الفصل الثاني و الثلاثون

4.5K 185 0
                                    

نسخة معدلة ...

*الفصل الثاني والثلاثون*

{ لولا العلماء لكان الناس كالبهائم، إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كلّ عالم، وإذا أدبرت عرفها كلّ جاهل ....الحسن البصري.}

*منزل القناص*

تسترق سمرا النظر بوجوم نحو المراقب لها بنفس وجومها بينما تضمها عمتها فريدة المستغرقة بالحديث مع حليمة التي قالت أخيرا بقلق تتململ:

-تأخرت لبنى كثيرا ويجب علينا المضي قدما.

ردت عليها فريدة بلطف:

-لا تقلقي، سمرا قالت بأنها مع والدها.

-وهذا ما يقلقني.

علقت حليمة فلمست فريدة كفها، تطمئنها بمودة لطالما جمعتهما قبل أن يفرق بينهما تقلبات الزمن:

-دعيهما يتفاهمان، كفانا خصاما وجفاء، دعي مشاكلنا بيننا نحن الكبار، يكفي ما نال الصغار منها، لندعهم يغنمون ببعض السعادة التي حرمنا منها بحمقنا.

هزت رأسها بتفهم تتمنى لابنتها السكون إلى والدها، فالصفعة كانت قاسية والغباء ليس من شيمها حتى لا تفتح عينيها على أخطاءها مع حبيبتي قلبها:

-الأمر أننا تأخرنا.

ابتسمت تجيبها بسرور وهما على الطرقة المعبدة وسط الحديقة بين المدخلين الخارجي والداخلي:

-لا مشكلة، محمد سيقلّكن.

قلبت سمرا شفتيها بعبوس طفولي عند ذكر اسمه تستغرب صياحه الغاضب عليها.

لمحن لبنى قادمة إليهن متأبطة ذراع والدها مبتهجة كما لم تكن يوما، فنظرت فريدة الى ملامح حليمة المندهشة وابتسمت، تهمس لها برجاء:

-أتوسل إليك، دعي الصغار خارج حماقاتنا.

ودعوهم بعد أن اتفق فؤاد مع ابنتيه على موعد للقاء فضله بمنزلهن، يرمي والدتهما بنظرات كانت يوما ما تأتيه بنتائج مرضية بخلاف الحاضر، فحليمة لم تعد تلك الفتاة الحالمة التي تستسلم لمجرد نظرات يخصها بها وكانت رحلة إيصالهم كعذاب لمحمد، المتفقد للمرآة كل حين يلوم غباءه كلما لمحها تربع يديها على صدرها تشدهما بقوة وتعبس بحنق ويبدوا أن والدتها لاحظت حالتها على عكس لبنى الباسمة ببلاهة:

-سمرا لماذا أنت عابسة هكذا؟

نظرت إلى والدتها تجيب بحنق استغربته الأخيرة:

-هناك أناس يصيحون دون سبب، لا أعلم لماذا هم غاضبون؟

قطبت والدتها تفكر بقولها ومحمد يراقب طريقه مبتسما بحزن، يفكر أنها شفافة بشكل على قدر جماله وصفاءه على قدر صعوبته لكونه غير لائق ولا يجوز لفتاة التعامل به مع رجال أجنبيين عنها، تدخلت لبنى بعد أن تذكرت شيئا كدر مزاجها الرائق:

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن