❤️الخامس عشر💓❤️

1.3K 40 3
                                    

❤️الخامس عشر❤️

اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.💜♥️💙

****
دخل المنزل مهرولًا يغمغم بجزع، أفكاره تبحر في عواصف الكدر والغم لا ترسو على شيء(استر يارب)تخطى الجالسين وركض للأعلى متهربًا من أسئلة والدته ونظراتها المتصيدة..لا يريد اخبارها الآن حتى يطمئن بنفسه، وقدر الأمر،  سألت راضية وهي تشيّع هرولته واستعجاله بقلق(ماله عمار كِده متلهوج.؟)
أعادت مودة رأسها التي طالعت عمار قائلة(مش عارفة يمكن معاه مشوار)
قالت راضية بقلق وهي تفرد كفها موضع قلبها(لاه شكله في حاچه، وأنا جلبي من الصبح واچعني مخبراش ليه.؟).
طمأنتها مودة مبتسمة (مفيش حاجه يا أما تلاجية رايح لمرته )
أسقطت راضية ما بيدها لا تعرف للمرة الكم
فسألتها مودة وهي تراقب زيغ نظراتها وتوترها (مالك يا أما إنتِ زينة؟)
صرخت بتأفف وضجر وارتعاش (مخبراش كِده چسمي بيترعش من الصبح وجلبي واكلني)
ابتسمت لها مودة قائلة (خير بإذن الله)
جلست راضية وقد يأست من حالها (يارب..) ثم أردفت بجزع وتوهة (خالك چالي عشية في الحلم يا مودة على غير العادة وكان زعلان جوي) انتبهت لها مودة وقالت وهي تجاورها (لعله خير يا أما) اردفت راضية وهي تضع كفها على صدرها تهدأ من ضربات خافقها وتسيطر على أنفاسها الراكضة (جلي حمزة جاني بجاله يومين يا خيتي وجاعد معايا، تعالي خديه من هِنا متعوجيش عليه يا راضية)
انقبضت ملامح مودة متشائمة هي الأخرى من رؤيا والدتها، لكنها قالت بخفوت تجاهد خوفها القاتل (لعله خير)
عادت راضية للواقع تمسح دموعها متوسلة (رنيلي على حمزة يا مودة اطمن)
أمسكت مودة هاتفها مرتعشة ذبيحة الفؤاد بسوء التأويل.
هبط عمار سلالم الدرج ومازال على حاله الغامض، وعجالته التي تقبض القلب، أوقفته والدته وهي تتقدم ناحيته(خبر إيه يا عمار.؟ مالك كربان يا ولدي كِده ومش على بعضك)
بهتت ملامحه أكثر ووقف مكانه لا يعرف كيف يخبرها، صمت مُفكرًا لتحثه والدته التي شكت فالأمر أكثر وعادت تسأله وهي ترى سواد ملامحه بالقلق (مالك يا واكل أمك في حاجه.؟)
مسح عمار وجهه متنهدًا وهو يخبرها بحزن (حمزة يا أما) تقدمت مودة تشارك أمها القلق والسؤال بعدما نطق أخيها اسمه بكل هذا الفزع والآسف
اتسعت عيناها وهي تسأله (ماله حمزة.؟ فيه إيه يخليك كِده.؟)
أخبرها بآسف (صاحبه اتصل بجدي وقاله إن في جماعة ضربوه وهو دلوجت فالمِستشفى الله أعلم بحاله)
صكت راضية وجهها صارخةً بإسمه (حمزة ولدي) كممت مودة شهقتها متراجعة للخلف بزعر بينما تقدم عمار ليسند والدتها التي تتابع صراخها (اهدي يا أما خير)
أمسكت بذراعه متوسلة (خدني معاكم يا عمار مليش جعاد هنا وأنا معرفش فيه إيه)
هاول عمار تهدأتها (مينفعش يا أما)
أصرت وهي تنتحت بشدة وتضرب على صدرها بتوسل (خدني معاكم دِه أبوه جالي أروح وأخده) لم يفهم عمار مقصدها لكن مودة وعته جيدًا، واقتربت تتوسله بدموع العجز (خد أمك معاك يا عمار لازم تروح)
تأفف عمار من الحصار عليه ،ليرضح في النهاية ويأمرها (يلا البسي يا اما)ركضت راضية للأعلى تلهج بالدعاء
*****
دخلت الحجرة سعيدة تدندن على غير عادتها،تمنت ألا تقابل عمار ويعنفها لتأخيرها مع هشام وها قد تحققت أمنيتها وعادت ولم تجده بالمنزل فلا حاجه لها بغلظته الآن، هي سعيدة للغاية بعد تلك الفسحة الرائعة، جلست تهمل النظر لأختها هائمة في عالمها الجديد الساحر، خلعت حذائها واستدارت تسأل مودة بعدما وصلها صوت بكائها
وانكماشها الكئيب فوق الفراش (مالك يامودة بتنوحي ليه.؟) طالعتها مودة بنظرة ميتة فقدت حيويتها وطغى فيها الخوف الشديد، انقبض قلبها من هيئة أختها، فاقتربت متهالكة بالظنون سألت بهدوء (في ايه يابت مالك .؟)
رن الهاتف فرفعته مودة وأجابت بلهفة تتلقى كلمات أمها كغيث (أيوه يا أما اطمنتوا على حمزة.؟) نهضت سكينة مفزوعة من جلستها،تبخرت سعاتها في لحظة وأسود عالمها الوردي ، حمزة مابه.؟ يجعلهما بكل هذا الحزن المميت،همست بعدم وعي (حمزة..)
إشتد بكاء مودة بعدما أنهت الإتصال، فاقتربت سكينة بجسد مهزوز تسألها بتلعثم، وقلبها يدق بعنف حتى ظنته سيمزق صدرها وينتفض خارجًا منه(ماله حمزة.؟)
نظرت إليها مودة طويلًا قبل أن تخبرها  ببكاء ورثاء أفرغته الهواجس في الرؤس (حمزة في العناية المركزة يا سكينة أدعيله) كتمت سكينة فمها وعقلها يدور في دوامات، أفكارها تتشعب، ثبتت نظراتها فوق أختها تكرر بهذيان (حمزة، حمزة لاااه) بعدها سقطت فاقدة للوعي.
*************
بعد مرور مدة
جلست مودة بجانبها تتكالب عليها أفكارها وهمومها، سألت سكينة التي أفاقت للتو متعبة ثملة بحزنها(بجيتي أحسن.؟)
حين وعتها سكينة جيدًا انتفضت جالسة تسألها بهلع احتل قسمات وجهها(حد كلمك.؟ حمزة كويس يا مودة.؟ فاج ولا لا يامودة.؟) أمسكتها مودة من كتفيها تهدئ من روعها قائلة (لسه محدش بيرد)
شردت نظرات سكينة قليلًا ثم همست بإرتعاش (حصله إيه.؟ متعرفيش.؟)
أوضحت مودة متنهدة (واد عمتك منى بيجول جماعة طلعوا عليهم في المحل ضربوهم وكسروا المحل)
ضمت سكينة قبضتها لفمها منتحبة ترثيه بوجع وانهيار(كسروا كمان تعبه وشجاه ليه الأذى.؟)
توقفت تهذي بضياع متذكرة وكل الخيوط تتجمع(تلاجيه خالك الي عمل كِده مفيش غيره)
ارتفع صوت سكينة لتكمم مودة فمها مانعة محذرة (اسكتي يا حزينة مش ناجصين احنا)
قالت سكينة بضياع غير منتبهة لكلماتها (أنا السبب فكل دِه) توقفت مودة تسألها بجمود(جصدك إيه يا بت.؟)
تهربت سكينة مدركة فداحة هذيانها وتهورها غير محسوب العواقب (رني عليهم تاني يا مودة واطمني)
صمتت مودة قلقة، عقلها يتوقف عند كلمات أختها لتقول (شوية، جومي بس اغسلي وشك هتوضأ ونصلي وندعيله)
نهضت من فورها، تتلمس سبل النجاة، أبدلت ملابسها وسحبت هاتفها من الحقيبة وغادرت للأسفل ومن خلفها كانت مودة هبطت لتغلق أبواب المنزل ونوافذة جيدًا فعمار قد يعود متأخرًا ثم تعود للصلاة والدعاء لهذا الذي يفطر قلبها  ويشقه نصفين.
جلست سكينة أرضًا غير قادرة على النهوض ولا المتابعة جسدها يتخلى عن إرادته لعقلها المتعب بأفكاره وهواجسه.. لن تنهار ثانيةً أمام مودة لتثير تساؤلاتها وفضولها ستنزوي وحيدة تبكيه بغصة ألم داعية له
أمسكت بالهاتف وفتشت عن محادثتهما، أعادت قرأتها كثيرًا، تضحك وتبكي هامسةً
انتقلت لصفحته الشخصية فتحتها، وتصفحتها بإهتمام نظراتها تضم صوره بحنو
قرأت منشوراته كلها مراتٍ ومرات حتى توقفت عند واحدًا، لم تقرأه بسرعة توقفت عند حروفه تستسيغها وتمررها علي عقلها، واحدًا أراد لها أن تقرأه يومًا ويصلها ما في قلبه لكنها تجاهلت منشغلة
ترجمته كما أراد لها.. بلوتي.. حلوتي..
ذُهلت مما تقرأ! هل كان يقصدها هي.؟
كان يناديها حلوة..؟ إذًا كان يعنيها هي ولم تنتبه له غافلة.؟ أغمضت عينيها بوجع، هل يفيد الآن يقصدها أم لا.؟ أغلقت الأبواب بينهما وأوصدت بسوء الظن وسيء التأويل.
همس وهي تستند على الجدار واقفةً تهمس بتضرع(ربنا يشفيك يا حمزة ويجومك بالسلامة) توضأت فوقفت بين أيادي الله تتضرع بخشوع، تتوسله بدموعها وحرقة قلبها عليه أن ينجيه ويرده سالمًا لوالدته، أن يأخذ بيده من ظلامه لنور الشفاء والعودة.
لم تكن والدته بأقل حالًا منهم بل الأكثر رعبًا وقلقًا، مستيقظة تهيم ليلًا في أنحاء الشقة بغير هدى ولا راحة، فراشها من شوك وجمر، لا تكاد تتمدد حتى تنتفض، حين تغفو لا ترى سوى ظلام غير عادتها،تحاول الاتصال بهما منذ يومين لكنها لاتصل، هواتفهم مغلقة صامتة بينما الصراخ والعويل داخلها هي.
جلست على كرسي زوجها المفضل يهتز جسدها بحركات قوية تعكس مدى توترها، المرارة تحل بجوفها وأفكارها تقطر خبثًا فينبت وجعًا كأنه رؤس الشياطين.
سألتها منى التي انشغلت مثلها ونهضت تحاول الاتصال من جديد (محدش رد يا ورد.؟)
هزت ورد رأسها هامسةً بيقين رغم الضياع المحتل نظراتها(لعله خير، ربنا كريم)
صمتت منى بغصة، بينما همست ورد وهى تمرر أناملها فوق حافة الكرسي بعتاب (بجالك يومين يا حكيم مجتنيش ولا شوفتك،) ثم همست بخوف (أوعى يا حكيم إلا حمزة متزعلنيش منك)
تركت كرسيها ونهضت، سحبت سجادتها ومسبحتها ووقفت تدعو الله أن يخلف ظنها ويؤمِن خوفها، أن يحفظه من  شرور الإنس والجن.
هناك كان هو سعيدًا بوجوده مع والده والبقاء معه، يدفعه والده قائلًا (امشي ياحمزة لسه بدري) فيرفض المغادرة.. دعائهم يدوي فوق رأسه و تحاوطه همساتهم وتضرعاتهم فيدور باحثًا عن مصدر الأصوات، ابتسم له والده مشجعًا بحنو(امشي ياحمزة ياولدي أمك بتعاتبني فيك)
همس بحنين وشوق وهو يبحث عنها في عالمه (أمي.. هي فين.؟)
أخبره والده (مش هنا مستنياك هناك)
نظر إليها ليجدها فوق سجادتها تبكي بحرقة فهتف يمنعها بحزن (متبكيش تعالي يا ورد)
أخبره والده بإشفاق (مش هتشوفك ولا تسمعك بينا وبينها حجاب)
نظر للجهة الأخرى فسأل والده عن تلك التي تجلس داعية له بصوتٍ دافىء(مين دي.؟)
قال والده بابتسامة جميلة وهو يطالعها (دي سكن.. ياحمزة)
تعلقت نظراته بها في طمأنينة، مسحورًا بهيأتها مغمورًا بهمسها الناعم باسمه سأل والده ومازالت نظراته عندها يراها من خلف حجاب شفاف (مين سكن.؟)
دفعه والده تجاهها قائلًا (ارجع وشوفها يا ولدي ،هي سكنك ومسكنك، مرسى جلبك  روحلها ياحمزة واصبر بعد الصبر چبر يا ولدي)
رفع جفنيه بتعب، عيناه تهاب الضوء، فأغمض  من جديد عله يعود لكنه سمع همسًا باكيًا بجانبه وأنامل تمسك بكفه فضغط عليها متمسكًا بما يمتلك من قوة متمنيًا أن تكون هي، فتح عينيه وكله شوق ورغبة أن تكون هي تلك التي رأها (سكن )
ثبت نظراته على ذلك الجسد حتى يعود وعيه كاملًا وبصره رائقًا غير مهزوزٍ ولا مشوش..
قالت بفرحة غامرة وهي تنتفض من جلستها (حمزة)
مالت شفتيه الجافة بابتسامة واهنة وهو يهمس ببعض اليأس(عمتي)
انكفأت راضية تقبّل يديه ببكاءها الممزوج بفرحتها الغامرة، توسلتهم كثيرًا حتى يدخلوها له وها هو استرد وعيه وعاد للحياة من جديد.
خرجت من الحجرة تخبرهم بسعادة (حمزة فاج) جلس جده متعبًا يحمدالله بدموع، منذ جاء وهو يقف على قدميه منتظرًا لا يكل ولا يمل.. لا يتعب كأنه لو جلس سيخسره.
اندفع إبراهيم (عايز أشوفه)
أمسك به حسن مانعًا يشاركهم فرحة إفاقته (استني يا إبراهيم يجي الدكتور ونطمن ونشوف)
قال إبراهيم ونظراته تتفقد باب الحجرة بلهفة (مش قادر عايز أشوفه) ضمه حسن مربتًا على ظهره بحنو وإشفاق.. يطمئنه (الحمدلله إنه فاق اصبر شوية)
*****'*' '
بعد مرور يومين كان يتوسطهم، متمددًا فوق الفِراش يتابعهم بنظراته، يكافئهم بابتسامة دافئة غير قادر على الكلام يومئ برأسه أحيانًا، ويشرد كثيرًا جدًا مازالت رؤيته التي رأها تشغل عقله ويتذكرها متحيرًا في سكن هل كان يقصد والده مودة.؟ هي الأقرب لعمته هل كان يقصدها هي..؟ هي فقط من أراد والده أن يسميها سكن..
تنهد بضيق وأسف لتسارع عمته بسؤاله (مالك يا حبيبي.؟)
ابتسم يطمأنها بخفوت(مفيش يا حبيبتي)
مالت تهمس له بمحبة (مودة وسكينة بيسلموا عليك بيجولولك ألف سلامة)
هز رأسه بصمت، ليهمس لها متلهفًا يريد اكسيره من الحب والدفء والأمان (عايز أكلم أُمي.؟ هي حد جالها حاجه.؟)
تدخل حسن قائلًا يطمأنه (لا..)
تنهد موضحًا وداخله يعلم بمعرفتها (عايز أكلمها اطمنها عليا واطمن عليها)
أخرج حسن هاتفه واتصل بها ،أجابت بلهفة شديدة (حسن حسن فين حمزة.؟)
هدأها حسن (اهو اطمني)
ساعده حسن ليعتدل قليلًا حتى يحادثها، حمحم مجليًا صوته (وحشتيني يا كل الورد)
عاتبته وهي تبكي (كده يا حمزة تجلجني عليك وتوجع جلبي)
قال برقة يشاكسها(سلامة جلبك يا أم حمزة)
قالت من بين نشيج بكائها (ربنا يخليك ليا وميحرمنيش من سماع صوتك ووجودك)
(ولا منك يا حبيبتي)
كفكفت راضية دموعها متأثرها قبل أن ترفع هاتفها الذي رن لأذنها وتجيب بهمس وهي تميل مبتعدة حتى لا تزعجه (أيوة يا بتي كويس وبيتكلم هخليه يكلمكم)
أنهى حمزة اتصال والدته فسارعت راضية تمد يدها بالهاتف قائلة (خد كلم البنته ياحمزة عايزين يطمنوا عليك)
تردد قليلًا وهو يبادل صديقيه النظرات الحائرة، ليأخذه منها ويضعه على أذنه مُجيبًا (ازيك يامودة) اندهشت مودة لمعرفته بهويتها ويقينه أنها هي ليست سكينة.. تابعت بثبات (إزيك يا دكتور أجر وعافية ألف سلامة) بجانبها كانت سكينة تضع أذنها على الهاتف تسرق من صوته الاطمئنان والراحة، لتهمس متلهفة برجاء(افتحي الاسبيكر اسمع يا مودة)
حمحم حين وصله صوتها وتوسلها، قالت مودة وهي تدفع سكينة ساخطة (طمني عنك بجيت كويس.؟)
أجابها (اه تمام تسلمي يامودة)
أعطت سكينة الهاتف قائلة بقوة (خدي اطمني عليه)
تراجعت سكينة معترضة، (أنا لاااا)
ضيقت مودة نظراتها فوق ملامح الأخرى مندهشة (ليه بجا..)
دفعت مودة الهاتف وأجبرتها لحاجة في نفسها بينما تقف متصيدة (يلا متستهبليش)
أمسكت سكينة بالهاتف مرتعشةً، تزدرد ريقها بهلاك نظراتها تتوقف فوق ملامح مودة العازمة التي أشارت في غلظة (يلا)
أعطى حمزة الهاتف لعمته ظنًا أن حديثهم انقطع لكنها ما إن استمعت لصوت سكينة الخافت المهزوز أعادت له الهاتف قائلة (سكينة يا حمزة)
تمني لو رفض لكنه أُجبر كما أُجبرت هي الآن لذلك رجح أن تكون مودة أول السائلين ،فمن المؤكد أنها تخاف تهديده لها ،تناول الهاتف يجيب (الووو)
رمشت بعينيها في شوق تسرب لوريدها حين نطق واستمعت لصوته، نسيت مودة في غمرة تلك المشاعر التي انتابتها، همست والدموع تتجمع بمقلتيها (حمزة)
نبرتها ليست عادية، خرج اسمه بين شفتيها مغمورًا باللهفة والرقة نبرتها تستعتبه، تتوسله ألا يرفض أو يثور.
تنهد هامسًا والواقع لديه يتشابك مع رؤيته (ازيك يا سكينة.؟)
نداء عمار على مودة أنقذها وحرر مشاعرها المقيدة، شعرت بالأمان والاطمئنان فأفصحت وهي تبكي (ألف سلامة عليك يا حمزاوي.. أجر وعافية ربنا يسلمك ويردك بخير)
تحرك قلبه من مكانه وانتفض حين عادت لتدليلها الذي يخصه، سلبت منه أنفاسه وانبهاره وهي تهمس له بذلك الصدق وتلك الحرارة وغاية الروعة  فصمت ثملا مغيبًا بسحرها الآخاذ، أفاق هامسًا يحاول الانتهاء من فسحة المشاعر تلك وإعادتها للقيد بعد التحرير(تسلمي يا بت عمتي)
أنفاسها اللاهثة ركنت وعادت لوضعها محملة بالخيبة، فقالت توضح (عارفه إنك مش عايز تكلمني ولا طايج بس كنت عايزه أطمن عليك) صدمها ببروده وجفاء نبرته(شكرًا فيكِ الخير) أغلق الاتصال حتى لا تسترسل، أنهاه هو مُدعيا وهو يناول الهاتف لعمته (خدي جفلوا)
تناولت منه الهاتف ودسته بالحقيبة ثم نهضت لتساعده حتى يتسطح من جديد.
حين أخبره الطبيب بشفائة (وأن الله كتب له عمرًا جديدًا )
وسمح له بالمغادرة فتهللت راضية كما أنها رفضت أن يعود لوالدته هكذا، أصرت أن تأخذه لقنا من جديد، مؤكدة أنها ستعتني به وترعاه حتى يتماثل للشفاء التام وبعدها يمكنه العودة لوالدته، لن تحرق قلبها عليه برؤيته بهذا الوهن والضعف، لن تتحمل أن ورد رؤيته هكذا.
وافقها الرأي وعاد لقنا مرغمًا محبذًا رأي عمته، وإن كان يريد التدفء بحب والدته والتدثر بحنانها بعد شقاء أيامه، يريد أن يُلقي برأسه فوق صدرها فتسقط همومه وأوجاعه، ولدية رغبة في معرفة من سكن.؟ من المؤكد والدته تعرفها أخبرته بهذا الاسم عدة مرات.
*'' '' ****
عاد معه إبراهيم رافضًا العودة وترّكه وحده هنا، بينما غادر حسن لمزاولة أعمالهم وليبقى قريبًا من ورد، تسطح فوق الآريكة وبجانبه عمته تجلس أرضًا في استعداد وتحفز لأي طلبٍ منه أو حاجه، همس حمزة مشفقًا عليها (روحي ياعمتي إبراهيم معايا)
قالت برفض تام مستنكرة قوله (وه وأسيبك وحدك يا ولدي والله مايحصل أنا معاك وجنبك لغاية ما تبجا بخير)
قال معاندًا قولها (مش هبجا بخير طول ما إنتِ جاعدة كِده)
ربتت راضية فوق كفه القريبة قائلة بحنانها المعتاد (أنا مرتاحة وأحب ما على جلبي)
طرقت مودة الباب ودخلت خجلة محمرة الوجه في حياء بهي، تقدمت متسائلة (إزيك يا دكتور.؟ بخير انهردا.؟)
أجابها وهو يحاول الإعتدال قليلًا تأدبًا قي وجودها وحتى لا يخجلها أكثر (تمام يا مودة تسلمي) عاتبته راضية وهي تساعده (يا ولدي اجعد مستريح)
إمتنع بملل كاذب في باطنه احترامًا وتقديرًا (تعبت من الرجدة خليني أجعد يا عمتي)
ابتسمت مودة وهي تضم شفتيها بأسف لحالته التي أصبح عليها،لاحظت انشغاله مع والدتها فأطلقت صراح نظراتها إليه تتفقده  لتأتي لها بالخبر اليقين  عن حالتها ليرتاح قلبها، قلبلها الذي يعاتبها فيه كلما تأخرت عن رؤيته والاطمئنان على أحواله فلا خجل يردعه ولا حياء يمنعه، يتواثب داخلها مبددًا راحتها فتضطر للمجيء ورؤيته،ابتسامته الرقيقة تعيد لها بعضًا من الراحة والأمان..
أعتدل موليًا لها اهتمامه، يتحدث معها في شتى الأمور، يُثني على كلماتها أحيانًا ويشجعها أحيانًا، ينصت بتفهم لقولها ثم يشرد متسائلًا لوكانت هي سكن ماذا عليه أن يفعل.؟
بالخارج كانت تجلس بالمندرة الصغيرة بمنزلهم، نافذتها تطل علي شارع يصل منزلها بمنزله، لمحت إبراهيم عائدًا بحقيبة بلاستيكية فنادته (إبراهيم..)
توقف يبحث عن مصدر الصوت حتى وجدها هي خلف دواعم النافذة الحديدية، اقترب مشاكسًا لها (إيه.؟ بتناديلي.؟)
سألته بلهفة مطمئنة له(حمزة كويس.؟ بجا بخير.؟)
رفع جانب فمه معارضًا بقرف(بتسألي ليه.؟)
أكدت بصدق وهي تتوسله بنظراتها الذابلة (عايزة أطمن عليه)
قال متهكمًا (والله! ما تسألي أمك وأختك علطول معاه)
أخفضت نظراتها تخبره بحزن (مش بيجولوا كل حاجه، وبيجولوا كويس بس أنا عايزه إنت تجولي)
لانت نظراته الجامدة واقترب يشاكسها (تدفعي كم.؟ وأنقلك الحدث صوت وصورة)
زوت ما بين حاجبيها مندهشة منه، لتقول (عايز إيه.؟)
مد كفه قائلًا بضحكة قصيرة مستلذًا بتعذيبها (بوسي إيدي)
شملته بنظرة محتقرة غاضبة قبل أن تغلق النافذة لاعنة (طيب اتنيل غور من جدامي)
طرق ضاحكًا (افتحي هوريهولك يا جزمة أما إنك براس كلب )
فتحت من جديد وهي تسأل بلهفة (بجد)
أخرج إبراهيم هاتفه واتصل بمكالمة فيديو، أجاب حمزة فورًا يسأل (إيه.؟)
هتف إبراهيم مبتسمًا (أجبلك إيه معايا من السوبر ماركت)
سخر منه حمزة (كمان عرفت السوبر ماركت.. نجوزك بجا من هنا ونخلص)
أغلق إبراهيم كاميرته وأعطاها الهاتف غامزًا (خدمتك اهو يا أم مخ فاضي)
أمسكت بالهاتف تتأمله دامعة  وهي تهمس بشوق (حمزاوي)
سأله حمزة (فينك يالاااا..)
أجابه دون أن يمسك الهاتف بل تركه لها مكتفيًا بسماعات أذنه اللاسلكية (قاعد أهو بشوف الحاجات الي بتحبها) كان يقصدها هي لا الأطعمة، تلك التي انشغلت دامعة برؤيته.
أنهى حمزة الاتصال، لتعطيه الهاتف شاكرةً(شكرا يا إبراهيم طلعت جدع)
وجّهت نظراتها لما بيده متسائلة (جايب إيه.؟)
قال وهو يأخذ منها الهاتف (حاجات بيحبها حمزة)
أشارت له (طب وريني)
استنكر وهو يبتعد ممانعًا (مع نفسك)
من خلفه كان هشام يمسك كتفه يوقفه عن التراجع قائلًا (ازيك يا هيما)
أدار إبراهيم رأسه ليرى المتكلم الذي ما إن عرف هويته حتى أجاب بنفور (بيطلعوا أمتى دوول..)
ابتسم هشام بسماجة قائلًا (إنت مش عارفني.؟)
أزاح هيما ذراعه من على كتفه قائلًا بإمتعاض (لا عارفك أهلًا)
رحب به هشام (إزيك وإزي عمتي وأخواتك.؟)
تأفف هيما مُجيبًا من بين أسنانه (بخير عن إذنك)
تركه وغادر منزعجًا من رؤيته، يسبه ويلعنه بقهر وكأنه سلبه هو حبيبته ليس حمزة..
اقترب يغازلها برقة جلبت الابتسامة لوجهها (الجمر بقا يطلع من الشباك الأيام دي.؟)
أخفضت نظراتها في خجل، ليرف وهو يمسك بكفيها المحيطان الحديد (وحشتيني يا مراتي)
انتفضت تبعد كفيها عنه، مرتجفة نافرة من لمسته، قطب ضائقًا يوضح (أنا جوزك على فكرة)
أوضحت بإضطراب (معلش مش متعودة)
ابتلع لها نفورها وقال مبتسمًا متغاضيًا (طيب مش هدخل.؟)
رفعت نظراتها تعتذر (معلش مخدتش بالي دجيجة هكلم أمي هي عند حمزة)
قطب يسألها بضيق (ليه هو أحنا مينفعش نجعد لوحدنا لازم أمك) تضايقت من نبرته وطريقة كلامه، عبست مشيحة عنه في إنزعاج
فأردف بتساؤل (هو حمزة ماله.؟)
ترددت مفكرة، حاجة في نفسها تمنعها من إخباره بما حدث قالت وهي تهز كتفها(مفيش حاجه عادي هو كويس)
طالعها بشك وعدم تصديق، فصمتت تدعو داخلها أن لا يعرف، هتف بها (تعالي اطلعي في الشارع أظن عادي) أومأت مستحسنة الأمر،جلس أمام المنزل فوق الآريكة الخشبية القديمة منتظرًا، هاتفت والدتها وأخبرتها بمجيئه، قامت والدتها بضيق من تواجده فهي لا تحب مجيئه وتجد صعوبة في تقبله، لفت الشال وخرجت مستأذنة تحبس الأمر في نفسها حتى لا تضايق حمزة، سحبت مودة وغادرتا ليدخل إبراهيم صائحًا (أخبارك ياعمهم)
تسطح حمزة من جديد منتهدًا، ليجاوره إبراهيم قائلًا (البت سكينة بتسلم عليك)
قال بعدم حماس وفتور (الله يسلمها)
نهض حمزة جالسًا يخبره (عايز أطلع اتمشى زهجت)
هتف هيما يثنيه (ما بلاش استنى شوية) لا يريد خروجه الآن ورؤيته هشام، لكن حمزة أصرّ وهو يتربص بإنفعالات الأخر المكشوفة (لا لا يلا علشان مش مرتاحلك)
غمغم هيما وهو يسنده ويلف ذراعه حول ذراع حمزة في دعم (استر يارب، من تعكير المزاج)
خرجا ليتمشيان قليلًا يثرثران ويشاكسان، كعادتهما.. لمح حمزة سكينة واقفة أمام زوجها يتحدثان بملامح ليست واضحة لكن يبدو من حركات يدها الإنفعال الشديد والضيق فتابع السير متجاهلًا، توقف حين وصله صوتها توضح (إنت جلجان منه ليه وحاطه فدماغك، أنا بتعامل عادي وبعدين ده أكبر مني بعشر سنين ويمكن أكتر يعني زي أخويا الكبير )
وقف حمزة مكانه بملامح غامضة لا تفسر، بينما غمغم هيما بإستياء شديد لاعنًا غبائها اللامحدود (يخربيتك يخربيتك.. لو مرضعينك لبن حمير مش هتبجي كِده)
حمحم حمزة ينبههم لوجوده غير متراجع أو متخاذل، بل وقف بقوة وثبات يسلم عليه مستهينًا (مساء الخير إزيك يا هشام)
انتبه له هشام وتقدم مادًا كفه يرحب به، متسائلًا بدهشة  عن وجود المضادات (خير مالك يا حمزة.؟ سلامتك)
انكمشت سكينة زعرًا من انكشاف كذبها عليه ذلك الذي تذكر على الفور وعاتبها ضاغطًا كلماتها في ويلٍ لها (مش تجولي ياسكينة، يصح كِده)ثم أردف وهو يعود ببصره لحمزة (خير مالك يا خال سلامات)
سارع إبراهيم بالتوضيح بسخافة غير مرتاح له (حادث بسيط..)
ربت هشام على كتفه مواسيًا (سلامات يا خال)
أجاب حمزة بلا مبالاة (الله يسلمك عن إذنك)
غادرا تحت نظرات هشام التي اتقدت بنيران الحنق من كذبها عليه وتخبأتها الأمر والذي لايبدو حادثًا عرضيًا كما أخبره إبراهيم.
عادت بنظراته لها قائلا في عتاب (بجا كِده يا سكينة ماشي)
رمى واندفع متخطيًا لها، تبعته بعض الخطوات (هشام استنى)
لوّح لها في استهانة تاركًا لها، لتعود هي نافخةً بسأم مما حدث، غير راغبةً في إرضائه الآن.
جلس هيما بجانب حمزة مُطيبًا خاطره (قولتلك متطلعش لو بتسمع كلامي.؟)
تعامل حمزة بلامبالاة كاذبة (عادي يا ابني مالك هي يعني جالت إيه فعلا أكبر منها بس هي أصلًا بتبررله ليه.؟ وليه اسمي يتذكر بينهم.؟ )
أوضح هيما (علشان هي غبية ولا بتفهم أصلًا سيبك)
عاتبه حمزة بابتسامة حنون (مش كانت من شوية لذيذة وتتحب)
لوّح هيما قائلًا (سحبت كلامي)
تسطح حمزة مقررًا (بجولك إيه احنا لازم نمشي كفاية كِده، الصبح نتوكل على الله)
هز هيما رأسه مستحسنًا القرار بعد ما حدث.
بعد مرور ساعتين
جلست راضية قائلة بتنهيدة تعب (خد العلاج وجال هينام) ضمت سكينة شفتيها بأسف متمنية أن تستفسر عن حالته أكثر، لكنها مقيدة لا تستطيع ،تستمع بإنصات وتصمت في حرقةهتفت راضية (سكينة خدي شوية يانسون ونعناع لحمزة كان بيسأل عليه)
ارتبكت من الطلب، قالت بتلعثم وقد جف حلقها من المفاجآة (أنا لااااا)
ضيقت راضية نظراتها فوق ملامح سكينة المرتعبة تسألها بقلق خشية أن يكون ابن عمها منعها (ليه لاا إن شاء الله خير.؟)
قالت متهربة (خلي مودة يا أما أنا مشغولة)
أوضحت راضية (لسه هنادي عليها.؟ جومي همي إنتِ لافيهمله وتعالي وأناةهخلص الي ورايا وأروح أبيت معاه)
حاولت الاعتراض لكن راضية قالت بحدة قاطعة (جومي يا بت واد خالك عايزهم)
نهضت متأففة من حكم والدتها، إن كانت تتمنى رؤيته والإطمئنان عليه لكنها تخشاه وتخشى أن ينفذ تهديده.
دخلت المطبخ وأخذت ما حددته والدتها ثم خرجت متجهة لمنزله مترددة تقدم ساق وتؤخر الأخرى.. حتى وصلت فوقفت أمام المنزل مترددة قبل أن تطرقه.
لم يُجب عليها فتقهقرت للخلف لكنها تذكرت قول والدتها برغبته في النوم.. دخلت المنزل على أطراف أناملها متسللة تتطلع حولها بخوف.. وجدته غافيًا فوق الآريكة.. تنهدت بإرتياح واقتربت منه ترفع الدثار فوق جسده بعناية وقاية له. أخبرتها والدتها أن بعض الدواء يجعله ينام كثيرًا. فأشفقت عليه متأملة ملامحه الشاحبة وأصفرار وجهه بحنان طاغي، جلست على ركبتيها أمام وجهه منقادة ناحيته، مستغلة غفوته تتأمله بحرية مستكشفة كدماته وجرح رأسه، خصلاته الحليقة التي كانت دائمًا مصففة بعناية..
همست بأسف شديد وهي تمرر أناملها المرتجفة فوق كدمة وجهه(ألف سلامة عليك يا حمزاوي تتجطع يد الي عمل فيك كِده)
سحبت كفها منتفضة كمالملسوعة، لاتعرف كيف فعلت ذلك لكن شيء ما يدفعها،
همست متخبطة، متمنية لو تملك حق ضمه بقوة، تلك الرغبة التي تتملكها منذ وعته بحالته تلك(مش عارفه مطمنش عليك،سامحني)
رن هاتفه فشهقت متفاجئة خوفا أن يستيقظ ويرها هنا، أمسكت بالهاتف ونقرت فوقه.. كانت ورد وقد أنهت الاتصال وكتبت (فينك يا حبيبي)ترددت كثيرًا لكنها قررت أن تجيب بدلا عنه وتطمئنها، حتى لا يستيقظ
(بخير يا حبيبتي)
(برن عليك من مدة جلجتني ياحمزة)
(معلش يا أمي عندي جدي وناس من البلد مش عارف أكلمك)
(ولا يهمك خلص وطمني عنك)
تنهدت بإرتياح تاركةً الهاتف بعدما وضعته على الصامت حتى لا يزعجه وتسللت للمطبخ صنعت له اليانسون وصبته في كوبه الخزفي وغطته جيدًا،وضعته بجانبه وانحنت ترفع على جسده الغطاء من جديد بعدما أزاحه أثناء تقلبه،
إعتدل على جنبه، أمسك بكفها فاتسعت عيناها مرتبعة، تحاول سحب كفها مزعورة من مجرد فكرة أن يستيقظ ويراها بهذا الوضع
همس إبراهيم الذي رأها منذ البداية وصمد يتابعها(هاخد صورة للذكرى)التقط بهاتفه عدة صور محتفظًا بهم لوقتهم، لا يوجد فكرة محددة برأسه لكنه أراد أن يفعل ذلك
نعتته بفظاظة من موقفه البارد، وابتسامته المستفزة(إنت غلس يالااا)
وقف مائلًا يقيد ذراعيه ساخرًا
(مش هنقذك خليها لما يصحى وينفخك علشان تستاهلي)
قالت تستميله متأسفة
(حرام دا تعبان مش حمل مناهته وزعيق وتعب)كان دوره ليتهكم ويغيظها (يا حنينه)
ثم أردف سالبًا منها اعترافها (شكلك بتعزيه)
قالت بحرارة امتزجت بصدقها (صاحبي المفضل وهيبجا كِده مهما حصل)
لوى إبراهيم فمه متهكمًا بفظاظة، هازئًا من قولها (لاااا واضح الصراحة)
أشارت له متأففة من سخافته وهدوئة بينما هي في موقف سيء، تململ حمزة هامسًا وهو يرمش بعينيه، فهمست مستنجدة (تعالى يا ابني)
فتح عينيه مشوش الرؤية يهمس بتعجب (سكينة.؟)
سحبت كفها وركضت للخارج ليقهقه إبراهيم ويجلس أمامه ممازحًا (سلامتك يا دوك أنا إبراهيم هي التهيؤات رجعت تاني)
أمسك بهاتفة ساخطًا، فتشه ليرفع نظراته متسائلًا (إنت كتبت لأمي من تليفوني.؟)
قال هيما بصدق متذكرًا (لا محصلش)
قال وهو يقرأ ما كُتب (مين كتب لورد كأني أنا)
ضلله إبراهيم كذبًا وهو يقترب ليقرأ (هيكون مين يمكن إنت بس نسيت)
رفع له نظراته قائلًا(ولااا هتشتغلني)
فرد هيما أنامله في وجه حمزة يسأله (حمزة دول كم.؟)
دفعه حمزة صارخًا فيه (جوم من جدامي يالاااا)
قهقه إبراهيم قائلًا (اهدأ خلينا نشوف)
لملم حمزة الدثار وغادر للحجرة الجانبية دخلها فأغلق خلفه وبقيّ إبراهيم مكانه يضحك بشدة,مندهشًا من أمر تلك الغبية
*******'
وقفت سما أمام سامي الذي استدعاها وطلب مقابلتها فورًا، نهض من جلسته واقترب يسأله دون مقدمات (كنتِ تعرفي سكينة هتتجوز.؟)
قالت منفعلة (والله ما أعرف أنا اتفاجئت زيي زيك والله يا سامي)
رمقها مشككًا في قولها، لتردف بتوضيح (مجالتش حاجه، حتى مبتردش علينا)
سألها هو يضيق نظراته فوق ملامحها الغامضة (مش جولتيلي بتحب حمزة واد خالها إزاي جوزها لهشام واد خاله..كنتي بتشتغليني وتكدبي زي دلوجتي)
شهقت متفاجئة من تأويله(أنا وهعمل كِده ليه.؟)
غمغم متحيرًا (هي لسه مكلماني من مدة إزاي حُصل دِه.؟)
تصنعت المفاجئة قائلة (معجول بتكلمك مجالتش يعني)
لوح لها بنفور (متشغليش بالك بس أنا عايز أعرف هي اتجوزت غصب عنها ولا إيه.؟)
قالت سما بحدة ناقمة عليها (متهيألك دي بتشتغلنا، هي خططت ورسمت وكانت بتجابله وتكلمه زيك)
صرخ بها مُعنفًا لها على تضليلها له وتشكيكه في أمر الأخرى(إنتِ كدابة ومش سالكة يا بت)
أشارت بسبابتها مستتكرة ما ينعتها به (أنا.؟)
أردفت تركل نظرات استحقاره بعزمها (هوريك)
أخرجت هاتفها من جيب عباءتها البيتيه تحت نظراته المترقبة، فتحته وفتشت فيه حتى عثرت على الصور التي التقطتها لها وأشهرتها له قائلة بحقد وغل(شوف الهانم وكانت بتجابله كمان وعاملة فيها الطاهرة الشريفة)
بنظرات تقدح غضبًا وقهرًا تفحص سامي الصور وهو يغمغم (طيب بتكلمني ليه.؟ هي بتلعب بيا.؟)
أعادت سما الهاتف لجيب عباءتها مؤكدة بكراهية (جولتلك من زمان إنها بتلعب بيك)
خرج سامي مندفعًا للخارج يتوعدها بشرٍ عظيم، أمسكت سما بالهاتف فتشت فيه حتى عثرت على الحساب المستعار باسم سكينة وأغلقته حتى لا تُكشف ولا يفتضح أمرها، حسابًا أعدته لتهادف منه الشباب باسم صديقتها تعدهم وتمنيهم، حتى سامي هذا المسكين يظن حتى الآن أنها من تحادثه...لكنها لم تكن سوى هي وفعلت ذلك تسلية وانتقامًا من كليهما.. لكن الأمر تطور وأصبح مُعقدًا للغاية بعدما أبدى سامي  ،رغبته الجادة في الإرتباط بها ،حتى بعدما تقابلا وعنفته سكينة عادت وحادثته هي معتذرة كأنها هي حتى إذا ما انتهى الأمر تكالب عليها الجميع وفُضحت بدلائل مؤكدة.
#انتهى

ملاذ قلبي سكن Where stories live. Discover now