الفصل85(خطوبة)

24 1 4
                                    

في صباح اليوم ، حيث تنثر أشعة الشمس ذهبها على الأرض، وتبدأ الحياة في الاستيقاظ بعد شروق الشمس، كان محمود يتلقى التهاني والمباركات بعد انتشار الخبر بين الاصدقاء في القطاع، وسط مزاحه الخفيف مع علي. تجمع الشباب حولهم، يتبادلون الحديث في أمور الحياة، بين الفكاهة والجد، يخططون لمستقبلهم ويحلمون بما يحمله الغد.

كانت حياتهم تتأرجح بين ورديات العمل، كل يوم يحمل معه تحدياته.

 وفي تلك اللحظات، اتصل زين، بصديقة، ليخبرهم أنه في طريقه إليهم، وكان الوقت يقترب من العصر.
"أيه يا عريس، بالسرعة دي؟ دا أنت لسه  كاتب كتابك  بالليل!" هكذا مازحه عماد بصوت يملؤه الدفء والمودة.

رد زين بنبرة مرحة تخفي وراءها بعض الحماس:
"أديك قولت يا خفيف، كتب كتاب يعني هقعد ليه؟ وبعدين، شكلها لسه مش مستوعبة اللي حصل، كنت برن عليها من شوية، بتسألني برن عليها ليه."

ضحك عماد بقوة، فالموقف كان يحمل في طياته طرافة البدايات الجديدة وكيف يمكن للقلوب أن تتواصل بلغة لا يفهمها إلا العاشقون. واصل زين حديثه بعد أن شارك صديقه الضحك:

"بلغ الرجالة يجهزوا، وأنا خلاص كلها ربع ساعة وأكون عندكم."

بعد إغلاق المكالمة، نقل عماد رسالة زين إلى الفريق، وبدأ الجميع في الاستعداد لما هو قادم. وبعد وقت ليس بطويل، وصل زين إلى المقر، داخلًا بكل بهاء وهيبة، يتلقى التهاني من الجميع. طلب تجمع الفريق وأخبرهم بالمهمة التي تنتظرهم، وبعد وقت قصير، خرجوا جميعًا، مستعدين لمواجهة التحديات القادمة.

مع تسلل الظلال الأولى للمساء، والسماء ترتدي حلة الغسق، تجمعت القوات الصاعقة في صمت مهيب. كان القائد زين يقف بين رجاله، عيناه تمران على كل وجه، يقرأ فيهم العزم والتصميم. بحركات متزنة ودقيقة، بدأوا في تجهيز أنفسهم للمهمة القادمة.

كل فرد منهم كان يعرف دوره جيدًا، يتحققون من معداتهم بعناية فائقة؛ الأسلحة مُزودة ومُعدة، السترات الواقية مُحكمة، والأحزمة مُثقلة بكل ما قد يحتاجونه. كان هناك نوع من الإيقاع في تحركاتهم، كأنهم يؤدون رقصة حربية قديمة، كل خطوة محسوبة وكل نظرة مليئة بالتركيز.

أعطى زين إشارة الانطلاق، وبخطى واثقة ومتزامنة، خرجوا من المقر. كانت هناك هالة من الجدية تحيط بهم، كل رجل يحمل على عاتقه وزن المسؤولية. تحركوا كوحدة واحدة، متجهين نحو الأفق حيث تنتظرهم المهمة، مستعدين للتضحية والعطاء، مدركين أن كل خطوة قد تكون الفارق بين النجاح والفشل.

وهكذا، مع تلاشي أصوات خطواتهم في البعيد، بدأت رحلتهم نحو المجهول، حاملين معهم آمال وتوقعات الجميع. 

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterWhere stories live. Discover now