدم؟)....التفتت إليها فلم يظهر منها شيء بسبب العتمة، فعاد فكرها للتحدث لكن بحزن ( آه يا جنات كنت ستفقدين أعز ما لديك، عفتك! هل نسيت ما علمه لنا إبراهيم؟ هل نسيت وصاياه لنا دائما؟ هل نسيت الحديث الشريف الذي كان يلقيه على مسامعنا كلما وجدنا نتحدث ونثرثر " قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )) [ البخاري، الترمذي، أحمد،... كان من الممكن أن يختار أي حديث آخر من أجل الغيبة لكنه في كل مرة يخبرنا عن نفس الحديث، كان يدس رسالة العفة والشرف في أذنينا دون أن يخجلنا ). عادت تنظر أمامها والنوم أقسم على أن لا يزورها الليلة، ليكمل على بؤس حالها قطرات تسقط من صنبور اهترأ من بطش الأيادي على مر الزمن، ليصدر صوتا كأنين عجوز تحتضر ....."آآه"! ،تنهدت من جديد تخرج أنفاسا حارة كحرارة جوفها قبل أن تجفل من نبرة جنات الناعسة

_ما كل هذه التنهدات بيلسان؟

تنفست بعمق على إثر المفاجأة، فأمسكت صدرها جزعا وجنات تتحرك لتشعل المصباح جوارها ثم التفتت تتأمل حالة صديقتها بينما تستدرك

_لم أكن نائمة، انتظرت مجيئك واستغربت حين استلقيت دون تغيير ملابسك، فتوقعت بأنك متعبة للغاية، لذا حافظت على صمتي كي أدعك تنامين لكنك لم تفعلي وأنت تتلفتين كل لحظة وتتنهدين، ما بك بيلسان؟ و لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟

بللت شفتيها تشعر بعطش شديد لتتذكر أنها لم تأكل أو تشرب منذ الصباح في المخبز حتى حين جهزت عشاء نضال فضلت الانتظار حتى يأكل، فتوضب ما تبقى وتحضره معها كما تفعل جنات

_هييييه! بيلسان أنت تقلقينني.

أدارت جسدها على شقها المقابل لجنات وتأملتها لبرهة ثم أخبرتها بخفوت واجم

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيWhere stories live. Discover now