❤️الخامس والثلاثون♥️

1.4K 53 28
                                    

#الصلاه_علي_النبي
اعظم الذكر.......
الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم
و من أسباب زوال الهموم وغفران الذنوب الصلاة على النبي ﷺ،
قال النبي ﷺ للمصلي عليه (تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك)
🌹الخامس والثلاثون 🌷

سِكِّينُ غدرِكَ في الحشا تتربّعُ
سلمت يداكَ بقدرِ ما أتوجعُ!
#منقول
بعد مرور أسبوع كانت قد اعتادت فيه سكن على عمها، لما لمسته فيه من صدق وتوبة خالصة لوجه الله، مع كثرة الثرثرة تقربت منه كثيرًا ونشأت بينهما علاقة وطيدة، ليكون لها صورة من والدها الحنون المراعي الناصح وتعوضه هي عما أفتقده وحرم منه بجمال روحها وطيبته.
شردت نظراتها بعيدًا وتوقف لسانها عن الترديد مما استدعى سؤال عمها واسترعى انتباهه (مالك يا بتي؟)
نظرة غامضة تتموج ما بين الحزن والتردد رمقته بها وبعدها أخفضت بصرها متهربةً تصارحه بما احتل قلبها من وهن العشق (حمزة وحشني يا عم)
سألها بغرابة مندهشًا من قولها وتلك الحرقة التي تتصدر كلماتها (مبتتحدتوش؟)
غرقت المقل في فيضًا من الدموع وهي تفضي له بسرها (لاااه متخانجين ومبيكلمنيش وبعد ما يرجع هيطلجني)
انقبضت ملامحه بألم اعتصر قلبه فأعتدل يسألها بحزن ونظراته تحاوطها باللطف(ليه يا بتي؟ حُصل إيه؟ جوليلي)
مسحت دموعها وهمست بحسرة (ما ينفعش يا عم)
همس بإشفاق وهو يمد كفه الخشنة مربتًا على خدها بحنو (ليه يا غالية؟)
ارتدت نظراتها القوة واحتشمت بالعزيمة وهي تخبره (لو جولتلك يبجا بوجع حبيبي للمرة التانية )
راوغها لينل أكبر قدر من تفكيرها والمعرفة بها (ليه مين هيجوله يا بتي؟)
همست بنبرة صادقة مست شغاف قلبه (جلبي ياعم إن مجالش حد هو هيوجعني أنا لو عملتها،مش هتحمل حتى إني اتكلم عليه فغيابه)
ربت مجددًا على خدها فخورًا بها وبقولها (جدعه يا سكن)
ضحك بخشونة متسائلًا ونظراته تضوي بالعشق (مش عمتك وحمزة بيجولولك كده برضك؟)
ابتسمت هازة رأسها تأكيدًا على قوله، ليطمئنها (محدش بيلاجي السكن ويسيبه اطمني)
زفرت بقلق لا تصدق ما قاله عمها فصارحها (ليه مش واثقة فحمزة؟)
بهتت ملامحها وهتفت تنفي التهمة عنها(لا أنا بثق فيه أكتر من نفسي)
هز رأسه برفض (لاااه علطول خايفة وجلجانة؟)
أرخدت أهدابها هامسةً بحسرة تفضي بجزء من مكنوناتها مخبرةً إياه بوجع (حمزة كان متجوز ياعم)
أوضح متفهمًا يحتوي ضعفها وشتاتها برزانته وفطنته (وإيه يعني مش كل الي اتجوز حب ولا عشج، ولا كل الي عشج أتجوز)
همسها بحزن جعلها ترفع نظراتها راغبةً في سماع المزيد (اطمني يابتي وطمني جلبك)
ابتسمت قائلة بصدق نبع من قلبها الذي يرق لحاله دومًا (إنت طيب ياعم وأنا حبيتك جوي)
ضحك بخشونة قائلًا :(أنا مش طيب بس اتهدّيت)
همست ببؤس شديد ومرارة عالقة في فمها الذي نطق (عملت كدِه ليه يا عم؟)
تنهد وجرح قلبه ينفتح من جديد (غشيم، الدنيا ضحكت عليا وصدجتها)
قالت متحسرة على حالة (متستاهلش كِده ياعم)
انتفض مؤكدًا بحدة (لاااه أستاهل وزيادة)
ربتت بكفها الرقيق فوق كتفه تشاركه الألم (لااه يا عم إنت طيب وزين متستاهلش)
وضع أنامله المرتجفة المتعضنة فوق عيناه يحبس نظراته خلف جفنيه  قائلًا (لاااه يا بتي أنا مش كدِه)
سقطت دموعها تباعًا بوجع لتربت من جديد معاتبة بمشاكسة (خلاص بجا يا حسان إنت نكدي ليه ، عرفت إنك عفش.. جوم يلا نتعشى)
حذرته بنبرتهاالمشاكسة  ومزاحها( هريتني جبنة بطماطم)
ابتسم معاتبًا لها (ما إنتِ متدلعة مضريناش)
تأففت بشقاوة وهي تبتسم معددة ونظراتها تلمع (مجربتش وكْل الشيف حمزة ياسلااام ولا وكل ورد وحلاوته كأنها بتطبخ بروحها) فرق بين جفنيه 
ليتأمل لمعة عينيها وحديثها عن زوجها، كأنما ارتوت فأزهرت، ضيقت عينيها وتوسلته بشقاوة (حسان كُل معايا مرة أنا معدتي اتهرت)
قال بحزمٍ رفيق (لااه يا بتي بالهنا والشفا)
هتفت بغيظ من إصراره وعناده (فلوس حمزة جولنا ماشي طب ولو الوكل من فلوس أخوك؟ )
قال بإقتناع تام (لاااه أكل من عرجي وشجايا وبتاعي، أبوكِ مات بحسرته على صاحب عمره  بعد عملتي)
هزت رأسها مؤكدة بتأفف مغتاظ (إنت فجري ياعم)
ضحك من كلماتها وروحها الحلوة، تأملها قليلًا ثم قال وهو يبعد نظراته ( كانت كيفك كده ورد كني شايفها جدامي)
اتسعت عيناها وأقتربت تطلب بحماس وسعادة (احكيلي عنها وعنكم)
حمحم مجليًا صوته الخشن القوي، وشرد في السقف مبتسمًا يقص عليها بشجن (ورد وهي ورد ريحة وشكل ولون)
همست بدهشة (لون؟)
تنفس بقوة كأنه يستنشقها مغمض العينين بتأثر كأنما ذاكرته عادت به للوراء، أكمل ( هي اللون الي يعتشج وميتشبعش من الطلة فيه، لون الفرح والسعادة والرضا، كانت ضحكتها مبتفارجهاش مكان ما تروح الدنيا كلها تتغير حواليها وتتبدل، جابها أبوي عندنا وجيه معاها الخير كله كبرت وكِبر الحب فجلبي أنا)
سألته بدهشة منتبهةً لحديثه (ليه متجوزتهاش)
أخبرها متحسرًا بلوعة (أبوي خاف عليها مني؟ جالي متستحجهاش)
سألته بشفقة متأثرةً بحاله (ليه يا عم)
أخبرها بصوت متهدج (كنت طايش وواخدها عافية وورد كانت زينة البنات)
عادت تسأله (متغيرتش عشانها ليه ياعم؟)
أجابها وجمر الذكرى المشتعل يحرق روحه (الكِبر والغروريا بتي)
أخفض رأسه وطالعها هامسًا بوجع (عايزه الحج يا سكينة خالك كان يستاهلها وتستاهله، خالك كان زينة الشباب برضك راجل صُح  لما شوفتك شوفت فيكِ ورد وشوفت فهشام حسان، عرفت إنك مش ليه )
واسته بحرقة وألم (هون عليك يا عم)
دعى لها بحنو أب (ربنا يراضي جلبك يا بتي)
صرفها بإشارة وهو يتناول سجادة الصلاة ويفترشها (جومي يلا نامي)
سألته باهتمام وعناية (مش هتتسحر؟ نويت أصيم معاك؟)
تهلل واستبشر قائلًا بحماس (زين جوي، جومي جهزي حاجه على ما أصلي)
نهضت قائلة توصيه بتشديد (ادعيلي يا حسان أوعى تنساني)
عدل جلسته فوق  السجادة قائلًا بمودة شديدة (لاااه مش هنساكي ربنا يجعل حظك أحسن من حظ عمك ومتشقيش بجلبك زيه ويردلك الغايب وجلبه)
ضحكت مبتهلة متضرعة بخشوع وهي تؤمن خلفه، غادرت للمطبخ حين فرغ، أمسكت بهاتفها وجدت رسالة من تقى فضتها بلهفة شديدة واهتمام (حبي حمزة لإنه حمزة مش حب رد الجميل، متحسسهوش إنك بتحبيه مجبرة رد معروف ليه)
**************
بعد مرور أسبوع
أدمعت عينا ورد وهي تتأمله من خلف شاشة التاب الخاص بإبراهيم الذي سارع مازحًا (مالك خاسس وحالتك حالة)
عبس حمزة من كلماته التي قد تغم والدته، وتثير انتباهها لحاله، فقال بضيق (سلامة نظرك)
سألهم حمزة بإهتمام (عاملين إيه وأخباركم إيه؟)
طمأنته والدته بلطف ومراعاة لحالته النفسية الواضحة على ملامحه وحزنه المتربص بنظراته (زي الفل بخير اطمن يا ضنايا المهم تكون إنت بخير)
لم تصل ابتسامته الكاذبة لعينيه حين قال بمرح زائف (زي الفل الجو حلو هِنا وتمام)
أمسكت ورد الجهاز وتحركت تجاه الحجرة تريد الإختلاء والإنعزال والحديث معه بإنفراد لتفهم منه لماذا يتأخر في مهادتفتهم، أغلقت الباب خلقها وجلست متنهدة تسأله (مالك يا ضنايا تعبان؟)
أخبرها كذبًا متهربًا من البوح (مفيش شوية برد وإرهاق)
عاتبته عله يتحدث ولا يكتم (عليا يا حمزة؟ مسألتش عن سكن ليه؟ مش عايز تكلمها؟ )
أجابها وهو يتهرب بنظراته من والدته التي تكشف وتفضح ما يسعى لإخفائه (أكيد بخير بإذن الله، متابع مع الدكتورة تقى بتجول بتتحسن بسرعة)
أكدت ورد المعلومة تنشر الأمل بخافقه المتعب (صُح سكن بتتغير وتتحسن وكله عشانك)
نفخ بضيق قائلًا (خليها تتغير لنفسها)
ابتسمت تشجعه على البوح (جول إنها وحشاك ومتجيش على نفسك)
ضم شفتيه في كآبة هامسًا (معدش ينفع)
أخبرته بملامةً (بتجسى على نفسك يا ضنايا)
قال بصوت متحشرج (مش عارف انسى كلامها بحس إنها شيفاني حيوان يا أمي لما أفتكره)
ضمت الأمل بنبرتها واعتنقته مذهبًا (هتتعدل بعد العسر يسر يا واد حكيم، وهتنسى)
دخلت الحجرة صائحة،وقد استئذنت عمها للمجيء ورؤية ورد، نادت بصخب وميزاج رائق (وردتي إنتِ فين؟)
نظرا لبعضيهما بصمت وقلق، عيناه تثرثر بالكثير الذي فهمته والدته..
ولجت قائلة بمرحها تنشر عبيرها في كل مكان حولها (جاعدة لوحدك ليه؟)
جلست جوارها تضمها مشتمةً رائحتها بقوة، وعمق ثم أطلقت نفسًا ببطء موضحةً (وحشني حبيبي يا ورد جوليله لما يكلمك إنه واحشني  )
ابتسمت ورد هامسةً وهي تضغط الزر الجانبي للجهاز فأضاء وظهرت صورته أمامها، منحتها الجهاز (خدي جوليله إنتِ)
فتحت سكن عينيها لتصطدم بصورته أمامها، فغرت فمهما مندهشة، سحبت الجهاز من بين أنامل ورد بلهفة تأملت صورته بتدقيق قبل أن تترك لأناملها حرية لمس الشاشة ربما تصيب تلك اللمسات هدفها وتشعر به أو يشعر هو بحنينها إليه
بادر هو بصوت ملأته العاطفة (ازيك يا سكينة؟)
همست بعتاب وهي تعانقه بتلك النظرة التي مسّت شغاف قلبه (أنا سكن يا حمزة سكينة مرجعتش من جنا، الي جات معاك سكن وهتفضل سكن)
تهرب بنظراته منها دون تعقيب أو رد، ارتشف من كوب ماء موضوع جواره وحمحم متسائلًا (أخبارك إيه؟ تمام؟ صحتك؟ دراستك كله تمام؟)
نظراتها تطارده تلتقمه داخلها كلما ثبّت وخخف من حركته، أجابته (تمام)
خرجت ورد وتركتهما، لتهمس سكن بوجع فاض وطغى (وحشتني يا حبيبي)
همستها بصدق وحرارة بنكهة خاصة لأول مرة يتذوقها منها ، لحنتها ليعزفها قلبه الذي يدق الآن
ارتشف ماء ثانيةً بتوتر وهو يتجاهل (محتاجين حاجه؟ ناجصك حاجه؟)
طأطأت رأسها بخيبة، منحته صمتًا بغير رضى وعتاب، تلك الصغيرة تدك حصونه وتُضعف مقاومته لم تحرك ساكنًا، صمتت مثقلة بعتابها وحزنها
ظلت على حالها رغم ندائه المتكرر عليها (سكينة)
همست دون أن تبوح بالكثير أو تفرج عن كلماتها المحبوسة داخلها والتي تشتعل الآن (نعم يا حمزة) فعاد الجلوس من جديد بعدما وقف ورفع نظراته مكررًا بنبرة أخرى غير التي كانت نبرة متوسلة (سكينة)
تجردت نظراتها من الحزن، ركضت بلهفة تنتظر وليد حبه وقرار عفوه فابتسم قائلًا (عايز أطلب منك طلب)
انتبهت بشغف همست بحماس وترقب (أأمر يا حبيبي)
أطلق زفرة محترقة بوقود عاطفتها، (حبيبي) تمناها منها كثيرًا وانتظرها لتهديها له الآن بعاطفة أشد مما تمنى وحلِمَ، ازدرد ريقه وابتسم قائلًا (هند وحسن رايحين الدار للولاد، روحي هتنبسطي يا سكينة وهتحبيهم)
أشرقت شمس روحها الغائبة، ابتسمت وعادت روحها المشاكسة تطفو وتتمايل فوق أمواج عشقه، مطت شفتيها وتدللت (حمزاوي جولي روحي يا سكن وهفكر)
ضم شفتيه ببسمة متحيرة، دقق النظر فيها لثواني  غلبه فيها شوقه ليحمحم بعدها قائلًا (روحي يا
ياسكن هبجا حاسس إن أنا هناك، الزيارة دي بتفرج فنفسيتي وعايزها تفرج معاكي إنتِ كمان)
استمعت إليه بإنصات راقبته بإمعان وسجلت حركاته بعناية، حفظته داخلها وهمست بهيام بعدما نضج حبها فوق موقد الفراق (أنا بحبك يا حمزة يا واد الخال وعزيز الجلب)
تنهد تنهيدة قوية وقال ما أنكرته نظراته رغمًا عن أنفه ( أحبك الله يا بت الخال)
باءت محاولتها بالفشل، أفترش الإحباط ملامحها الجميلة لكنها واصلت بقوة وعناد غير مستسلمة ساخرة متهكمة
(ماشي يا شيخ حمزة)
تراقصت ابتسامة فوق شفتيه مترددة، فقالت بسخرية وإلتواء فم (متضحكش يا حمزة عشان الجمارك)
ظل على جموده وكل وجدانه يهفو إليها، نظراته تخونه وتهرب تروي لها قصة شوقٍ ذُبح فوق عتبات الكبرياء، همست له (مش هبطل أجولك آسفة يا حبيبي ولا هبطل أجولك إني بحبك ووحشتني ومفتقدة وجودك وحنانك، وحضنك وريحتك وضحكتك)
همستهم بتتابع، بلهفة، انطلقت تحكي وتبوح تبتسم وتترنم بعشقه وهو يتابع بصمت يرتوي ولا يكتفي، عيناه عليها كيف له أن يشعر برغبة في تلثيم ذلك الثغربعد ما كان؟ وكيف يشعر بحاجته لضمتها بعدما نبذته؟
روحه تقيم طقوس الصبر على فراقها وعقله يجلده بسياط ما نطقت، يتمزق بين رغبتين كل واحدةً أشد مرارة ً من الأخرى، ليجد نفسه ينطق بلومه وحسرته (ليه يا سكن؟ الله يسامحك)
أدمعت عيناها وهي تتأمل حيرته وشتاته، ضياعه وتوهته وقهره الذي يطعن براءة النظرة ويحتل ساحاته منددًا (جولتيلي مبنزعلش غير ما الي يفرجلنا، وإنتِ فارجة لدرجة إني بموت فاليوم ألف مرة كل ما أفتكر كلامك) صمت متحاملًا حتى نظر إليها بقوة وهدر مُخرجًا ما يكتمه داخله ويميته في اللحظة آلاف المرات(حرّمتيني عليكِ بكلامك ليه سكن دا أنا متمنتش غيرك ولا حبيت حد كدك)
نطقها بقهر، بغضب، بعتاب قاسي ملعون متربص بالنسيان ما إن يرصده يقتله ليبقى معه مكبل بكلماتها التي نطقت أسير للذكرى الشرسة.
غطت وجهها باكية، بعدما تركت الجهاز أمامها وقد أغلق الكاميرا وبقيّ الصوت ينقل لها بشفافية وإخلاص أنفاسه اللاهثة وأنينه، تأوهه المتوجع وغمغماته الحارقه، قال بضعف، مفجرًا قنبلته (ملمستش مرام يا سكن ومتمنتش ألمس حد وأحس بيه زيك، القرب تاج الحب، إحنا بنحب وبعدها نقرب، مبنقربش وبعدين نحب وكل ما حبينا زاد احتياجنا للقرب واتمنيناه عشان نكتمل ببعض)
أخفضت كفيها عن وجهها مفكرة بذهول، ليسرسل بنبرة متحسرة (كانت جدامي زهرة لو كنت حبيتها كنت اتجوزتها مفيش حاجه تمنعني، ولو الحاجه دي بس الي عايزها مكنتش استنيت كل دِه يا سكن وصبرت)
همست بنبرة رجاء أن يتوقف عن جلدها بكلماته، عن طعن روحها (كفاية يا حمزة)
همس بلهاث منهيًا الحديث مستكفيًا بما قاله (كفاية يا بت الخال)
أنهى الاتصال ليلتقمه الحزن في جوفه المظلم، ويبقي فيه حتى حين، أخبرته تقى عن عليه البوح لها والتوضيح، الحديث معها عن عواقب ما نطقت به ووضع بعض التفسيرات لتستريح هي، عليه أن يُفهمها ما يحدث ويفضي لها ببعض ما كتم. وها هو يفعل.
ألقت هي بجسدها فوق الفِراش منتحبة بقوة، تطعن نبرتها ببكاءها القوي كأن في الجُرح شفاء.
********
في بداية المساء
دخلت تنادي عليه بمرح وشقاوة أحبها منها (يا حسان)
نادى عليها من فوق سجادته مبتسمًا لتأتيه مهرولة (تعالي يا بتي)
جاورته جلوسًا على ركبتيها تفرد كفيها بطبق مغلف قائلة وهي ترمش هامسةً بفرحة كمن نال كنزًا (جيبالك حاجه حلوة هتعجبك ومن ريحة الحبايب)
ضيق نظراته على الطبق متسائلًا وهو يعتدل متربعًا في جلسته (إيه دِه؟)
أجابته وهي تنزع التغليف وترفع الغطاء (ورج عنب من بتاع مرت خالي)
توهجت نظراته وابتسم بحنين عيناه تلتهم قبل فمه،لكنه محروم بذنبه،  تأوه هامسًا بعذاب (ياريت ينفع)
قطبت مستفسرة وهي تلمح حزنه وحسرته (ليه يا عم؟)
أخفض نظراته لأنامله قائلًا بحزن عتيق (مأذنتش الغالية أكل)
اتسعت عيناها في استنكار، بددته متسائلة بأحباط كبير (يعني مش هتاكل منه؟)
أجاب بهمّ رابط فوق قلبه (لااه يا بتي مدجهوش عشان هي مسمحتش وعشان من مال ولدها)
ترقرت الدموع بعينيها موضحةً وهي تترك الطبق جانبًا (حمزة مش كده يا عم دِه طيب جوي والله)
هز رأسه مؤكدًا (عارف يا بتي)
ثم أردف بإبتسامة قارئًا دواخلها (ميعرفش احتياج الي بيحب غير الي بيحب زيه)
سألته بتقطيبة واهتمام لكل ما ينطق به(يعني إيه.؟)
هتف وهو يتأملها وقد رأي فيها حبيبته (جبتيه وفرحانه عشان هفرح لإنه من يد الغالية صُح؟ )
شردت دامعة بحنين (صح يا عم وأجولك وحشني حمزة ووحشني أكل من يده حاجه فيها ريحته فجولت منتحسرش أحنا الاتنين فبخيبتنا)
ضحك بخشونة قائلًا ونظراته تعتنق عقلات أنامله يسبح بسرعة (عارف وحاسس بيكِ)
ابتسمت وهي تمسح دموع هبطت خلسة من مشاعرها، تفصح بها عن مدى اشتياقها للغائب، اخذت الطبق وقدمته قائلة تمنحه الراحة (عمتي هي الي جالتلي أخد معايا لإنها عارفه بحبه، طالما جالت يبجا سمحت لإنها عارفه إني هاخده وهعزم عليك بيه)
رفع نظراتها منتفضًا من صحة قولها ومنطقها، هز رأسه معجبًا بتفكيرها (صُح يا بتي )
ضحكت سعيدة مبتهجة بما قال، مدت أناملها وتناولت اصبعًا وقدمته له قائلة (كُل يا عم دِه أحلى حاجه هتدوجها دي من ريحة الغاليين)
تناول واحدًا على استحياء وضعه بفمه وأغمض عينيه مستطعمًا مذاقه، لاكه في فمه يعتصره ومع كل مضغة يعود بذاكرته لأعوام، عصارته الشهية تنزل على قلبه فتمتعة بمذاق الماضي والأيام والمحبين
راقبته بتأمل ولما صمت مغمض العينين سألت (إيه يا عم؟)
عاتبها بأسى وضيق صدر (ليه يا بتي كنت راضي وخلاص)
أبعدت الطبق لما غزى الألم وجهه واحتلت الكآبة ربوعه، شعرت بالشفقة عليه فقالت ساخرةً(كُل يا عم طعمية زينة عليك وسيبلي ورج العنب)
قالتها وابتعدت، تناولت هي الآخرى واحدًا ووضعته بفمها فأصابتها عدوى الاشتياق وتذكرت يوم جاء مفتشًا عما صنعته والتهمه بشهية ، تغضنت ملامحها وتكدرت فضحك هازئًا متشفيًا بمزاح (لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك)
مطت شفتيها بإمتعاض قائلة (بتجول حِكم دلوجت بعد ما خربتها يا حسان)
زادت ضحكاته فقالت وهي تضم شفتيها مفسرة (ورج العنب دِه هيجلب المواجع باينله نشوف الطعمية فين)
وضعت الطبق جانبًا وأعلمته بحماس طفولي (خلصت الكتاب الي جولتلك عليه امبارح)
هتف مستحسنًا يشجعها (جدعة كيف عمتك الغالية)
زفر بشجن هامسًا وقلبه يوقد له فوق صرح العشق نارًا تهديه فيمزق ظلام النسيان ويدور فيه متذكرًا بأنات خافتة (ورد كانت تحب الكتب، وكان الي عايز يكسب جلبها يجبلها كتاب تقرأ وتجوله فيه إيه، كل مرة كنت أجيب الكتاب وأشيله خجلان أديهولها)
لطمت الذكرى قلبها الصب فهمست بدموع (إحنا نحس يا عمي، حمزة كان بيقرألي الكتب ويفهمني دلوجت أنا بقرأ لوحدي غصب عني)
ضحك بحشرجة، يخبرها بتوييخ متخفي (وبتجولي عمك الي فجر؟)
همس بجدية شديدة ونصح نبع من قلبه (متعمليش زي عمك وترجعي تجولي ياريت الي جرا ما كان؟)
ترقرت الدموع بعينيها وقالت بنبرة مزاح خالطها اليأس ( اطمن بجول اهو وبلحنها )
ضحك قائلًا وهو يربت فوق رأسها داعيًا لها (ربنا يريح جلبك وعجلك وينور بصيرتك يا بتي)
******
بعد مرور ثلاثة أيام
فتحت الباب مستقبلة مجيئه بلهفة وترحاب شديد(ادخل يا هيما)
ولج عابسًا ممتعض، منحها بعض الحقائب قائلًا بإستياء وقهر (خدي)
أخذته منه متسائلة وهي تتطلع إليهم بدهشة (إيه دِه مين باعته؟)
قلّب عينيه وهي ينظر للأعلى متأففًا بضجر(جوزك)
قفزت صارخة بفرحة مرددةً اسمه كترنيمة عذبة أحيت روحها(حمزة)
رفعت نظراتها تسأله بخوف وابتسامته تنحسر (هيما حمزة يعرف؟)
قلّب شفتيه قائلًا بتهكم (لاااه بس هو بعتني اجبهولكم وخالتي جالتلي اجبهولك على هِنا)
ضربته على كتفه برقة معاتبة (وإنت زعلان ليه يا زفت)
صرخ مستنكرًا يحكي لها بغيظ (أنا تعبت، باعتني أجبلك الفاكهة الي بتحبيها لا وكمان العنب لازم يكون من غير بذر والتمر من غير نوى ومحشي مكسرات)
شردت هامسةً بهيام واشتياق (حبيبي يا حمزاوي)
قم قالت معاتبةً له بدلال(ما أنا مبحبش البذر)
لوّح هيما صارخًا بضيق (وأنا مالي الخدام بتاعك ما يرجع هو ويدور لست الحسن على عنب من غير بذر)
همست متأثرة داعيةً له بقلبها (ربنا يرجعه بالسلامة)
استدار هيما قائلًا (يلا سلام)
أمسكت ذراعه تمنعه المغادرة والرحيل (استنى أجعد واحكيلي عامل إيه أخباره إيه)
عاد إليها يهتف بتسلية مُغيظًا لها (اعتقيه الراجل فبلد كلها مزز هيكون بيعمل ايه مستمتع بالوجه الحسن)
ضمت شفتيها بضيق احتل كيانها وخوف تربص بأمانها ليسارع هيما ويصحح ضاحكًا وهو يضع كفه فوق وجهها دافعًا لها (بس هو نفسه حلوة مبيحبش غيرك يا أم لسان عايز قص)
ضحكت بطفولية، خصتها كلماته بالسعادة والأمان ومنحتها قبسًا من ثقة، منحها نظرة دافئة كروحه
وغادر وفاغلقت خلفه، أمسكت بالحقائب البلاستيكية واتجهت ناحية عمها الجالس أرضًا، جاورته متربعة تسأله (إيه رأيك؟)
ابتسم فزادت تجعيدات وجهه اشتباكًا، اعتدل قائلًا (ورد هتخلف إيه.؟ كفياكي منه أمه؟ ظهر وسند وحماية دايما فصفك مهما تعملي)
هزت رأسها بيقين وتأكيد متذكرة ما سلف(صُح يا عم)
زوت ما بين حاجبيها معترفةً (جيت عليها جوي يا عمي)
رغم وجعه مما قالت وتأثره لكنه همس يطمأنها(هي بتحبك حبيها إنتِ يا سكن وفرحي جلبها الي طول العمر موجوع منينا)
همست بحيرة وشتات (اعملها كيف دي يا عم)
قال مشاكسًا متسلحًا بروحها ممتطيًا المزاح في طريقه لعقلها (واااه مخك مليّس وتخين كيف عمك)
مسحت عينيها التي أدمعت متفهمه، ثم
سألته مبتسمةً (هتاكل معايا ولا بتاع حمزة لاااه)
أكد بإبتسامة لطّف بها على قلبها الرقيق(لااااه وبعدين أنا بحب العنب بالبذر يا بت راضية)
ضحكت بنعومة وخجل من تلميحه، فتنهدت مفصحةً له (وحشني الدكتور ياعم)
ربت على قلبها بكلمات الرفيقة الحانية (الجلب للجلب رسول هيوصله متجلجيش)
صرّحت بما يؤرقها  ويحزنها (خايفة يحب غيري ولا يشوف غيري)
قهقه حسان بنبرة جافة وهو يخبرها (فآخر الدنيا وفاكر العنب من غير بذر وهيشوف غيرك دِه جلبه موصول بجلبك وبينهم طريج مهما تبعدوا بترجعوا تمشوا فيه لبعضيكم)
ضيقت عينيها على وجهه قائلة بمرح ومشاكسة (هصدجك يا عم مجبرة)
قال بنصح (جومي اكتبيله واشكريه)
نفخت محبطة تخبره بخيبتها وجفائه (مش بيشوف ولا بيرد )
ضحك حسان يشاركها مرحها (تديني كام لو رد؟)
ابتهجت وأنارت ملامحها وأزهرت، قالت بسعادة (أي حاجة تطلبها هنفذها)
سأله بجدية (أكيد يعني؟)
هزت رأسها موافقةً فقال (روحي ولو رد لينا كلام)
تركت ما بيدها وركضت للحجرة، قفزت فوق الفراش بحماس وأمل بدأ يبزخ داخلها، عمها إن قال صدق وهي لن تفوت تلك الفرصة.
{*حمزاوي شكرًا إنك افتكرتني وسط مشاغلك.}
لما ظهر لها أنه رأى تعلقت نظراتها بالهاتف في ترقب، اعتدلت تتنفس بسرعة وعينيها في انتظار شغوف.
أرسل أول رسائله فصرخت (رد يا عم رد)
ضحك حسان وهو يسبح كعادته في خشوع حين وصله صوتها المبتهج، ما كان ليخيب حمزة الظن فيه وكيف يفعل وهو مغرم مثلها.
{ازيك يا سكينة طمنيني عنك الأول وعن صحتك.}
*أنا بخير بس جلبي الي مشتاجلك مش بخير.
{متشكرنيش دا واجبي يا سكينة} .
*إنت وحشتني يا حمزاوي.
{طمنيني صحتك تمام.}
تركت الهاتف محبطةً منه، تتلوى جوعًا لعودته وشغفًا لكلماته لحنانه الطاغي وجميل ما ينطق به، متى يذوب جفائه وتتبخر قسوته وينصهر بين أزيم العشق مفصحًا.  هاجمتها الظنون فكتبت
*أوعى تحب غيري يا حمزة
{لما أكون بحبك إنتِ الأول.}
*لا أنا واثقة فيك.
{ماشي خير بإذن الله}
*كتب كتاب مودة بعد أسبوع.
{معنديش مانع تروحي لو حابه}
*مجدرش أسيب ورد كفاية إنت بعيد يا حبيبي لما تيجي نروح مع بعض ولو مروحتش مش فارجة.
{تصبحي على خير يا سكينة وخلي بالك من ورد}
*بتوصيني على أمي يا حمزة.
{تصبحي على خير}
ودعته برسالة حارة ووضعت الهاتف جانبها مستلقيةً علي ظهرها، تذكرت تلك الورقة التي علقتها على الحائط؛ كلما مرّ يوم ظللته لينتهي يومًا آخر بدونه.
همست بألم (بعد ما كنت معايا يا حمزة وميبعدش بينا حاجه بجيت بعدّ الأيام واستنى زي زمان رجعتك وطلتك الحلوة..)
أمسكت بالهاتف ونقرت فوقه، فتشت حتى عثرت على صوره تأملتها هامسةً (إيه فايدة النظر لو عيني متشوفكش يا حبيب الجلب)
**************
دخل الشقة حاملًا صندوق كبير، وضعه أرضًا وهو يناديها كما تحب وتسعد (سكن)
خرجت متعثرة في إسدالها الطويل، تجاوزت الصالة الصغيرة راكضة حتى وصلت إليه ووقفت متسائلة بإبتسامتها الرائعة التي خُلقت لتزيد ثغرها الوردي فتنة (نعم يا عم)
أشار للصندوق قائلًا ببهجة خاصة (جبتلك شوية حاجات للمُطبخ ولحمة عشان متجوليش جبنة بطماطم تاني)
اتسعت ابتسامتها وهي تجلس على ركبتيها تتفقد الصندوق قائلة (مكنتش هجول ظالمني)
أخرجت الحقائب البلاستيكية ورصتها حولها حتي وصلت لمجموعة من الكتب ملفوفين بعناية، سألته بإهتمام (كتب لمين؟)
حمل من حولها الحقائب واتجه للمطبخ وهو يخبرها بتنهيدة شجن (الي كنت بشتريهم لورد واخبيهم عندي عشان اديهملها زي أبوكِ)
ابتسمت مشفقةً على هذا العاشق من نفسه ومحاكمة قلبه القاسية له دومًا، نهضت واقفة تمسكهم بين يديها متجهةً حيث يمكث مخبئًا عنها تأثره وشجنه ومشاعره (لسه جاعدين يا عم؟)
هز رأسه مدعيًا الإنشغال، متهربًا لتقترب هامسةً (جبتهملي ادهملها؟)
التفت منتفضًا يرفض قولها (لاااه يا بتي)
سألته وهي تأسر نظراته المهتزة (أمال إيه؟)
اجابها وهو يستدير مرةً أخرى عابثًا بالأواني حوله (بتفكريني بيها، هي مخادتهمش إنتِ تاخديهم  هيبجا كنها خدتهم يا بتي شيعت جبتهم من جنا مخصوص)
تجاهلت الحديث وتوابعه من حزن وندم وحرقة، تخطته قائلة (مين هيطبخلنا يا حسان؟)
التفت زاويًا ما بين حاجبيه يسألها (مبتعرفيش تطبخي؟)
ضمت شفتيها وهي تهز كتفها إجابةً مُحبطة لسؤاله مخيبة للآمال (لاااه)
ضحك حسان قائلًا (واه عمتك وولدها كانوا مدلعينك جوي على كِده؟)
ابتسمت متذكرة، تحكي له بشغف يتولد كلما جاءت سيرته (كل حاجه جاهزة جبل ما أطلبها، جبل ما أشتهي تكون جدامي)
سألها محبًا للحديث عنها يقتسم معها تلك المشاعر بخبز الشوق (عمتك معلمتكيش.؟)
صارحته مبتسمة (لاااه ولا عمرها طلبت حتى أساعدها، اللجمة بتتحط فبوقي علطول وبطيب خاطر يا عم)
ربت فوق رأسها قائلًا (أمك دعيالك؟)
همست بتأثر شديد ونظراتها تتوهج بالحنين (أبوي هو الي كان بيدعيلي يا عم)
قال ناصحًا لها بوقار (حافظي يا بتي على النعمة واحمديه تزيد متنجصش، وأدي زي ما بتاخدي تدوم المحبة وتتصان)
هزت رأسها بالموافقة فأمرها وهو يرفع أكمام جلبابه (يلا رجعي الكتب وتعالي نطبخوا يمكن تتعلمي حاجة تنفعك يا بت راضية)
همست بإنطلاق وحماس شديد (ماشي يا عم يارب متبوظش ولا تتحرج ونجضيها جبنة بطماطم)
*******************
دخل هيما المنزل مندفعًا، ملامحه مبهمة ونظراته مشتعلة، رفعت له ورد نظراتها الثاقبة تجاهه مستفسرة (مالك يا ابراهيم؟)
جلس بغير ثبات متململًا يختنق بالكلمات، صمت طويلًا وهي تتابعه بقلب مضطرب الخفقات (مصيبة يا خالتي)
وضعت كفها المرتجف موضع خافقها متسائلة (خير؟ حمزة جراله حاجه؟)
ابتسم يطمأنها موضحًا (حمزة بخير بس في مصيبة تانية يا خالتي)
اعتدلت ورد بعدما التقطت أنفاسها وهدأت، فكل شيء بعد ولدها هين (ما تجول علطول يا ابراهيم)
سحب هاتفه من جيب بنطاله واتجه ناحيتها شارحًا بخجل (في حد نزل صور ومقطع لسكن لما راحت لحمزة المطعم وجايلين عليه كلام مش كويس ومُحرج يا خالتي جوي)
سحبت الهاتف وسارعت بفتحه قائلة بحدة وقوة استوطنت نبرتها (كلام إيه يا هيما وريهوني)
هتف بإرتباك شديد (مش فاهم الكلام دا جابوه منين؟)
فتح الفيديو المصمم على هيئة خبر والذي يحتوى علي بعض اللقطات لسكن واقفة أمام حمزة وبعدها حديث طويل عن حياته وتعدد زيجاته من أجل متعته و تعدد علاقاته الجنسية واستغلاله شهرته على السوشال ميديا وحديث مفبرك على لسان سكن وبعدها مقطع اعتذارها له وتركه لها أمام الأعين منهارة وخلافه معها وأسبابه لينتهي الفيديو بتساؤل (هل زوجته ضحية أخرى لشهوات الشيف المشهور؟)
دفعت ورد الهاتف لإبراهيم مغمغمة (لا حول ولا جوة إلا بالله يا دي الفضايح)
وجهت حديثها الحاد لهيما (مين هيكون عمل كده؟)
صمتت مفكرة شاردة تشاركه الحيرة والتفكير، لتنطق بعدها مستنكرة متذكرة ماحدث (زهرة)
#انتهى

ملاذ قلبي سكن Where stories live. Discover now