♥️الثامن والعشرون❤️

1.6K 61 15
                                    

♥️الثامن والعشرون❤️
❤️الثامن والعشرون♥️
‏  👈  -- =#الحوقلة !..
تزيل الهم، وتخفف الحمل، وتزلل العقبات!
وتُرفع بها الأثقال، وتُكابد الأهوَال!
و‏تقلب موازين كل شيء وتقرب المستحيل!
و‏مفتاح لكل باب موصد! وفرج من كل شر
وسر من أسرار الله
‏ ‏                      وكنز من كنوز الجنة
                                                رددها بيقين وكررها

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
ابتسمت ورد ابتسامة خطيرة وقالت بدهاء ردًا عليها وهي تضحك  (نسي إيه يابتي..؟ كان عايز ينساها ومجدرش جلبه جابه لغاية عنديها)
جلست زهرة وهي تسحب سكن الجامدة لتجاورها، ابتلعت كلمات ورد وتغاضت قائلة بمرح زائف(شكلنا هنبقا أصحاب اعرفك بقا)
قطبت سكن بضيق، وصمتت مترقبة تعريف زهرة لنفسها متجاهلة نظرات ورد الحارقة (أنا زهرة أخت مرات حمزة الأولى وأصحاب، والي جوا دي مرام أختي هو مسميها على اسم مرام ومربيها فمتعلقة بيه أووي وبتموت فيه)
هزت سكن رأسها بصمت وابتسامة باهتة مجاملة ترتسم على شفتيها أغاظت ورد منها فلما لاترد وتطلق لسانها يلدغ تلك المتبجحة .
خرج حمزة يحمل الأطباق بصحبة الصغيرة، سلّم على زهرة بترحاب وحرارة (ازيك يا زهرة عاملة إيه..؟)
ابتسمت له وقالت بدلال (الحمدلله أخبارك ايه نورت القاهرة ووحشتنا)
ابتسم ونظراته تتنقل فوق وجهي سكن وورد بإرتباك ينتقي رحيق الاطمئنان من فوق ملامحهما لكنه اصطدم بما حبس أنفاسه وأربكه فأجاب وهو يلملم ابتسامته (الحمدلله.. يلا نفطر)
اعتذرت زهرة (بالهنا والشفا افطروا انتوا)
أصرّ حمزة (لا طبعا مينفعش جومي يلا)
كذلك فعلت ورد (مينفعش يا بتي ميصحش جومي)
ثم أشارت لسكن بنظرة حادة (ساعدي جوزك يا سكن يلا)
نهضت بقلة حماس ورغبة مهزومة بسوء الظن، تبعته للمطبخ فابتسم لها قائلًا (عملتلك كل الي بتحبيه)
قالت بإقتضاب وعبوس (ماشي)
سحبت الأطباق وخرجت دون كلمة أو إفصاح عما يدور داخلها فزفر بحزن وخرج، جاور الصغيرة وجاورت سكن زهرة وظلت ورد على رأس المائدة تكاد تنفجر مما يحدث من ولدها.
دقائق ونهضت سكن معتذرة (عن إذنكم فطرت الحمدلله)
ارتفعت نظرات حمزة لها بإستفهام ركلته وغادرت، لتهرب نظراته لوالدته تلقائيًا، لكنها نهضت هي أيضًا متعللة زاهدة (هروح لسكن)
ارتبك وتقلصت شهيته، صمت شاردًا فاستغلت زهرة مغادرتهما وتحدثت معه بأريحية شديدة وصوت عالي قصدت أن يصل لهما ، محرج من وجودها رغم رحيل والدته وزوجته لا يعرف كيف يتصرف الآن
أنهى فطوره ولملم الأطباق، فوقفت سكن داخل المطبخ ترتبه وتغسل المتسخ من الأواني، تلهي نفسها وتنشغل مختبئةً من الأفكار الشرسة التي تهاجمها وتركض خلف راحتها.
جالست ورد زهرة بعدما أمرت ولدها بنظرة حادة تحاشاها(شوف مرتك يا حمزة)
نهض دون كلمة، يحذر غضبة والدته استأذن الفتاتين، لكن الصغيرة تشبثت بكفه رافضةً (خدني معاك)
نظر لوالدته بإستنجاد فتأففت ورد من تأثير الصغيرة عليه وعدم رغبته في إحراجها و ردّ طلبها، أمسكت بكفها وسحبتها لتجلس بجانبها قائلة (سبيه يا حبيبتي وتعالي احكيلي عاملة إيه في المدرسة)
نظرات زهرة تتبعته، كما غادرت أفكارها خلفه، تململت تبحث عن فعل أو كلمات يمكنها بها إحضاره أو الذهاب خلفه.
دخل المطبخ ليجد سكن أمام الحوض منهمكة، تهدر طاقة حزنها وغضبها في العمل، أحاطها من الخلف ومال يهمس لها (مفطرتيش كويس ليه..؟)
أخبرته بعفوية والعبوس يحتل ملامحها دون انفراجة سعادة (نفسي مسدودة)
قطب يسألها بإهتمام (ليه..؟ حتى متعشتيش..؟)
أجابته بحدة وجفاء (عادي لما هجوع هاكل يا حمزة متجلجش)
فتح الصنبور وغسل كفيها، ثم أدارها له يتأملها بنظراته، يستفسر:(متضايجة ليه؟ )
تركته متخطية وقفته وسؤاله، مشحونة بالحزن والضيق، غادرت للحجرة دون إجابة فتبعها، دخل وأغلق الباب خلفه جاورها فوق الفِراش يكرر سؤاله بقلق وعتاب (هتخبي عليا..؟ مش اتفجنا يا سكن..؟)
لانت قليلًا، عقدت ذراعيها وأخبرته بإنكسار وهي تتنفس بقوة مسيطرةً على دموعها التي تهدد بالنزول، همست بإحراج (افتكرت الي حصل يا حمزة فأسيوط، واتضايجت لما زهرة سألتني إنتِ الي نسيكِ حمزة؟ )
زوى ما بين حاجبيه يشاركها ضيقها من الكلمات اللاذعة التي رمتها بها زهرة، ضاق صدره حينما أجهشت بالبكاء في حسرة خدشت قلبه المُزمل بحبها، برر لها ليخفف من وحشة قلبها بالذكرى:(متزعليش يا سكن أكيد متجصدش)
هزت رأسها وهي تمسح دموعها غير مقتنعة بكلماته لكنها اختارت الصمت حائطًا تختبئ خلفه، لن يفهمها ولن يحس بما تشعر به.
همس لها وقد أحس أنها صمتت لإرضائه فمازال دلو نظراتها يمتليء بالحزن: (سكن بصيلي)
رفعت نظراتها التائهة تلبي، ليقبض على ذقنها بأنامله ويلقي بإعتذاره الصادق أمام شفتيها (حجك عليا، أنا السبب)
مال برأسه يلثم ثغرها الندي بدموعها، أغمضت عينيها مستسلمةً لإعتذاره الحار بطريقته الخاصة،أنفاسه عطرًا سلبت منه قدر شغفها بقربه، قربه مهلك يُثمل ويرفعها فوق الغمام محلقة بجناحين من عشق. اللمسة منه تغذي وريدها بالهوى.
قبلاته رقيقة ناعمة يوزعها حول ثغرها، ارتعش جسدها فأحس، ضمها لصدره يحميها ويدفئها بشوقه ويلبي رغبة قلبه بهذا الإلتصاق الحميمي، توقف يلتقط أنفاسه لتستوعب ما يحدث منه ويستعد لجولة أخرى ممتعة بمذاق استسلامها الطيب، عانق شفتيها بإشتهاء، ليحصل منها على استجابة خجول وموافقة مترددة لكنها كانت كافية مُرضية ليتعمق أكثر في قبلته ويغوص لقاع مشاعرها مخرجًا ما تخفيه من كنوز رغبتها فيه وحبها له.
أبتعد عنها يلتقط أنفاسه ويسمح لها بذلك، همست بما تشعر به في عفوية وبراءة (معدتي فيها فراشات يا حمزة)
أفلت ضحكة من بين لهاث رغبته وحرارة عاطفته، ضم رأسها لصدره في حنان وهو يخبرها بإستمتاع حقيقي بما يحدث وتعبيرها اللطيف عما شعرت به في سباق عاطفته (بموت فيكِ أنا)
لثم راحة يدها وبعدها نهض قائلًا(جومي يلا هفطرك بيدي)
ابتسمت بحماس وقد عادت لمعة عينيها وبريقها يضوي كالألماس(يلا يا حمزاوي)
سحبها للخارج وفتح الباب وهو يخبرها بحنان (هتفطُري وتلبسي ونطلع للسوبر ماركت نشتري لوازم البيت)
قفزت بحماس طفولي  (بجد ماشي)
دخلا للمطبخ، تجاهل هو صوت الصغيرة ووجود زهرة،فهناك صغيرة أخرى بحاجه لقربه متعطشة لحنانه واحتوائه لا يستطع تركها ولا التغاضي عن حاجتها له وكيف يفعل وهي نبتت داخل شريانه وتزهر يومًا بعد يوم.
أحاط خصرها بكفيها ورفعها لتجلس فوق الرخامة قائلًا (أأمري يا سكن حمزاوي)
فركت كفيها في استعداد حار وهي تخبره بتفكير (وكلني على ذوجك يا شيف)
هز رأسة بإبتسامة قائلًا بموافقة (ماشي يا روح الشيف)
دقائق أنهى كل شيء شطائر متنوعة ووقف أمامها يطعمها بيده وقد أعدّ كوب أعشاب رهن الانتظار حتى تنهي فطورها ، انتهت فأشار لها( اشربي الأعشاب دي ويلا البسي)
تجرعته بسرعة وركضت للحجرة تستعد للخروج بصحبته، حياة جديدة مُربكة لكن يكفي أنها بصحبته ومعه.
بالخارج كانت ورد تفتح مصحفها قائلة بخبث وهي تبتسم ابتسامة جانبية (شكل حمزة ومرته ريحوا ونسيونا، أقرأ سورة الكهف قبل ما الوجت يسرجني)
قالت زهرة بغضب مكتوم احتفظت ملامحها بلمحة منه وقد فهمت مقصد ورد (يلا يا مرام)
هتفت الصغيرة بيأس وهي تطالع الممر بأمل يتبدد كلما تأخر حمزة..(مش هنستنى حمزة؟)
انتفضت زهرة صارخة بها وهي تمسك بكفها تسحبها عنوة تردد ما همس به شيطانها لها (حمزة معدش فاضيلنا يلا)
اعتذرت منها ورد بخبث (معلش يا بتي أصل حمزة متعلج بمرته جوي اعذريه عريس جديد)
همست زهرة وهي تخطو ناحية الباب وعلى وجهها إمارة بكاء (ماشي ربنا يهنيه)
فتحت الباب وغادرت تسحب الصغيرة خلفها، ثم أغلقته بغضب أفصح عن ما داخلها.
عادت ورد للقراءة بإستمتاع سعيدة بمغادرتها بهذا الوجه وتلك الحالة، جاء حمزة يسأل (البنات مشيوا؟ )
أغلقت ورد المصحف مستغفرة، تخبره وهي تتأمل هيئته وملابسه (آه، نازل ولا إيه.؟)
أخبرها وهو يجلس ملتصقًا بها (أيوة هننزل نشتري خزين البيت وبالمرة سكن تشوف المكان وتاخد عليه)
قالت ورد بإستحسان وهي تربت على كفه (وماله يا حبيبي خليك معاها وجنبها لغاية ما تتعود البت مستغربة جوي )
جاءت سكن تعلن استعدادها بصخب (خلصت اهو يا حمزاوي)
ضم سبابته وإبهامه 👌يمنحها تقديرًا وإعجاب بأنامله لما ترتديه
لينهض بعدما قبّل رأس والدته، ويقترب يلف ذراعه حول ذراعها قائلًا بمرح (يلا يا بت عمتي)
ضحكت سكن قائلة بمرح (ماشي يا واد خالي)
حفتهم ورد بالدعوات وأحاطتهم بإبتساماتها الراضية، وعادت لمصحفها من جديد
دخلا الهايبرماركت الكبير للشراء تتأبط ذراعه بسعادة، قال بإبتسامة راضية (كل الي نفسك فيه جيبيه)
سحب عربة وقادها أمامه قائلًا (نبدأ بأيه..؟)
قالت بعفوية وهي تشير لقسم الميك أب (حمزة بحب الميك أب وعايزه اشتري)
اتجه ناحية ما أشارت ووقف قائلًا (بالله إنتِ ناجصة جمال عشان تشتري الحاجات دي)
رمشت بأهدابها شاكرة في براءة (شكرًا يا حمزاوي بس برضو أنا بحبهم عايزه اشتري)
ابتسم لها مُرحبًا (اشتري طبعا الي عيزاه )
سألته ونظراتها تمر فوق الألوان بإنبهار (هتختار معايا؟)
اقترب يشاركها الاختيار قائلا بخبث (وماله اختار و بالهنا والشفا ليا والله)
قطبت مستفهمة(مش فاهمة؟)
فضحك قائلًا (دلوجت تكبري وتفهمي يا روح بابا)
بعد مرور أربع ساعات كانا يتجاوران داخل السيارة، فركت سكن أنام كفها بألم مغمغمة العين في ضيق (ياريتني ما مسكت حاجه تجيله)
انتبه لها وهو يقود متسائلًا (مالها صوابعك؟ ياسكن؟)
تنهدت تخبره وهي تشيح برأسها، تنظر للطريق وهي تخبره بصوت مشروخ ومرارة الذكرى تذوب في فمها (صوابعي كان فيهم صدع شكلي مسكت حاجه خلته يفكر عليا ويوجعني)
أشار لها وهو يطالع الطريق(هاتي طيب وريني)
منحته كفها فضمه بإبتسامة قائلًا (هنروّح وأشوفهملك بس ايه الي صدعهملك)
صمتت مترددة، لتخبره وهي تُبعد نظراتها عنه مرتجفة (هشام)
استنكر بغيظ وغضب وهو يردد اسمه تزامنًا مع وقوفه المفاجئ (هشام.. إزاي ومتى وليه من الأساس)
شهقت بخوف، من غضبه ووقوفه قالت مفسرة وهي تلتقط أنفاسها ( كان عايزني أكلم عمي حسان فجفلت فوشه ومرضتش، لما صمم مرضتش أرد)
ضرب المقود بقبضته في غضب، قبل أن يدير جسده لها ويسألها (ليه مكلمتهوش..؟ كنتِ كلميه ولا يعمل كدِه فيكِ)
قالت بصوت مرتعش وهي تحبس غصة الدمع (مجدرتش يا حمزة أوجعك أكتر من كدِه جلبي مطاوعنيش)
لانت ملامحه ابتسامة ظهرت فوق محياه وهو يهمس (مكنتش هعرف)
رفعت نظراتها الغارقة في لجة الدموع هامسةً (جلبي أعمله إيه؟ )
سألها (وجلبك لما اختاره طاوعك كِيف..؟)
ابتلعت ريقها واستجمعت شجاعتها هامسةً (عرف إنك بعيد وخاف يتعلج بيك وتكسره ولا يكسر بيك جلب حد تاني، فاختار يبعد ويدور على الي عايزه ومستنيه)
عاتبها والحزن يقيد أفكاره (كنتِ جوليلي يا سكن فهميني، أو ابعتيلي إنه عمل فيكِ كدِه)
أوضحت بحزن عميق(مكنتش عايزه مشاكل وهو اعتذر وجتها ورضاني)
تأفف حمزة بضيق وهو يشعل محرك السيارة من جديد استعدادًا للعودة.
أثقلت على قلبه المهزوم بعشقها، ضربت في منتصفه بفأس الذكرى فتهدم جزء من كيان هدوء باله مع كلماتها، لو أخبرته لنال منه، لحطم رأسه وكسر ذراعه التي امتدت بتبجح وعنف، لوضع قدمه فوق عنقه جزاء فعلته المهينة.
زفر حمزة بغضب كلما قيده أفلت منه وهرب لدمائه فأشعل فيها الحرائق.
عادا للمنزل ليجدا خالته وإبراهيم وأخوته، سلّم عليهما بترحاب ومودة رغم انشغاله بما حكته سكن وطردته من نفسها و سجون الصمت ليمارس الإجرام داخل عقله وقلبه هو.
أدخل ما أحضره ووزعه في ترتيب واضعًا كل شيء في مكانه وحينما حاولت مساعدته منعها وأمرها بالجلوس والاستمتاع معهم وترك الأعباء له سيقوم هو بها ربما يخفف ذلك من الضغط عليه.
وفي المساء غادرت خالته وأولادها، سحب هو كتاب من مكتبة والدته وجلس يقرأ
متربعًا فوق الآريكة، يقلّب صفحاته بإهتمام بعدما انشغلت هي بالحديث مع والدته، حينما غادرت والدته لتنام أولته هي جل اهتمامها أمسكت بالقلم الموضوع جانبًا وسألته (هات يدك ياحمزاوي)
منحها كفه بصمت، ونظراته تتحرك فوق سطور الكتاب بإنشغال وتفكير، فردت كفها وبدأت ترسم كما يحلو لها
قالت وهي منهمكة في رسم قلب بباطن كفه نهاية إبهامه باللون الأحمر ثم ظللته
( أنا أول مرة أشوف حد حلو وجميل في النضارة زيك) توقف عن القراءة عاقد الحاجبين بدهشة، التفت لها يسألها بجدية رغم ما تفعله كلماتها بنبضاته (بجد)
هزت رأسها بتأكيد وهي تظلل القلب بإجتهاد (أيوة هغير فكرتي عن النضارات بسببك والله، ومبجاش عندي مانع أعملها)
ابتسم لها ممتنًا لكلماتها التي تأخذ قلبه على الدوام بعفويتها وصدقها ليسألها(بتعملي إيه؟) الصقت كفه بكفها؛ لينطبع القلب المرسوم داخل كفها فتضحك بمتعة وهي تشير له (برسم جلب نتجاسمه)
سحب كفه منها، ورفعه لنظراته يتأمل القلب الأحمر الذي رسمته بدقة أضاءت عيناه وهو يعود إليها ليسألها (ليه الجلب دِه ؟)
قالت بعفوية وبراءة وهي تسحب نظارته الطبية وترتديها (علشان بحبك  إنت صاحبي المفضل)
غامت نظراته بتعبير لم تفهمه ليقول بقلة حماس وابتسامة باهتة (ماشي مجبولة منك )
سألته بإهتمام وهي تميل ناحيته متأثرة بحزنه الذي لا تحب أن تراه ويترك في نفسها أثر سيء كأن الدنيا خاصمتها (ايه زعلك؟)
أوضح وهو يزرع نظراته بوجهها يخبرها بمشاعر حبيسة الصمود (بحبك بتاعتك دي جوابها كدا لكن أنا مزعلتش)
كررت خلفه بتفكير (هو في بحبك تاني لها جواب غير؟)
أكد بإبتسامة ماكرة، وتنهيدة حارة مفعمة بالعاطفة (أيوة)
سألته بإبتسامة واسعة ومكر (أجولها إزاي وتديني الرد الي يبهرني كالعادة )
عاد لكتابه قائلًا ببعض الإحباط (لما تحسيها هتجوليها وهحسها أنا وأرد عليها بالي يبهرك)
تأففت بضجر وهي توضح بكسل وخبث (مفهمتش)
رفع حاجبه يهديها تفسيرًا يكشف خبثها (أو فهمتيها وبتستهبلي كالعادة)
ضحكت قائلة بفخر (ماشي يا حموزتي ياجمر. بس جولي ممكن أجولها دلوجت ميبجاش في رد عندك يبهرني وأبجا أنا خدت الصدمة ومستفدتش حاجه)
قال بمهادنة وملل من مراوغتها(ممكن بس مش لازم تستفادي، كفاية تعيشي  إحساسها دِه أحلى من أي استفادة )
غمغمت وقد عاد لكتابه تاركًا الحوار ، مدعيًا الإنشغال لكنه معها بكل ذرة من كيانه المحتل منها
(بس إنت لازم استفاد منك بكل الطرج الي توصل لجلبك)
ابتسم وقد وصله همسها المفعم بالصدق، ففرد ذراعه قائلًا (تعالي فحضني)
انتقلت لذراعه، وضعت رأسها على كتفه هامسةً(مشغول بالكتاب هو حلووو؟ )
أجابها وهو يقلب الصفحة (أيوة حلو)
طلبت منه وهي تغمض عينيها (سمعني واقرأ بصوت عالي يا حمزاوي)
تنهد قائلًا بإنشغال(لاااه لما أخلصه اقرأيه)
رفعت رأسها له تخبره بإمتعاض وضيق (لااه مبحبش القراءة) ثم أردفت بإبتسامة وهيام (بس بحب كلامك وصوتك لو قرأتلي يا حمزة هحبه وافهمه)
نزع نظراته من بين السطور وأسقطها على وجهها هامسًا بنبرة غارقةً في العاطفة (إنتِ كارثة)
نهضت وسحبته للداخل قائلة (يلاااا ننام ورد نامت)
غادرخلفها مبتسمًا، دخلت الحجرة وقفزت فوق الفِراش وأشارت له (تعالى جنبي واقرألي)
جاورها متدثرًا يضمها لأحضانه هامسًا لها بما يقرأ حتى ارتخى جسدها وانتظمت أنفاسها، فترك الكتاب جانبًا وعدّل وضع جسدها ثم نام هو الآخر ضامًا لها بين ذراعيه.
***********
بـــعـــد مـــرور أســـبـــوع
خرج من الحجرة يبحث عنها بعدما استعد للمغادرة، جلس جوار والدته يرتب ملابسه متسائلًا (فين سكن؟)
رفعت ورد نظراتها من على الكتاب قائلة بنبرة عاتبة (نايمه، ما إنت بتيجي وهي نايمة وتطلع وهي نايمه)
زفر بضيق موضحًا لوالدته (والله يا ورد مطحون، حسن راح الفرع التاني وهند أبوها تعبان ومشغولة معاه وأنا يادوب)
ابتسمت بحنو مشفقةً عليه، لترجوه هامسةً (معلش الله يعينك بس برضو حاول ترجع بدري دي يا حبة عيني فضلت سهرانة امبارح تستناك لما نامت على روحها)
قبّل كفها في طاعة وهو يخبرها (والله وحشتني بس هعمل إيه؟)
نهض واقفًا يقول وهو يلملم أغراضه الشخصية (هروح أشوفها جبل ما أمشي)
ابتسمت ورد مستحسنة، قبل أن ترفع الكتاب مرةً أخرى معاودةً القراءة، دخل حمزة حجرة والدته فوجدها نائمة تلف جسدها بالدثار، ابتسم وهو يجلس جانبها يلملم شعرها عن وجهها ليتسنى له رؤية وجهها الذي اشتاقه (سكن سكن)
أجابت بصوت ناعس (أممممم)
مال يهمس أمام أذنها بنبرة مفعمة بعاطفته الحارة مشتعلة بأشواقه (وحشتيني جومي أشوفك)
انتفضت جالسة،يعبر اسمه شفتيها في لهفة (حمزاوي)
أزاحت خصلاتها جانبًا تفتح عينيها على وجهه الذي ما إن رأته وتيقنت من وجوده وأنه ليس بحلم حتى عانقته بقوة فضمها، عاتبته برقة (اخس عليك ياحمزة أسبوع بحالة تغيب عني)
اعتذر منها وهو يبعدها عنه ليرتشف من رحيق ملامحها (متزعليش مطحون والله بس هانت الجمعة هاخده كله معاكي)
مررت أناملها علي وجهه غير مصدقة تهمس بإشتياقها الذي فاق الحد (وحشتني يا ابن اللذين إنت)
ضحك قائلًا وهو يلثم شفتيها الوردية بقبلة سريعة خاطفة (ماشي يا بنت اللذين وإنتِ كمان)
حرك نظراته يتأمل ما ترتديه غامزًا لها (الحاجات دي حمزة مالوش نصيب يشوفك بيها يعني فلبساها لورد)
توردت بخجل مرخية جفناها بحياء من كلماته، تحركت أنامله لرأسها تخلل خصلاتها هامسًا (يلا عشان اسرحلك شعرك بجالي أسبوع بحالة معملتش كدِه)
جلست توليه ظهرها في استعداد وطاعة، فسحب فرشاة الشعر الموضوعة جانبًا وشرع في لملمتهم قائلًا (متناميش بدري انهردِه هخلص كل حاجه وأرجع ونسهر مع بعض للصبح وكدا كدا تاني يوم الجمعة ننام براحتنا تمام يا سكن حمزاوي)
رفع خصلاتها في ذيل حصان لتستدير له معلنة موافقتها بحماس (ماشي هستناك بس أوعى تضحك عليا وتنشغل وتنساني)
ضم شفتيه بأسف، ذكرى نسيانه له معلقة كجرس كلما خافت أن يكررها ضربت فنبهه صوته الغاضب وحذره من تكرارها..
قرص ذقنها واعدًا (متخافيش مش هنسى)
شهق حمزة وهو يتأمل بوضوح ظهرها المكشوف واكتافها وعنقها، سألها وأنامله تمر فوق الخدوش والخربشات بقلق (إيه دِه يا سكن؟)
ارتعش جسدها من لمسات أنامله الباردة، ابتعدت تسأل بخجل لوّن محياها وكفها تمتد للخلف متفحصة (إيه؟)
أدارها جهته متسائلًا (إنتِ عملتي كدِه فنفسك؟)
أخفضت بصرها تلومه بحزن (ليه يا حمزة هو أنا مجنونة)
ضم رأسها لصدره وذراعيه يطوقان ظهرها هامسًا بإعتذار (مش جصدي والله يا حبيبي بس غريبة إيه هيخربشك كدِه)
تنهدت بيأس قائلة (معرفش بصحى بلاجيهم)
عاتبها وأنامله تتحسسهم من جديد بحزن (مجولتليش ليه أحطلك حاجه عليهم يخفوا)
دفنت وجهها بصدره هامسةً (إنت مشغول مش عايزه أجلجك)
أبعدها يحاوط وجهها براحتيه هامسًا (كل حاجه عندك تجف، اجلجيني براحتك واشغليني زي ما عايزه هو أنا ليا غيرك إنتِ وورد ياسكن)
أغلقت على جسده بكفيها مشددةً على ضمه وهي تهمس (ربنا يخليك لينا يا حمزاوي) 
رن هاتفه فنهض في تعجل قائلًا (يلا سلام يا حبيبي ابجا كلميني نرغي وأنا بشتغل)
تحرك خارج الحجرة وتتبعته هي بنظراتها المتوهجة لرؤيته حتى رحل.
خرجت سكن وجاورت ورد ملتصقةً بها تهمس (ازيك يا وردتي)
ضحكت ورد هي تضمها (ازيك جلب وردتك شوفتي حمزاوي)
هزت رأسها بتنهيدة هيام، لتخبرها بعدها(جلي هيجي بدري ونسهر)
ربتت ورد على ظهرها مستحسنة (وماله يا حبيبتي)
رنين جرس الباب جعلها تنهض مغادرة للحجرة ترتدي ملابس محتشمة وتتهيأ لاستقبال من يأتي الآن، فتحت ورد الباب لتجد زهرة أمامها ابتلعت تأففها وضيقها ورحّبت بها في عملية وآلية (اتفضلي يا بتي)
دخلت زهرة بحرج منحته لها تعابير ورد المتبدلها وضيقها رغم استماتتها في تخبئة ما تشعر به (ازيك يا طنط عاملة إيه؟ وسكن؟)
رحبت بها ورد مستحسنة مجيئها بعد مغادرة وحيدها (اتفضلي يابتي نورتي)
وضعت زهرة ما بيدها جانبًا قائلة (هدية بسيطة لجواز حمزة)
قالت ورد (كتر خيرك يا بتي  اتفضلي)
جلست زهرة بجانبها، ما إن استمعت سكن لصوتها يأتيها من الردهة حتى عبست وتضايقت، تبدلت ملامحها وشكلها الحزن بفرشاته المؤلمه لولا نداء ورد ما نهضت وخرجت لاستقبالها.
استقبلتها زهرة بإبتسامة مرسومة بدقة (ازيك يا سكن أخبارك ايه؟)
سلمت عليها سكن بآلية وامتعاض نائية بمشاعرها بعيدًا، جاورتهما بوجوم وهي تردد (الحمدلله إنتِ بخير)
أشارت زهرة ذاكرة سبب مجيئها (هدية بسيطة يارب تعجبك)
هزت سكن رأسها بصمت، تشير لها ورد (ضايفي زهرة يا سكن)
نهضت فورًا ملبية، بعد دقائب جاءت بتباطؤ وثقل جلست جوارهما، رنين جرس الباب جعل ورد تنهض وتتركهما.
هتفت زهرة مستحسنة ذهاب ورد (إيه يا بنتي فينك مبتروحيش المطعم مع حمزة ولا إيه.؟)
أجابتها سكن بصبر (لا هروح ليه؟)
قالت زهرة وهي تمسك بكوب العصير مرتشفةً منه القليل (عادي تغيري جو)
استنكرت سكن بعفوية أصابتها في مقتل  (لا بعدين مين هيجعد مع مرت خالي هنسيبها لوحدها يعني؟ دا غير إني بحب استناه لما يخلص ويرجع فاضي ورايج)
هزت زهرة رأسها بإبتسامة زائفة خلفها الكثير من الضيق والغضب، لتسأل وهي تطالع باب القسم الثاني من الشقة مُغلقًا (هو إنتوا منقلتوش هنا؟)
سألتها سكن (هنا فين؟)
أشارت زهرة لسكن (دي شقة حمزة الي جهزها لمرام وكانوا هيعيشوا فيها)
انقبض قلب سكن وتوترت من سؤالها، هي ولا مرة سألتهما عن هذا الباب وماخلفه، ما اهتمت للأمر أبدًا، تحترم صمتهما وتفهمه، ما يريدا ذكره تسمعه وما يخفيانه عنها ويتجاهلانه تتجاهل مثلهما في تقبُّل ورضا واحترام، لا تسأل أو تثرثر بالكثير.
استجمعت سكن شجاعتها كلها وقالت بثبات  وهي تبتسم لها (لاااه أنا مش عايزه)
عادت ورد قائلة (جارتنا كانت عيزاني شوية معلش يا بنات)
قالت زهرة بتفهم وداخلها ضيق من حضورها سريعا قبل أن تنفرد بسكن وتفهم (ولايهمك يا طنط خدي راحتك)
سألت زهرة بخبث موجّهة سؤالها لسكن (هو حمزة معملش فرح ولا إيه؟ فين صوركم عايزه أشوفها)
التقت نظرات سكن المتوترة بعيني ورد الجامدة
التي تداركت الموقف وأجابت بضحكة خجل متعمدة (والله يابتي رجع من السعودية عليهم ومرضيش يصبر لما يستعدوا ولا هو يستعد، وعمته روحها فيه وافجت وكتبوا وخلاص)
احترق داخلها غيظًا مما تسمع وضحكة ورد المغيظة، لكنها صممت بعناد البغال على إثارة لعناتهما وقالت في مكر (هو عادي مش أول جوازه ليه طب وسكن القمر ذنبها إيه؟)
تأففت ورد لتهتف تلك المرة سكن بإبتسامة واسعة وهيام (هيجي يجولي عايزك وأجول لاااه، هو بالدنيا ومافيها وجوده معايا وجنبي لوحده فرح وسعادة)
اتسعت ابتسامة ورد معجبة بكلمات سكن التي خرجت من عمق قلبها وشعورها، صادقة بقدر عاطفتها  لا زيف فيها ولا تضليل، حقيقية كأروع ما يكون…
مالت سكن لزهرة تخبرها المرة بكيد نسوي (بيني وبينك كنت هموت وأبجا معاه يا زهرة وعادي الفرح ساعة اتنين بس حمزة ورضاه العمر كله)
كتمت ورد ضحكاتها المستمتعة بهذا الحوار الرائق، تراقب اشتعال زهرة بوقود كيد الصغيرة التي أثارت اعجابها بخروجها عن الصمت ومجابهتها كيد زهرة ،مسحت زهرة عرق وهمي أو ربما نبت لها من الحرائق داخلها همست بلسان ثقيل لا يطاوعها كذبًا (ربنا يهنيهم)
نهضت واقفة تستأذن المغادرة قائلة (عن إذنكم هتأخر)
هتفت ورد (ما تجعدي يا بتي إنتِ لحجتي؟)
خطت زهرة ناحية الباب بسرعة وضيق، فتحته وغادرت مغلقةً خلفها لتلتقط ورد أنفاسها وترخي جسدها المتوتر وهي تفتح ذراعيها لسكن (تعالي بت أبوكي كل ما تاجي وتضايجك ربيها)
اندفعت سكن محتمية بذراعي ورد، ضاحكة سعيدة بمؤازرة ورد ووقوفها بجانبها ودعمها كأروع ما يكون همست (أنا مبسوطة إني معاكم يا ورد دي أحلى حاجه حصلتلي)
ابتسمت ورد هامسةً لها (وإحنا يا بت جلبي ربنا يديكِ على كد جلبك اللُبيض )
صمتت مُفكرة قليلًا لتسألها بخوف وإرتباك (حمزة مش هيزعل مني لو ضايجتها يا مرت خالي؟)
أبعدتها تبثها القوة قائلة (يزعل ليه؟ وحدة بتاجي تضايج فيكِ تستاهل الي فيه النصيب وإنتِ لو عايزه ميكلمهاش جوليله مش مرته وبتغيري عليه؟ ولو هيزعل يتفلج ويوريني هيعمل إيه هو مالوش حاجه البيت بيتي بيتك)
شهقت سكن مستنكرة (لاااه كله إلا زعله يا مرت خالي مجدرش على كدِه دا أنا روحي فيه)
ضحكت ورد قائلة (روحك فيه ماشي ومتزعلهوش ماشي بس لما يغلط ياخد فوج دماغه ولما ياجي عليكِ يستاهل الي يحصله مننا، بس خيابه ياب )
ضحكت سكن وهي تضمها قائلة (إنتِ كدِه حماتي ولا حماته..؟)
ضمتها قائلة (حماتكم أنتوا الاتنين هو ولدي وإنتِ بتي يغلط ياخد فوج دماغه وتغلطي تاخدي فوج دماغك)
************
في المساء دخل الشقة، ليجدها أمام التلفاز منسجمة، تستمع لنفس الأغنية التي سمعها معها قبل ذلك، هتف يجذب انتباهها بعودته (سكن)
أدارت رأسها هامسةً بشوق فاض به قلبها (حمزاوي)
وضع ما بيده جانبًا اتجه ناحيتعا ووقف أمامها مادًا ذراعه يفرد كفه لها في إشارة، ضحكت فشجعها بمرح (جومي نرجص عالأغنية)
منحته كفها ونهضت، ليضم خصرها بذراعه الأيسر بينما يمسك بكفه الأيمن كفها ويتحرك  بها مرددًا خلف الأغنية بينما هي تتأمله بصمت وانبهار كعادتها وجسدها يلين بين ذراعيه ويتحرك معه في ليونه مستمتعة بما يردده كأنه يقوله لها واصفًا حاله، ليأتي دورها فترفع ذراعيها وتحاوط عنقه هامسةً (متعرفش إن أنا برسم كمان وإن عيني عليك من زمان يا ابن الجيران…..
انتهت الأغنية فتنهد بهيام هامسًا (وحشتيني)
توقفت هامسةً بضحكة رقيقة (وإنت كمان يا ابن الجيران)
ابتسم قائلًا بشقاوة (جيت بدري اهو الساعة ٩)
اقتربت ولثمت خده شاكرةً (تسلملي يا حموزتي)
تركها قائلًا (هروح أخد دش سريع وأغير هدومي وارجعلك)
جلست في انتظاره تسمع كرتون سندريلا، ليأتي حمزة قائلًا وهو يحمل صينية واسعة وضعها أمامهما وهو يجاورها في الجلوس أرضًا (سندريلا هتروح فين الساعة ١٢)
قالت بمرح وسعادة لوجوده معها وبقربها بعدما افتقدته ليالٍ كثيرة (لحضن حمزاوي أكيد)
سألها مصغيًا إليها بإهتمام (اخبارك إيه؟ احكيلي بجا عن الي فات وبتعملي إيه من غيري)
جعدت أنفها قائلة وهي تلتقط بعض السناكس (ولا حاجه بصحى وأنام وبس وبحفظ قراءن   وورد بتخليني اقرألها شوية أو تجبرني اقرأ كتاب ممل ) قالتها بإمتعاض وضجر، لينفجر ضاحكًا على ملامحها، فلكزته معاتبةً (بتضحك ليه؟ أنا مبحبش القراءة وهي بتعاقبني بيها)
مال وهمس في أذنها بمرح (هبجى اقرألك أنا كل يوم شوية يا سكني لغاية ما تخلصيه بس أوعي تجوليلها)
صفّقت بحماس مستحسنة الفكرة التي أنقذتها، ليخبرها بمكر وهو يدس المكسرات بفمه (بس عندي شرط)
جلست على ركبتيها أمامه متحفزة تخبره بقبول ورضا (عادي جول وهنفذ)
ومضت عيناه بنظرة شقية ماكرة وهو يخبرها ونظراته تمر عليها ببطء وتمهل (أي مشهد رومانسي للبطل أشرحهولك عملي ونظري عشان يثبت)
عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بإستنكار وإنزعاج (إنت جليل أدب يا حمزة، وبعدين يثبت ليه هو أنا هدخل امتحان في الرواية إنت بتشتغلني يا واد عبدالحكيم) ختمت كلماتها بسحبها لوسادة صغيرة وبدأت ضربه بها في غيظ
قهقه حمزة قائلًا يغطي وجهه بذراعيه محتميًا يوضح لها من بين ضحكاته (بدربك يا جزمة عشان تنفذي على بطلك حمزاوي لما تكبري وتكوني إنتِ فاهمة)
صرخت به في خجل من كلماته (بس يا حمزة بدل ما هجوم وأسيبك)
توقف عن الضحك وأبعد الوسادة يهادنها وهو يقول بسخرية واستهزاء مَرِح (شكلك كنتِ تغيبي فحصص العلوم)
قطبت قائلة بتأكيد واندهاش (أيوة عرفت ازاي؟)
كتم ضحكاته قائلًا (واضح مش محتاجة معرفة)
توقفت قليلًا تتأمله بملامحه المبتسمة، وضحكاته العالقة التي يكتمها، قالت بإنبهار كأنها رأت شيئًا خارقًا (حمزة طلعت بتعرف تضحك )
سخر منها بفظاظة وهو يتكأ بجذعه على ذراعه الأيسر (حد جالك مبعرفش اضحك)
قالت موضحة وعلى وجهها نفس الابتسامة المتألقة والشغف (مكنتش بتضحك فجنا خالص أول مرة أشوفك بتضحك من الأساس وبتهزر كمان)
ابتسم قائلًا معجبًا بتفاصيلها وعفويتها (إيه رأيك؟)
هتفت ببراءة وتنهيدة هيام (إنت جمر يا حمزاوي فكل حالاتك، مكتئب كنت أو فرحان بتضحك أو مكشر كله حلو)
رفرف قلبه بين جنباته متأثرًا بكلماتها التي دغدغته ليعتدل ويفرد ذراعه مطالبًا بحقه في قربها وضمها فاقتربت على الفور وارتمت بين ذراعيه، همس وهو يضمها (احكيلي عنك يا سكن وعن حياتك)
راوغته بشقاوة (ما تحكيلي إنت عن حمزة)
سايرها وهو يرفع كفها ويلثمه (عايزه تعرفي ايه عني؟)
ابتعدت تخبره بإرتباك وهي تنظر لعينيه (اسأل ومتزعلش)
هز رأسه بتأكيد لتسأله بخوف غريب احتلها (كنت عايز تتجوز زهرة ؟)
اعتدل قائلًا بتنهيدة استسلام وضيق (أيوة يا سكن)
سألته وهي تهرب بنظراتها منه (كنت بتحبها؟ )
ابتسم يخبرها بصدق (هتصدجيني لو جولتلك)
هزت رأسها مترقبه قوله بدقات عالية، فأردف بإبتسامة أزالت هم قلبها وكدر ملامحها
(لا يا سكن مبحباش، بالنسبالي أخت مرام وعارفها وعارفه أمي وظروفنا وهتتحمل كل حاجه وطالما هتجوز فهي الأجرب والأولى)
خبأت ابتسامتها وسألت من جديد بترقب مميت (ومرام يا حمزة؟)
تهرب منها مشاكسًا لها بمرح مصطنع يصرف به أفكارها ويهرب من الإجابة (هنجضي السهرة كلها أسئلة تعالي نلعب عالفون أو نسمع حاجه)
عرفت من تهربه إجابة سؤاله، فطأطأت رأسها دامعة، اقترب منها في حنان يهمس بعتاب (بتسألي ليه طيب لما هتزعلي)
رفعت نظراتها الغارقة في الدموع هامسةً (زعلانه إن كل حاجه جاتني متأخرة إنت وجلبك وكل حاجه)
أمسك برأسها وزرعها بأحضانه مواسيًا يضمها بقوة (نصيب يا سكن، المهم إننا دلوجت مع بعض)
همست من بين شهقات بكائها وانهيارها تفصح له وتعترف كما تعودت(خايفه متحبنيش زيها ياحمزة)
ابتسم بحرقة لأجل وجعها ودموعها يراوغها (متعرفيش مدى حبي ليها عشان تجيسي عليه وتطلبي زيه )
رفعت رأسها مذهولة تجيبه بمرارة(أكيد مش جليل الي يخليك تجفل عليها جلبك كل دِه ومتتجوزش وفضلت على ذكراها)
هدأها يطمأنها بحنو وهي يشاكسها بمرح مشفقًا عليها ( اهو فتحلك يا بجرة يا فصيلة يا نكدية يا كئيبة هي دي السهرة)
مسحت دموعها بكفيها هامسةً بضحكة (معلش إنت مُعدي يا حمزة)
هز كتفه قائلًا (أنا مش كدِه أنا بس مكنتش طايجكم فاللأول )
ابتسمت تسأله بخفوت(وحصل إيه بعدين)
لخص ما شعر به في كلمات موجزة قصيرة كأنه يروي لها قصة(أجولك وأنا رايح جنا جابلتني بت حلوة ولذيذة وجالتلي اركب معاك ، بجت رايحه جاية تجبلي غدا، مرة فمرة جلبي فتح وحبها واتعلج بيها وأنا مش حاسس فكرت يكنش عملالي سحر فالغدا؟ طلع السحر فجلبها وروحها
ولجيتني مش جادر أبعد عنها مهما حاولت، خايف اظلمها بجربي منها وأنا أكبر منها وكنت شايف هي تستاهل الأحسن، وخايف ابعد عنها لغاية ما زعلِت وزعّلت جلبي معاها وغلبت أحايل فيها، ومشيت وهي زعلانه مني  فات شهرين كأنهم سنتين مفتقدها وجلبي بيشتهيها وروحي بتدور عليها فرجعت أجولها عايزك معايا لجيتها بتجولي عايزه واحد تاني)
صمت يلتقط أنفاسه فسألت بإنتباه مستمتعة بما يحكيه (وبعدين)
أخبرها بابتسامة (جوزتها غصب عني وأنا جلبي بيتفتت، أديتها لغيري ومفيش غيري أحج بيها، وبعدت وأنا زعلان منها ومن نفسي وسافرت، وكل يوم كانت بتزورني  فالحلم رافضه تسيبني ومرة شوفتها زعلانه ومأذية فقررت أرجع وألحجها واتجوزها وهي حمارة مبتفهمش نجول يمين نجول شمال مفيش )
ضحكت معجبه بما سرده (الله حلوة جوي الجصة يا حمزاوي)
سألها وهو يمسك بجهاز التحكم ويبتعد (مش هنسمع حاجه؟)
أخبرته بزهد وملل (عايزه اسمعك تاني، كل دِه أنا زهقانه منه ومليت بس انت لاااه)
هتفت بضحكة (بتثبتيني يا جزمة)
قالت بصدق وهي تدس حبات الجلي بفمه (لاااه صوتك عندي وكلامك أحلى من الحاجات دي كلها يا حمزة يلا ناخد الحاجات دي فأوضتنا ونرغي للصبح)
أغلق عين ورمقها بالأخرى قائلًا (لو دخلنا هنام)
ابتسمت هامسةً بتفهم (عادي ولا يهمك)
أراح رأسه فوق كتفها هامسًا (خلينا هنا أحسن)
ابتسمت وعادت لانطلاقها تثرثر بالكثير وهو يستمع بصبر حتى ناما مكانهما.
*******
وفي الصباح استيقظت ليصدمها الفراغ حولها وخلو الفِراش من جسده، حكّت رأسها مفكرة تستعيد بعض من ذاكرتها المغماة بفعل آثار النوم، ابتسمت بحنو وتقدير بعدما تذكرت أنهما ناما أمس بالصالة ويبدو أن عزيز قلبها حملها ووضعها في فِراشها..
خرجت تبحث عنه بسعادة فاليوم سيقضيه معها كاملًا، قطعت الممر حتى وصلت لآخره فوجدته فوق الآريكة ممسكًا بمصحفه، مالت مبتسمة تهمس بدلال وطفولية وهي تغمره بنظراتها المُحبة (حمزاوي صباحوو)
رفع نظراته من فوق مصحفه يدثرها بدفء عينيه مبادلًا لها الهمس (صباحك سكر يا جلب حمزاوي)
ترك مصحفه جانبًا وفتح لها ذراعيه في دعوة تذيّل سطورها الابتسامة (تعالي)
خطت ناحيته بدلال حتى جلست جواره واضعة رأسها على كتفه تمرغ أنفها برقبته متشممة بقوة قبل أن تهمس فيضمها
(اسألك سؤال وتجاوبني ومتبجاش لئيم يا حمزاوي)
همس بإبتسامة وهو يملس بكفه فوق خصلاتها  (مش هبجا لئيم جولي)
أخفضت صوتها كأنها تهمس بسر خطير (ورد ريحتها حلوة ليه؟ ومميزة جولي سر الخلطة يا حمزاوي)
فكر قليلًا وابتسامته تتسع قبل أن يقترح (ما تسأليها إنتِ أحسن وهي هتجولك لأني معرفش)
جعدت أنفها معترضة بخجل (لا أتكسف اسألهالي إنت وجولي) رفعت رأسها و ضيقت عينيها على ملامحه قائلة (لو مكنتش عارف أصلًا وبتخبي عليا)
ضحك ضحكة رزينة قبل أن يشير لها بمكر (اديني بوسة كبيرة وأجولك)
ابتسمت قبل أن ترفع رأسها وتحط بشفتيها فوق ذقنه تنفذ وتطلب بعدها (ها جول)
أوضح وهو يضمها بشدة لصدره (ممكن ريحتها هي يا سكن، كل واحد فينا له ريحه مميزة.. يعني العطر الي بتحطه مع ريحتها عملوا خلطة حلوة عجبتك فهمتي ؟)
هزت رأسها بإحباط  قائلة (هو كلامك حلو ويُحترم والله بس مفهمتش)
دفعها بعيدًا مستاءًا من مراوغتها ومكرها (خلاص اسأليها)
عادت لجلستها متراجعة تضحك (خلاص فهمت طيب أنا ريحتي حلوة.؟)
قطب أول الأمر مُفكرًا بشرود قبل أن يقربها منه أكثر ويدفن أنفه في صدرها وجيدها يتشممها بقوة، يتنفس عبقها بإستمتاع قبل أن يرفع وجهه  تحت نظراتها المترقبة المبتسمة له، بطرف عينيه رماها بنظرة كاذبة ليقول بعدم رضا يخدعها بعد أن كرمش ملامحه بنفور (ريحتك زي النفتلين عرفاه)
سألته مندهشة تستوضح الأمر (الي بيبجا في الجزم والدواء والحاجات المعلبة للحفظ)
هز رأسه بتأكيد لتشهق منفعلة، تعترض (لاااا إنت بتكدب متأكدة)
دفعها قائلًا متأففًا (إبعدي طيب مش متحمل)
زمجرت بعض قبل أن تعود له مقترحة بطفولية (هات أجرب أشم ريحتك)
راقه الأمر كثيرًا جذبها لتجلس مرةً أخرى مجاورةً له، يأذن لها مستمتعًا بالأمر (موافج يلا)
أقتربت كثيرًا تمرغ أنفها برقبته بينما هو مغمض العينين تاركًا مشاعره تقود اللحظة، منتشيًا ببساطة أفعالها
رفعت رأسها  متجهة بأنفها لصدره ثم عادت تدفن وجهها بعنقه بصمت وسكون.. شاكسها (إنتِ كدا نمتي)
أكدت منبهرة، نبرتها الهادئة توشي بإعجابها وراحة نفسها (نفس ريحة ورد، جولي سر الخلطة يا حمزاوي عشان أبجا زيكم)
ربت على ظهرها وهو يهمس بنبرة متأثرة، هادئة تسربت لأذنها فهدأت (بعدين يا سكن هيجي وجت هتلاجي ريحتك زينا من غير ما تحسي )
سألته وجسدها يرتخي مستمتعة بوجودها بين ذراعيه (مِتى الوجت دِه يا حمزاوي.؟)
أكد بإبتسامة رائقة وهو يشرد في البعيد الذي يتمناه (هيچي يا سكن بس مِتى معرفش)
أخذته من شروده بسؤالها (حمزاوي فين ورد؟ )
قبّل رأسها قائلًا (هيما خدها تجعد معاهم انهردا)
انتفضت رافعةً رأسها تهتف بعتب (وسابتني لوحدي!)
ارتفع حاجبه غيظًا ودهشة وهو يسألها مستنكرًا (ليه سابتك فالشارع؟ بعدين ما أنا معاكي ولا أمشي حضرتك)
أعادت رأسها يتوسد صدره قائلة (مش جصدي بس أنا متعودتش أجعد من غيرها)
غمغم قائلًا بغيظ (مش فاهم هي بتخلي الجو لمين؟ إنتِ محتاجة كورسات وياريت تفهمي)
تأففت منزعجة ثم همست برجاء (ما توصلني عندها نجعد معاهم)
أبعدها قائلًا بغلظة (طيب جومي جهزي فطور وبعدين أوديكي ليها)
سألته بدلال (مش هتفطرني إنتَ)
دفع جسدها بعيدًا قائلًا (لاااه انهردا يومي أنا  وكمان تعبان ومش هعمل حاجه)
مالت ترجوه بطفولية (طيب سرحلي شعري يا حمزاوي)
أشاح بعيدًا يخبرها بفظاظة (لاااه مع نفسك وجومي يلا أنا جعان)
نهضت بإستسلام، ابتعدت خطوتين ثم عادتهما  سرقة قبلة من خده بسرعة وغادرت تحت نظراته المبتهجة بحضورها الطاغي وبراءة وطفولية أفعالها،متحيرًا فيما طلبته منه والدته، يفكر هل سيقدر على تنفيذ ما أمرته به، لا يعرف لكن يشعر أن صغيرته غير مهيأة للأمر ولا يحب إرغامها أو إثارة فزعها وخوفها بأي فعل قد يهدم ما بناه بينهما من جسور ثقة... بالكاد استعادت روحها وتعودت على المنزل والناس واختلاف المكان والعالم وغربتها فهل يُثقل على نفسها بالإقتراب المفاجيء ، يخشى أن تعود لنقطة الصفر من جديد حينها لن يسامح نفسه.
********
في المساء
هتفت مودة بصوت منخفض متطلعةً للوجوه حولها بقلق (خلاص جربت أوصل ياحزينة)
تأففت عاليا قائلة (اتأخرتي ليه؟ مش جولتلك هروح معاكي)
تابعت مودة بصوتها المنخفض تشاركها القلق والخوف وداخلها يرتعب وهي تطالع نوافذ الحافلة المظلمة (روحت متأخر مكنتش فاكرة مش هلاجيه فدورت عليه كتير جوي)
سألتها عاليا بقلق مرتعبة (بت إنتِ جاية من الجسر الغربي ولا الشرقي؟)
زفرت مودة تقول بإحباط وحزن (ما إنتِ عارفه يا بت يوم الجمعة بالليل العربيات بتبقى جاطعه فبيجوا عالغربي خط سريع)
تنهدت عاليا قائلة (لما توصلي تعالي على هِنا يابت عشان أخوكي)
همست مودة بإحباط وخيبة متذكرة توسلاتها لأخيها بالبحث عن علاج جدها، وإهماله الأمر وتعلله وإنشغاله الدائم وتدهور صحة جدها وتعبه فاضطرت أن تذهب للمحافظة وتبحث عنه بنفسها بعدما اطمأنت لذهابه عند زوجته اليوم، فاستغلت فرصة غيابه وغادرت تفتش عنه حتى وجدته.
هتفت عاليا بندم (ياريتنا جولنا لحمزة مكانش هيتأخر والله)
قالت مودة وهي تطالع الليل البهيم من حولها وظلمة الطريق الموحشة (المرة الجاية بجا يا بت ربنا ييسرهسيبك دلوجت تليفوني هيُفصل )
أنهت الاتصال وانتبهت نظراتها علي الطريق برعب وخوف، ترمق ساعة هاتفها في قلق داعيةً الله أن يمر الوقت وتعود سالمة دون مشاكل…
لكن أتت رياح القدر بما لا تشتهيه سفينتها الضعيفة وتهابه، تصادم قوي مفاجيء للسيارة شهقت بعده بإنفعال حاد وفزع قبل أن تغلق عينيها مستسلمة للاوعي.
انتقل لمكان الحادث بسرعة، ومعه العديد من القوات وفرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف، مشط الطريق بنظراته قبل أن يترجل من السيارة متنهدًا بأسف، خطا ناحية الحافلة والركاب المتناثرين بجروحهم يمزقون الصمت ببكائهم المتألم وصرخات صغارهم وتمتمات العجائزالحامدة (الحمدلله جدر ولطف)
تابع بنظراته وإشاراته عربات الإسعاف وهي تحمل المصابين، تنقّل بينهم بإهتمام حتى سمع صوتها الممتزج ببكائها (عايزه أمشي مفيش حاجه فيا)
جادلتها سيدة كبيرة حنون (اشربي يا بتي حبة ميه وروجي)
فرق الجمع بذراعيه غير مصدق، يكذّب أذنيه التي استمعت، ينكر عقله النبرة التي يعرفها جيدًا والعناد الذي عانى منه.
ما إن سقطت نظراته فوق جسدها المنكمش حتى أسرع بلهفة مقتربًا يهتف بإسمها ليتأكد من حدس قلبه (مودة)
رفعت نظراتها تجاهه بلهفة غارق يريد النجاة، تأكد فهشهم عنها بكلماته المرتعبة التي حملت لها قلقه كاملًا(إنت بخير؟)
أحنت رأسها بإنكسار هامسةً وبقايا البكاء تتشبث بنبرتها (كويسة) قالت برجاء حار وهي ترفع نظراتها له بإستنجاد غير منطوق(عايزه أروِّح)
لا حظ التمزق ببلوزتها الصيفية وانكشاف جزء من جسدها في أعلى الذراع وخصلاتها الناغمة التي هربت وتناثرت في غوغاء، استشاط غضبًا وغيره، سحبها من بينهما يطمأنها (تعالي هوصلك)
استجابت ناهضة خلفه بإستسلام امتزج بإمتنانها، ولما ابتعدا متجهين للسيارة وقف وخلع عنه سترته أحاط كتفيها هامسًا بحنو (خدي)
رفعت نظراتها حائرة متخبطة، ترفض وتقبل، تصمت وتثرثر، تجاهل وهو يفتح باب سيارتها (اركبي عدلي هدومك وحجابك)
استسلمت لرأيه، مستحسنة يروقها اهتمامه، ممتنة فوجوده منحها الأمان الكافي لتهدأ وتفكر بحكمة فيما يمكنها فعله.
عدلت حجابها وملابسها تاركةً سترته فوق كتفيها متدفئة ببقايا حرارة جسده  في سترته متسترة بها …
فتحت النافذة ما إن انتهت ونادت عليه بخجل (يا حضرة الضابط)
عاد إليها يسألها ونظراته تطمئن وتؤكد على قولها التالي (تمام)
سألها قائلًا بغضب حاول تقنينه وفلترته حتى لا يرعبها (كنتِ فين فوقت زي دا وجاية منين وليه لوحدك)
طأطأت رأسها مغمغمة بحزن (كنت فجنا بدور على علاج لجدي عشان تعبان)
ضرب فوق السيارة قائلًا من بين أسنانه بغضب (فين أخوكي ولا وابن خالك؟ ليه محدش جابه بدالك أو عالأقل دور هو)
ازدردت ريقها محرجة لا تجد إجابة سلسلة داخلها يمكنها الرد بها، بماذا ستخبره فسؤاله مر وإجابته أمرّ.
قالت بحزن وضياع أزعجه (عايزه أروِح)
أجابها بهدوء حذر (هوصلك)
رفعت نظراتها إليه تسأله بتوتر وإرتباك تقاسمه حيرتها (هجولهم إيه طيب؟)
صرخ بها منفعلًا في غضب أهوج (يخرب بيتك لو كنتي اتنيلتي وافقتي مكنتيش هتسألي سؤال زي دا وتبصيلي كدا كإني خاطفك)
اتسعت عيناها على ملامحه الغاضبة مذهولة من كلماته وغضبه، ليهتف متخليًا عن رصانته خالعًا رداء صبره (أقسم بالله عايز أكسر دماغك ودماغ أهلك دلوقت، يعني إيه تطلعي تدوري على علاج لوحدك فوقت زي دا ها ؟ اتهبلتي ولا فاكرة نفسك إيه؟)
كلما ثرثر بغضب مطلقًا سراح ما كتمه اتسعت عيناها على أخرها، فتركها قائلا وهو يُخرج هاتفه (هرن على حمزة وأشوف إيه الوضع دا؟)
أمسك بهاتفه ورن على حمزة الذي أجابه بهدوء فلكمه بكلماته المتتابعة كقذائف (بنت عمتك عملت حادثة ومعايا دلوقت وعايز أرجعها البيت بالعربية بتجولي لا هجولهم إيه)
انتفض حمزة منتقلًا من جوار سكن، خرج وأغلق خلفه حتى لا يصلها صوته (هي فين وإيه طلعها دلوجت أصلًا؟ )
أجابه زين بغضب (بتقول بتدور على علاج لجدها)
سأل حمزة بضيق (مجالتش ليه كنت بعتهولها من هِنا ولا إنها تطلع وتدوِر)
هتف زين بنفاذ صبر وغضب  (بتسألني أنا؟)
هتف حمزة بعدما زفر بضيق محاولًا ترتيب أفكاره (سيبني هتصرف وأرد عليك)
أنهى حمزة الاتصال وهاتف جده، أخبره بما حدث، وطلب منه أن يجاهد ويتغلب على تعبه حتى يصل إليها ويطمئنها كما طلب منه أن يأخذ معه عاليا، وافق الجد على مضض دون جدال،فأخبره حمزة أنه سيهاتف سيارة خاصة من البلد ستنقلهم للمكان.
وافق الجد ونهض يخبر عاليا التي ساعدته وخرجت معه لتجد سيارة في انتظارهما كما وعد حمزة لتنقلهم حيث توجد مودة.
هاتف حمزة زين وأخبره، لينتظر مجيئهم،
دقائق قليلة وكانت عاليا تترجل باحثة عنها، حتى وجدتها بسيارته فتحت الباب وسحبتها تضمها بقلق، ثم ابتعدت تسحبها تجاه السيارة (يلا بينا)
وقفت مودة أمام زين الذي يطالعها بإشتعال (شكرًا يا حضرة الضابط)
أومأ بصمت وهو يتابع بنظراته انتقالها وتحركها للسيارة الأخرى، دخلتها دقيقة ثم ترجلت وعادت إليه ممسكةً بسترته، منحتها له بحياء شاكرةً (اتفضل متشكرة)
أشار بأنامله غاضبًا وهو يتحرك تاركًا لها واقفة (خليها لغاية ما توصلي، وابقي ابعتيهالي مع ريناد)
اعترضت بضيق (مفيش داعي هاخد عباية جدي)
عاد الخطوات التي قطعها وجذب منها السترة قائلًا بإمتعاض في سخرية لاذعة (ماشي يا حبيبة جدك)
تعجبت من فظاظته وغضبه لكنها أسرت الصمت وعادت للسيارة فأوقفها  قائلا قبل أن تصل (ورحمة أبويا يا مودة لو طلعتي تاني فوقت زي دا تاني لأكون حابسك ٢٤ ساعة في القسم)
توقفت مكانها ذاهلة، استدارت لترد فصرخ بها (ولا كلمة امشي يلا)
ركضت تجاه السيارة صعدت بجانب عاليا؛ ليأذن الجد للسائق بالإنطلاق بعدما اطمئن عليها.
أمسك زين هاتفه وراسل حمزة (شوفلي حل بدل ما هولع فعمك وابنه وابن عمتك أنا مش هشتغلها بودي جارد ولا هبعتلها عسكري يخرسها؟ )
ابتسم حمزة وهو يقرأ ليغيظه كاتبًا (وتشتغلها ليه بودي جارد سيبها)
كتب زين بغضب (هزعلك والله)
ضحك حمزة  وكتب له (المطلوب مني؟)
كتب زين بغضب (اقنعها)
كتب حمزة (اجبرها يعني؟)
أرسل له زين ايموشن مبتسم بإستفزاز مع رسالة (أه بدل ما أجبرها أنا بطريقتي الي مش هتعجبكم)
كتب حمزة بإختصار وهو يضحك من كلماته (طيب هتصرف)
كتب زين بملل وتهديد (قدامك أسبوع وترد عليا)
ابتسم حمزة ورمى هاتفه جانبًا تاركًا كلمات زين معلقة دون رد، لا يعرف سبب رفض مودة لزين؟
فشخصية كمودة تفكر جيدًا بعقلانية؛ واحدة مثلها لن تتزوج إلا هكذا زواج تقليدي برضا الطرفين
لا يظنها حالمة تنتظر فارسها أو تنتظر لتعيش قصة حب.. وزين فيه كل مقومات الزوج المناسب إذا لما الرفض؟
زاد قلقه أن يكون لحبها له الذي اجهضته من قلبها بقايا خبيثة مازالت داخلها تؤلمها لذلك ترفض أو يكون لديها أملًا منه لم توئده خاصة مع ظروف زواجه بأختها، وتوتر علاقته بسكينة.
ليتها ما أخبرته ورد بمقصد كلمات سكن، ليته ما عرف بمشاعر مودة التي دُهست.
يشعر تجاهها بالذنب والمسئولية لذلك يتمنى أن توافق على زين الذى أظهر مشاعره، وأثبت له أن العوض المناسب لها ولقلبها.
#انتهى

ملاذ قلبي سكن Where stories live. Discover now