الفصل السابع عشر

3.6K 180 5
                                    

نسخة معدلة ...


*الفصل السابع عشر*

{بئس الرفيقان: الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك...... الحسن البصري}

*بعد شهر*

رمت المرآة بنظرة واثقة، تلمس موضع معدتها فالألم تشعر به هناك كلما علمت بأنها ستراه، تنفست وهمست بثقة، تحاول استرجاع تلك النظرة الصارمة التي أصبحت تهرب منها مؤخرا:

-أور أنت واثقة، كوني ذكية، ستنتقمين من المجرم ولن يشوش عليك.

شهر بالكامل تجاهلته خلاله، تبعد عنه كل ما سنحت لها الفرصة، فقد أصبح قربه يشوش عليها تركيزها ويشعرها بأحاسيس تضعفها، تجعلها أنثى، لذا قررت التجاهل مع أن ذلك لم يفلح، فالألم فوق المعدة يزداد عن حده والمشكلة أنها تميل لذلك الألم، نفضت عنها أفكارها وتوجهت إلى قاعة الطعام متجاهلة ضجيج العمال يجهزون لحفل عرس دليلة.

-صباح الخير.

ألقتها حين لاحظت شقيقتها والتوأم الآخر و جنات حول المائدة، فرد عليها الجميع التحية ولم يكن المسرور بينهم سوى نزار فهمست لنفسها ساخرة:

-يبدو أن العمى في هذا العالم نعمة!

جلست تلتقط طعاما، فقال نضال:

-الاجتماع غدا، ماذا قررتما؟

ابتسمت أور ساخرة ترمقه بتهكم:

-ماذا تظن؟ أني صدّقت تَمَلّق ذلك الرجل الذي يَعتبر نفسه عمّا لي؟

أسرّت غيظها داخل عقلها ( ألا يكفي أنني لا أستطيع فضح الحية الرقطاء زوجته كي لا تنكشف العملية؟).

ابتسم نضال يتنفس الصعداء ثم سأل لبيلسان:

-وأنت يا بيلسان ؟

التقطت تلك النظرة المكسورة في مقلتي جنات بسبب النبرة المراعية التي أصبح يخصصها لها مؤخرا بل كل تعامله اختلف معها، يحاصرها بلطفه ولباقته كلما اقترب منها، فتقترب هي من نزار تثبته بمميزاته قناعتها تبحث فيه عن نفسها وصلاحها وتصد به وهج نضال الطاغي:

-أنا وكلت أور وأثق بقرارتها.

ها هو من جديد! فكرت أور، ذلك الشعور الذي يؤثر عليها كلما عاملها أحد بثقة وحب، يتوقع منها أمرا إيجابيا وخيِّيرا.

قامت من مكانها، تقول وهي ترمق شقيقتها بنظرة قد تبدو غامضة لكن بيلسان لاحظت مدى تغيرها وتأثرها، فتُسِر سرورا حقيقيا بقرب استجابة دعوتها بالهداية لأختها:

- أنا ذاهبة، إلى اللقاء.

تحدث نزار، قائلا بريبة:

-نضال، ألم تكن تسبق الجميع إلى العمل؟

تأهبت حواسهم على اختلاف نياتهم بينما نزار يكمل بتهكم:

-لم تكن تحضر إلى البيت إلا لمماً والآن أنت مقيم باستمرار.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيWhere stories live. Discover now