الفصل15🌹 (سويس،ولقاء الفتيات )

109 17 2
                                    

في تلك اللحظة المتوترة، كانت سويس تتفجر غضبًا، وقد ارتسمت على وجهها ملامح تحدٍ لا تُخطئها العين. وقفت في منتصف الصالة، وصوتها يتردد في أرجائها وكأن الكلمات طلقات نارية. عيناها تحدقان في أمها، وهي تصرخ: 
"لو مفكرين إنكم هتضحكوا عليا، تبقوا غلطانين!" 

الأم ولاء، رغم اضطرابها الداخلي، كانت تحاول أن تتمالك نفسها. رفعت يدها ببطء في محاولة لتهدئة الجو المتفجر، وهمست بنبرة تملؤها الحكمة: 
"طيب يا بنتي، مش انتي عاوزة تروحي ثانوي؟"

أضاءت عيون سويس بلهيب الغضب مجددًا، وكأن هذه الكلمات زادت من استعار نارها، فردت بحزم: 
"أيوه."

ولكن الأم ولاء لم تتراجع. جلست على طرف الكرسي، محاوِلة أن تجد في عيني ابنتها تلك النقطة التي قد تصل بها إلى هدنة. تحدثت بنبرة عميقة، وملامحها تجمع بين القلق والحنو: 
"خلاص، هتروحي. ولما تخلصي، ربنا يحلها. 
بس خليكي جدعة، جيبي مجموع يدخل طب. ساعتها أبوكي هينسى كلام ستك. انتي عارفة إنه بيحب المظاهر، ولما الكل يقول بنتك الأولى، يا أبوالدكتورة، هتلاقيه نسى كل حاجة."

لحظة من الصمت خيمت على المكان، وكأن الزمن قد توقف لبرهة. سويس نظرت لأمها، كأنها تزن كلماتها في ميزان عقلها الغاضب. وبدون كلمة أخرى، رمت السكين أرضًا بصوت مدوٍ، ثم دارت على عقبيها ودخلت غرفتها، تاركة وراءها دوامة من المشاعر المختلطة.

الأم ولاء جلست في مكانها، وعقلها يغرق في التفكير. كانت تعرف أن ما فعلته اليوم قد يُحدث عاصفة أكبر غدًا. احتارت بين الحفاظ على بيتها وبين رغبة ابنتها في مستقبل مختلف. 

مرت ساعات الليل ثقيلة، حتى سمعت صوت المفتاح يدور في الباب. كان بهجت قد عاد، منهكًا من ثقل اليوم، وعيناه تخفيان قلقًا لم يستطع إخفاءه. رأى زوجته نائمة في الصالة أمام التلفاز، فاقترب منها وناداها بلطف.فسألته بلهفة وقلق:
"حمدلله على السلامة،
كنت فين كل دا"
عيناه تسأل قبل لسانه: 
"على القهوة، عملتي إيه معاها؟"
تسللت كلمات الحوار بين الأم ولاء وزوجها بهجت عبر الجدران الرقيقة لتصل إلى أذني سويس، التي كانت تترقب بقلق في غرفتها المظلمة. جلست على طرف السرير، أذناها ملتقطتان لكل كلمة، بينما قلبها ينبض بثورة مكتومة. سمعت والدتها وهي تحاول تهدئة الأجواء المتوترة بحديثها اللين، وكأنها تحاول بناء جسر مؤقت بين بهجت وغضب ابنته.

الأم ولاء، رغم خوفها الداخلي، كانت تحاول بذكاء التلاعب بالموقف لصالح ابنتها: 
"بس يا أبو أسامة، استهدي بالله كدا، وربنا هيحلها." 

لكن الأب بهجت لم يكن مستعدًا للتراجع بسهولة، وغضبه كان ما يزال يغلي. فرد بصوت خشن ومليء بالتوتر: 
"هتقولي عملتي إيه، ولا أدخل أخلص عليها؟" 

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें