الفصل الثامن و الثلاثون

4.8K 212 3
                                    

نسخة معدلة ....

****

*الفصل الثامن والثلاثون*

{من أخلاق المؤمن: قوة في دين، وحزم في لين، وحرص على العلم، وقناعة في فقر، وعطاء في حق، وبر في استقامة، وفقه في يقين، وكسب في حلال...... الحسن البصري }

*بيت حليمة*

-لبنى تأخرت كثيرا يا اب....

بترت كلمتها حين لمحت مرافقها، فردت لبنى بضحكة متوترة:

-أبي جاء إلي ليقلني من العمل، فدعوته ليأكل معي، فأنا جائعة وظننتكما نائمتين.

هزت رأسها بجمود ثم قالت:

-الحمد لله أنك بخير، سآوي إلى فراشي.

همت بالاستدارة لكن لبنى أمسكت يدها تطلب منها برجاء:

-بما أنك مستيقظة، تعالي وكلي معنا لأحكي لكما عن الهول الذي كان سيصيب المدينة لولا ستر الله، ألم تسمعا صوت دوي انفجار؟

قطبت حليمة فسحبتها وأشارت لوالدها إلى المطبخ حيث اتخذ كل واحد منهما كرسيا إلى الطاولة هناك دون أن تكف عن سرد الأحداث. نزعت معطفها وبدأت بتسخين الطعام الذي اكتشفت أنه جاهز من يدي والدتها المتهربة من نظراته المحاصرة لها بنية واضحة لا يوفر لقاءا إلا ويعبر عنها، فتشعر بقلبها المستنزف ولسنوات ينهار تحت وطأة حصاره الغير عادل. فؤاد القناص ومنذ أن التقى بوالدة ابنتيه من جديد وهو يتأكد من عدم نسيان قلبه لحبها أبدا وكل يوم يزيد شوقه إليها وإلى جمع أسرته تحت كنفه، لن يتنازل عن ابنتيه مهما حدث وبالتأكيد لن يتنازل عنها هي!

وقد فكر كثيرا الليلة الماضية، ينعت نفسه بالغباء! كيف أضاع على نفسه سنوات في البعد عنهن؟! والجواب يأتيه في الحين يجاوره على السرير، "قائمة" استغرب شعوره الذي برد تجاهها حين استرجع دفء أولاده، فيصيح به عقله بحنق، لأن شعوره تجاهها كان رغبة لا غير وحين استشعر حب أولاده والتقى بحب حياته وفترت الرغبة اصطدم بالحقيقة.

تنبه على حديث ابنته وهي تنضم إليهما على الطاولة:

-شعرت بالخجل كون عمي منهم، يا إلهي لقد شعرت بالخزي.

قالت والدتها بعبوس ضائق:

-لطالما كان مجرما والله لا يرضى بالظلم.

ثم رمت فؤاد بانزعاج تستطرد:

-للأسف هناك شريك له أو لنقل شريكة لم يقبضوا عليها هي الأخرى.

قطب فؤاد بريبة، يسأل ولبنى ترتبك:

-ماذا تقصدين؟ ما بلغني أن كل شركائه قُبض عليهم وأمواله الرسمية حُرّز عليها ولولا مساعدة نضال وأوركيدا بالإطاحة به وهذه مفاجأة أخرى لكُنا واجهنا مشاكل لا حصر لها بسبب نسبته بالمجموعة، فالتُّهم الموجهة إليه صدمتني، لطالما علمت بأنه شقي لكن لم أظنه مجرما.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن