الفصل الثامن والثلاثون تكمله المذكره

46 6 4
                                    

يجلس رجل كبير على الأرض، و أمامه الإنجيلية  يشرب منها، و ينفخ دخانها في الهواء،  وهو بيرفع رأسه وصوت سعاله عالي،
ينادي على زوجته التي تعد له الطعام بنبرة غليظه.
"انتي يا وليه  ياللي جوه"
أردفت وهي تترك ما بيدها وتهرولت  إليه
"ايوه جايه اهوه"
خاطبها بصوت عالي وهو يشير بيده، ويرمي الانجيليه على الأرض.
"ساعه علشان تيجي"
نطقت بنبره  مخالطه بالخوف، وهي تفرك بيدها ببعضها.
"حقق عليا يا معلم، كنت بحط الأكل على النار"
أشار بيده وهو يتكلم 
"طب يلا غيري الحجر،  ونادي على الواد والبنت اللى جويه، يروحوا الورشه، يلا"
هند:
"طيب مش لما يتغدوا الاول"
صاح فيها وهو يضربها على وجها بقوه
"قومي يلا، إنتي هتردي عليا، ومافيش أكل، ليكي ولا ليهم، يلا"
تجري لغرفه إبنها وهي تدعوا عليه بعد أن نطقت بالموافقه. 
"حاضر"
"ربنا على الظالم"
تدخل للغرفه، كان نائم على بطنه و يفرد ذراعيه، إقتربت منه وهي تلمسه كتفه و تهزه ببطء وتقول. 
"عمار قوم يا ابني"
يرد عليها بكسل وتعب، فهو عاد من الورشه منذ نصف ساعه فقد، لم يرتاح، كان يعمل من أول النهار.
"أيوه يا ماما عاوز أنام، تعبان أوي، ربنا يخليكي سبيني شويه"

أجابته بحزن وهي تجلس بجابنه
" على عيني يا ابني قوم "
"أبوك رجع من بره وعاوزك تروح الورشة إنتا وأختك"
قام مره واحده و اعتدل وهو يصيح بنبره خفيفه
"تاني يا ماما أختي، ما أنا بعمل أهوه، وطالع عيني، ليه عايزها تشتغل، هو أنا قصرت في حاجة"
هند:
"نعمل إي يا ضنايا هتقدر تقوله كدا"
أدار وجه أمه عندنا راى أصابع يد والده على وجها
"مال وشك يا ماما، هو ضربك تاني"
بعتد يده بسرعه وهي تقوم وتتجه نحو الباب وتقول
".يلا يا حبيبي قوم، يلا، أنا هروح هنادي على أختك"
تدخل غرفة بناتها كلنت تحتضن اخواتها التي يبكوا بصوت مكتوم بعد صراح والدهم بأمهم
تقف على الباب وتقول بحزن وهي تطال ابنتها التي تنظر بتحدي وغضب
"اللبسي يلا، وروحي مع أخوكي"
صاحت بقوه
"تاني"
تقترب منها وهي تغلق الباب، وتجري وتضع يدها على فم ابنتها، وتتكلم بنره خائفه
"وكي صوتك، بره هيسمعك"
يلا"
أزاحت يد امها و صاحت بقوه أكبر
" انا بقا عوزاه يسمع، أنا مش هروح، واموال هو لزمته اي، مش دا أبويا، يشتغل ويصرف علينا، ولا مخلفنا علشان نشغل ونصرف عليه، ويريته بعد كدا في كلمة حلوا، ولا لقمه زي الناس، لاء ضرب وإهانه، وأنا سمعت من أول ما دخل، ومش راحه "
دخل على صوتها وامسكها من شعرها وضربها بقوه على وجها قلم تلو الاخر بلا توقف وهو يصيح
"انتي بتقولي إي يا بنت الكلب، والله ما سايبك"
تصرخ تحت يديه
"اه"
تقترب من زوجها كي تبعده عن ابنتها وهي تتحدث بنبره عاليه
"حرام عليك سيب البت"
أزاحها عنه بقوه، سقطت على الأرض من شدتها، وهي يصيح فيها.
"ابعدي يا وليه دروك لسه حاي"

دخل الغرفه يهرول، بعد خروجه من الحمام، سمع صياحهم، اتجه نحوهم وهو يبعد أبيه عن أخته، و يضمها، ويقول.
"ابعد هنا"
تفاجأ من قوة ابنه، وهو يبعده وصوته العالى، تكلم بغضب وهو يلتف يمين ويسار يبحث عن حزام كي يضربهم.
"انتا كمان، صوتك علي، طيب، فين الحزام، الحزام فين"
"تعالوا بقا"
اته بيه من غرفته ودخل عليهم يضرب كلمن يقابله حتي واوقفه عمار وهو يمسكه منه ويصيح 
"أنا أعرف أبعدك، بس أنا بحترمك علشان أبويا، بس إيدك لو اتمدت علي أمي أو أخواتي، مش هسكت"
صلاح:
"طيب ايدي هتتمد عليك أول، وبعدين هخلص عليهم"
ختم كلامه وهو يضربه بقوه، حتي صرخت زوجته به وهي تحاول الدفاع عن إبنها
"حرام عليك سبب الوالد هيموت"
لكن بلا فائده هرولت وفتتحت الباب الشقه وهي تصرخ لكي يلحقها أحد
"اه، الحقوني يا ناس، الوالد هموت في ايده"
ترك ابنه بعد فقدانه للوعي ودمه الذي يخرج من رأسه واتجه إليها وامسكها من شعرها يصفعها على وجها يقول
"اانتي بتصوتي"
تصره بلت توقف
"اه"
تحركت نحو هي تبكي وتتمسك بامها
"اه" ابعد عن امي"
ازاحاها بقوه حتي ارتطمت في الأرض وصفعها  وهو يقول 
"اكتمي يا  بنت  كلب"
يشير إليهم بأصبعه قبل المغادره وتكلم  
وانتا وهي هتنزلوا الورشة وما فيش علام"
أجابته بانفاس متقطعه 
"بردوا مش هروح "
أردف وهو  يقترب منها  
"انتي لو كنتي فالحه في حاجه، ولا شكلك زي  البنات، كنت جوزتك لي حد وكسبت من وراكي قرشين، لكن اسمك بنت وبس"
وقفت بصعوبه وهي تتحدث
"اه، كويس انتي مش شكلهم، دا من رحمت ربنا، والا كنت مرميه مع كلب ملي  ماشي معاهم"

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterWhere stories live. Discover now