الفصل75(شرم،بحري)

23 3 8
                                    

"كانت الشمس على مشارف غروبها، تودع اليوم وتستقبل يومًا جديدًا يحمل الأمل للجميع. حان وقت ظهور القمر لينير السماء بنجومه اللامعة التي تزين الفضاء بمنظر بديع محبب إلى القلوب. كانت تراقب غروب الشمس وتستقبل الليل بعينين حالمتين، وكادت أن تذهب لأمها لكن صوتها عبر الهاتف طلب منها البقاء حتى يأتي إسلام. شعرت بالضيق والغضب، فقد كانت تنتظره منذ الصباح. جلست تنظر إلى الأفق، وحيدة في جلستها، بينما كان بحري وأختها سارة نائمان. خافت أن تغفو ويأتي فقررت الانتظار.

كان الليل قد أسدل ستائره عندما سمعت صوت إسلام ينادي وهو يدق الجرس، وصوته يصدح عبر الهاتف الإلكتروني في الخارج بجوار البوابة. خرجت إليه وهي تشعر بالغضب من تأخيره المبالغ فيه، لكنه لم يعرها أي اهتمام وتحدث بحدة:

''يلا، اجهزي علشان نمشي.''

نطقت بغضب:
''ما أنا جاهزة من بدري، مش عارفة، ليه أصريت أنك تيجي تاخدني، مش صغيرة أنا.''

تحدث بسخرية مع بإبتسامة جانبية:

''لاء يا أختي، كبيرة كبيرة أوي لدرجة إنك لا تتحبسي في البيت علشان عيارك فلت. وبعدين، جاهزة إزاي، وأنتي هتخرجي كدا؟''

أدبرت وهي  تطالع ثيابها:
''نعم وماله، لبسي بقى إن شاء الله.''

إسلام:
''زفت.''

شرم:
''أنت قليل الذوق على فكرة.''

إسلام:
''عارف، إيه الجديد؟ مش شايف أي إضافة حضرتك قولتيها.''

شرم:
''كويس إنك عارف نفسك.''
'هجيب مفاتيح العربية.''

إسلام:
''ماشي، وغيري البتاع ده.''

شرم:

''لا.''

دخلت وأحضرت أغراضها وتركت رسالة لبحري، تخبرها بأنها سافرت إلى شرم الشيخ لأمها. كان إسلام يقف في الخارج بعد أن حاسب التاكسي وينتظر خروجها، التي لم تتأخر إلا ثواني. ثار غضبه منها وهو يراها تتقدم بنفس ملابسها،  تقف أمامه، ترتدي سلوبتًا بلون اللافندر، ينساب بأناقة مع حركتها ويعبر عن ذوقها الرفيع. كان القميص الأبيض الفضفاض يتدلى من تحت السلوبت بطريقة عصرية، مما يضفي على مظهرها لمسة من الحرية والاستقلالية. طرحتها، التي كانت بنفس لون السلوبت، ملفوفة حول رأسها بطريقة تبرز جمالها وتعكس شخصيتها القوية. ولم تكن تكتمل أناقتها إلا بذلك الكوتشي الأبيض النظيف والمريح الذي يتماشى مع أسلوبها الشخصي."

تحدث بغضب:''أنا مش قولت غيري لبس العيال ده؟ إيه، همشي جنب بنت أختي وبعدين رجلك باينة يا استاذة. في اختراع اسمه شراب أو الزفت ده يطول.''

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterWhere stories live. Discover now