الفصل 90(تغير الحياه، بسمه وإيمان)

30 2 0
                                    

في قلب القاهرة العريقة، حيث تتلاقى أصداء التاريخ مع نبض الحاضر، كانت حياة الفتيات تتأرجح بين الجد واللعب، العمل والدراسة، والأهم من ذلك، الصداقة التي تشبه السند الصخري في كل وقت وآخر. ومع انقضاء الفصل الدراسي من الفرقة الثالثة، كانت الأرواح تترقب بحماس رحلة جامعية إلى الإسكندرية، حيث البحر يروي قصصًا لا تنتهي.

سوسو، بقلب يغمره الفرح، كانت تتطلع لتكون الدليل الأمين لصديقاتها، تعرفهن على كل زاوية وركن في المدينة التي تعج بالحياة والأسرار. وقد قررن الفتيات زيارة القلعة، تلك الشاهدة على عظمة الأجداد، حيث كانت الأصوات ترتفع مدوية بأسماء رمسيس والفراعنة، وكأنهن يستحضرن العظماء من عبق الماضي ليشهدوا على مرح الحاضر.

وفي لحظة غير متوقعة، وقف ضابط يراقب الفتيات وهن يتقمصن أدوار الفراعنة، ينادين على أوزوريس بصوت عالٍ ومرح. دوما، بروحها الحرة، كانت تتمايل بعفوية وهي تنادي على أوزوريس ليأخذها معه. ولكن، بدلاً من الإله القديم، وجدت نفسها تصطدم بصدر عريض لضابط يقف خلفها، فتحولت دعوتها المرحة إلى مفاجأة عندما التفتت لتجده شامخًا، كبيرًا وذا عضلات، فصاحت بدهشة: "بجد دعوتي استجابت، وأوزوريس طلع يا بنات!"

رد الضابط بنبرة مازحة وهو يميل نحوها: "دا أنا هطلع روح أمك قدامي."

دمياط، بنبرة مرحة وعينين تلمعان بالشقاوة: "على فين؟"

الضابط، بصوت السلطة الممزوج بالتسلية: "على القسم، علشان صوت معالكي دا جايب آخر القلعة، انتي وأوزوريس بتاعك يلا."

تنظر حولها فترى الفتيات في استعداد للمغامرة، فتنطق بكود سري "2/3"، وكأنها تستدعي قوى خفية، فاختفين من أمامه في لمح البصر. لم يعرف الضابط إن كنّ زائرات عاديات أم شيئًا آخر، لكنه ضحك عندما رآهن يركضن بعشوائية مضحكة في الأسفل، يتخبطن في بعضهن البعض.

اتجه نحو زميله الذي استغرب ضحكته التي تملأ وجهه فسأله: "مالك يا أحمد، انت كويس؟"

أحمد، بابتسامة عريضة وعينين تبرقان بالمرح: "أيوه كويس، بقولك ايه شوف الهبل دول."

محمود، بنبرة الدهشة والتعجب: "مالهم دول؟ دي رحلة جامعة ودول الطلاب، أنا أخذت بياناتهم، أنا عبد الرحمن."

أحمد، وقد انتقلت عيناه لتتبع إيمان بإعجاب خفي ويتحدث: "شايف القمر الهادئ دا؟ عاوز بيانتها."

وبينما يتبادلون الكلمات، يقرر أحمد أن يتعرف على إيمان بشكل أفضل.

كانت الشمس تتسلل من خلف الأفق، ملونة بألوان الصباح الهادئة. الفتيات اثنى عشر، واقفات على سور قلعة قايتباي في الإسكندرية، ينظرن إلى البحر الأزرق الذي يحيط بالقلعة من ثلاث جهات. كانت القلعة تحمل تاريخًا عريقًا، وكأنها تحكي قصصًا عن ملوك ومحاربين وأسرار مدفونة.

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterWhere stories live. Discover now