الفصل العاشر

4.4K 193 2
                                    

نسخة معدلة ...

*الفصل العاشر*

{ابن آدم، تَستحِلُّ المحارم، وتأتي الجرائم، وتركب العظائم، وتتمنى على الله الأماني! ستعلم - أي فاجر - حين لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم....... الحسن البصري }.

*بيت سمير و شاهي*

_حبيبتي ما بك؟

شملتهم بنظرة تائهة للحظة قبل أن تتنبه لوجوه أفراد أسرتها، فاستطردت شاهي بقلق تربت على خدها

_هل أنت بخير؟ ...لا تقلقي، سنجد الفتاة.

مع أن ذلك الموضوع لم يكن ما يشغلها في تلك اللحظة على الأقل لكن الوجوم هجم عليها، ترد بخوف

_إنها الثالثة ماما.

نظرت شاهي إلى زوجها باستجداء وقد أظلمت رماديته، يهدئ من روعها رغم عدم اطمئنانه شخصيا لما يحدث

_الشرطة تعمل على إيجادهن، لذلك أخاف عليك يا ابنتي، لا أريد أن يمسك سوء.

هزت والدتها رأسها بلهفة مؤكدة، فردت أمل بتهكم

_أرجوك بابا لا تخفها! أنا أعلم عن السيارة المترصدة لي أينما ذهبت.

ابتسم بدوره و شاهي تتهرب بعينيها، فأردفت بنفس سخريتها يشوبها بعض المرح

_كنت متأكدة بأنكِ على علم.

تدخلت الصغيرة بعد أن وضعت كأس الحليب على الطاولة المربعة بالمطبخ، تقول بتساؤل بريء

_إلى أين يذهبن تلك الفتيات بابا؟

عاد الوجوم يظلل عليهم بغمامته الداكنة، فاقترب من ابنته يجيبها برقة بعد أن شمل زوجته وأمل بنظرة محذرة

_ يرحلن إلى مكان لا نعلمه لكنهن سيعدن إن شاء الله.

ضمت الصغيرة حاجبيها بجهل تسأل من جديد

_لماذا؟ ما به المكان الذي يرحلن إليه؟

بلع ريقه يفكر في ما سيقوله وأمل مع شاهي ترمقانه بإشفاق وتوجس يُعلمه بمدى خوفهما من بشاعة بعض النفوس فتنظران إليه كالبطل حاميهن وأمانهن.

بسط يديه ليسحب صغيرته فوق رجليه، يقبلها على وجنتها بحنان يخبرها كما يخبر شاهي وأمل

_نحن نتحقق من ذلك المكان ... إن كان آمنا لهن نتركهن إليه وإن لم يكن جيدا نعيدهن إلى الدار ونحميهن، ألا تثقين ببابا؟

حركت الطفلة رأسها مرات عدة، فضمها يرمق أمل وشاهي بحنان، يقول بحزم

_سأظل أحميكن بحياتي إلى آخر نفس بصدري.

غامت عيناها بالدموع، فقامت قبل أن تطلق سراحها كوالدتها ثم استأذنت تفر إلى غرفتها، هنالك أخذت أنفاسا عدة لتتمالك دموعها ثم اختفت في الحمام الملحق لغرفتها حيث توضأت وعادت بعد برهة تتمتم بالدعاء بعد الوضوء

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيWhere stories live. Discover now