تكمله المذكره الفصل السادس والثلاثون

48 6 2
                                    

في عروس البحر المتوسط،  تسمع صوت الرياح القويه مع الأمواج، تلاعب نسيمها الروح والوجدان، ترقص وتغني، وهي تسير بجانب البحر، و يتطاير شعرها القصير التي يصل إلي عنقها، تطالعه بحب فهي عاشقة له ولي أمواجه، متربعه يديها أمام صدرها ، ظلت واقفه طويلا،
لا تعلم كيف مر  الوقت بسرعه عليها، وانتهي النهار، وأحل الليل السماء سريعاً،
توجهت للمنزل بوجه خالي من الحياة، عكس ما كانت تفعل منذ قليل، تصعد درجات السلم ببطئ تتمني أن يطول، ويطول، ولا ينتهي، كي لا تصل، وتدخل، لكن ما تتمناه لم يحدث، وقفت  أمام الباب متردده كثير،لا تريد الدخول، حسمت أمرها ودخلت أخيرا، لم يكن أحد موجود أو هذا ما ظنته، كان الظلام دامس لا ترى شئ تقدمت وفتحت الانوار مع شهقه قويه خرجت من فمها، وهي تراهم جالسون بجانب بعضهم  والشراره تتطاير من اعينهم،
تقدم نحوها، ومسك شعرها بإحكام، وهو يصرخ بأبشع الألفاظ الدنيئه،
و يجرها ويرميها على الأرض أمام البقيه،

ترفع رأسها لأخيها الجالس أمامها وتترجاه بعيناها بأن يقف بجانبها هذه المره ولا يتخلى عنها،
ازاح وجه عنها ولم ينطق بكلمه واحده،
تقدم أخيها الأكبر وأمسكها ثانيا  من شعرها ويرفعها كي تقف  امامه،ثم باليد الاخري
يمسك فكيها بأصابعه، ويضغط بقوه وهو يصيح:
"كنتي فين لحد دلوقتي،
امتحانك خالص الساعة 11، رجعه العشاء يا بنت الكلب، كنتي مع مين انطقي"

أردفت بصعوبه من ضغطه على فكها، وعبراتها تتساقط، وقدمها لا تعد تحملها بعد

"والله كنت قاعده على البحر في نفس المكان، صدقي يا مراد، ورحمه امي بقول الحقيقه"

تدخل بعد أن رأى الصدق في عينيها
"ابعد ايدك يا مراد"
قاطعه بصياح
مراد:

"ابعد يا مروان، أنا عفريت الدنيا كلها قدامي دلوقتي"
مروان:
"يبني سبها، واحنا نفهم"
مراد:
"نفهم اي، رجعه العشا من بره، وتقولي نفهم، اي أرجوظات احنا هنا، مفكره هتضحك علينا"
ياسمين:
"والله بقول الحق
صدقوني"
"أنا لما روحت من الامتحان، روحت قعد قدام البحر، رامز الصبح قالي هو هيجي على العصر او المغرب،
فأنا قعد وقولت هاجي على العصر، يكون حد فيكم جه، ما كنش عوزه أكون لوحدي في البيت، بس والله الوقت سرقني، وما أعرفش إزاي الجو ليل عليا، جيت على طول،
حتي ممكن نسالوا عم عاصم بتاع الذره، كان واقف جمبي، من أول ما روحت، لحد دلوقتي، وهو اللي قيمني لما لقاني إتأخرت"

صاح بصوت كله، وهو يأمر أخوه الأصغر بأن يتأكد من العم عاصم بياع الذره من وجودها هناك، ولم تقابل أحد،
أسرع للخارج و هو يطالعها  ويرسم ابتسامة سخرية بجانب فمه.

يحررها ويرميها على الأرض، تضم قدميها وتجلس بعيدا عنهم في الزاويه، تضم نفسها بقوه ودموعها تتسابق على وجها.

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterWhere stories live. Discover now