الفصل التاسع عشر

3.5K 182 2
                                    

نسخة معدلة ....


*الفصل التاسع عشر*

{الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل وإن اللبيب بمثلها لا يخدع........... الحسن البصري }

-هي طالق يا عمي ....طالق!

حل الصمت من جديد، فتحدث العم سعيد بجمود تمكن من صوته.

-أنا أثق بك بني، أعدها سالمة ولك ما تريده.

أغلق الخط ومقلتيه، يحاول التنفس بعمق ليهدئ من نار أحشاءه المستعرة أمام تامر الذي راقبه للحظة قبل أن يخاطبه بحذر:

: نوفل، استعذ بالله من الشيطان الرجيم.

تشنجت أطرافه ثم غمغم:

-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ثم ربت على كتفه، يقول بثقة:

-اهدأ، فلقد اقترب موعد التسليم ولدي فكرة، فأنت أدرى بالتعليمات، الأمن العام مقدّم على أمن الفرد، لذا اسمعني جيدا، لتقوم باتصالاتك حالا، قبل لقائهم.

*****

*منزل القناص*

بحثت عنه في سائر أرجاء المنزل، لتجده في الشرفة الأرضية، يتأمل الحديقة:

- نضال!

التفت على اثر صوت شاغلة أفكاره، يرمقها بتساؤل، فتقدمت لتخاطبه بغضب ارتسم على ملامحها بوضوح:

-أتعلم يا نضال؟ هناك كلمات عالقة في جوفي منذ سنوات وآن الأوان لأخرجها من صدري.

تفاجأ من غضبها يتساءل بحيرة:

-بيلسان! ما

لكنها قاطعته بغل تكمل:

-أنت متعجرف، منحل وزاني! بالمختصر المفيد أنت حقير نذل!

ارتفع حاجباه بصدمة، مفغرا فمه بينما هي مسترسلة بعصبية رغم خفوت نبرة صوتها:

-كيف تلهو بجنات، تغازلها وتعلقها بحبالك حتى أصبحت لا ترى غيرك ثم وبكل بساطة تتجاهلها وترميها من حساباتك؟

ضم شفتيه بعبوس وهي تقترب بينما تهتز على قدميها لتبلغ طوله وتلوح بكفيها بعصبية في الهواء:

-إلام تخطط بالضبط؟ هل تظن بأنني ساذجة غِرة ستغريني بما تفعله لتوقع الفتيات بشَرَك أهواءك! ....لا! أنت لا تعرفني يا سيد نضال! ولقد نبهتك من قبل بأن تحذر مني، فأنت لا تعرفني البتة!

ما يزال صامتا أمام اصبع سبابتها الذي ارتفع في وجهه يتابع حديثها الغاضب:

- ابتعد عني يا نضال! لا أعلم ماهي لعبتك؟ لكني أحذرك! احذفني منها وابتعد عني!

همت بالانسحاب لكنها تجمدت مكانها حين رد عليها بنبرة غريبة عليها:

-تزوجيني بيلسان.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيWhere stories live. Discover now