الفصل السادس(آسر)

129 21 0
                                    

صوت الصراخ يعلو في المنزل بأكملة ليس في الغرفه فقط
فكانت عايده تقف أمام الفراش وتصرخ في الصغير الذي قفز بفزع من أعلى الفراش لا يعرف أي خطأ ارتكب نطق بخوف بكلمات متقعطة.

آسر:

"إي، إي،  يا نانا، فى إي"

عايده:
" انت هتأتأ، ما تتكلم عدل، ويلا قوم مش هتفضل نام طول اليوم"

آسر:
"حااااضر"

يخرج آسر ويتجه نحو المرحاض، يغتسل ويغير ملابسه،
ويتجه نحو الخارج، فكانت عايده تجلس على مقعدها أمامها مائدة الطعام، وعلى جانبيها ابنتها وزوجها واولادهم،يطالعهم الصغير بدموع وحزن، نطق بخوف وهو يقترب منهم. 

آسر:
"نانا"

عايده:

" خير"

تكلمت وهي تنظر له بطريقة لا يفهمها، غير أنه أحس بالقلق والتوتر، فبتعد علي الفور وجلس بعيداً عنهم،
كان يشعر بالجوع الشديد لا يعرف ماذا يفعل،  يقول لها وينسي خوفه، أم يجلس مكانه حتى تنتهي هي أولاً.

لكن خوفه كان المسيطر عليه، فجلس صامت لا يتحرك وعيناه تبكي علي حاله،
عندما انتهت من طعامها قامت إليه وقالت بصوت خالي من المشاعر والرحمة أيضاً.

عايده:
"قوم كل يلا اخلص"

تقدم إلي السفرة بنفس منكسره وعيون حزينه لا تتوقف، ولا ترحمه من دموعها الساخنة، أقترب منها، كانت شهقاته تعلو فوضع يده علي فمه، ومسح دمع عيناه، وجلس، كانت الأطباق فارغة، ويوجد قليل في بعضها، حاول أن يأكل شئ، لكن لم يستطع بلعه، فترك الطعام وهو يجري علي غرفته لكي يبكي، فالقهر وألم لم يعرف معناه إلا عندما فقد والديه، كانت تشاهده بإبتسامة نصر أنها أوجعته لهذا الحد، تقدمت ووقفت أمامه وهي تقول بصوت يملأه النصر والفخر بما فعلت

عايده:
"انتا رايح فين"

آسر:
"هدخل الأوضه"

عايده:
" شيل الاطباق دى وديها الحوض يلا"

تحرك وفعمل كما أمرته، ولم يخلوا اليوم من كثرت طلباتها وأوامرها عليه وكلامها السام الذي يقتله بالبطيئ؛ وتكرر هذا في الغداء والعشاء، كانت هذه حياته بعد فقدانه
لوالديه، لم ينم مرتاح قد، ولا يعرف الإبتسامة له طريق، فقط الحزن والوجع والخوف هم اصدقاءه، لم يكن معه هاتف بعد، لكي يتحدث مع صديق والده زين، وما يقلقه أنه يغيب كثيراً بسبب عمله ليس أياماً ولكن شهور، كان
يتكرر هذا المشهد في كل يوم، مع إختلاف المهام الذي يفعلها، مرت أيام وليالي فها هو، قد تعود، خوفه يزداد أكثر حتى أنه عندما هاتفه زين وتحدث إليه لم يستطع إخباره بأي شئ، كانت تقف فوق رأسه وهو يحادثه عبر الهاتف، كذلك عاش حياته بعدما عاد من قصر زين، كان يشتاق حقا له وللحاجة فاطمة والجد، وينتظر نزول زين في إجازة حتى يأخذه معه ويخرج من هذا السجن الذي يعيش فيه؛ كان خائف حقاً منها ولم يقدر علي أن يحكي لزين أي شئ عندما يكون معه بمفرده؛ ساءت حالته أكثر من السابق، لم يستطيع الكلام بانتظام، لم ترحمه عايده بل زاد عقابها بالضرب أيضا في بعض الأحيان، لم يقدر الصغير علي المقاومه ولا حتي الصراخ، فصوته خانه ولم يستطيع الكلام و دموعه هي المعبرة عن وجعه ورعشة جسده.

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterWhere stories live. Discover now