🌷الواحد والثلاثون🌹

1.4K 53 26
                                    

❤️الواحد والثلاثون ❤️

🌷كان حظ العابرين على قلبك أكثر من حظ المقيم فيه يا حلوتي 🌷حمزة

🌷اخبروا حبيبي أن من كُلي، قلبي فقط من اطمئن عليه لأنه معه وملكًا له 🌷سكن

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
سألها بتوهةً بضياع لا يستوعب كلماتها ولا تلك الأحرف المهاجمة التي تشابكت مكونةً كرة من النيران ضربت إدراكه :(يعني إيه؟)
انتحبت بشدة متخبطة هي الأخرى، أخبرته بتلعثم :(معرفش ، أنا خايفة)
ترك كل شيء خلفه، النداءات والعمل، الأسئلة المتبادلة والاستنكار، لم يلتفت لملابسه مرة واحدة قبل أن يصعد للسيارة أنهى الاتصال وسارع بمهاتفة هيما وطلب منه الذهاب فورًا حتى إذا ما تأخر هو سارع هو بعمل اللازم وإنقاذها.
همس لنفسه بعتب: (لاااه يا ورد متعمليهاش أموت فيها)
تتواثب دقات قلبه ويستوحش صدره بظلمة الشعور المميتة الحابسة للأنفاس، يتنفس بسرعة راكضًا في مضمار القلق الطويل، سباق مع الألم يخوضه الآن لا أمل لديه بالفوز،هل ستفعلها وترحل وتتركه حقًا؟
بالمنزل كانت تقف مرتبكة حائرة تهرول في الشقة ما بين الباب وتخت ورد، تستنجد بالدقائق والساعات تتوسل الزمن وترجو المسافات ولو كانت العجلة شخصًا لتوسلته أن يحمله ويأتي به.
طُرق الباب بشدة فركضت وفتحت لتجد هيما في وجهها، لم يلق عليها أي تساؤل اندفع للداخل بسرعة ليرى الأمر.
وقف عاجزًا أول الأمر، ضغط رأسه بكفيه قليلًا يوّقف تشابك الأفكار وضجيجها، أمسك بمعصمها وضغط خفيفًا بإبهامه كهذا علمه حمزة يومًا.
تذكر ما علمه له حمزة ودربه عليه، تناول جهاز السكر الموضوع جانبًا بصمت تحت نظرات سكن المرتجفة، قام بسحب عينه وأجرى الاختبار ليهتف بقلق شديد (شكلها غيبوبة سكر، السكر منخفض)
فتش حوله بسرعة بعدما ألقى الجهاز جانبًا، تناول مكعب سكر ووضعه تحت لسانها وانتظر.
دخل حمزة راكضًا، دارت تجاهه الرؤوس في قلق وخوف، غاص قلبها داخلها وهي تراه بتلك الحالة المزرية، ليسارع هيما بطمأنته (غيبوبة سكر متخافش)
رُدت إليه روحه من جديد، التقط أنفاسه حامدًا الله قبل أن يندفع هو ويواصل إسعافها بنفسه.
نظراته أبلغ من أي حديث، تلك التي تتوسلها الإفاقه وترجوها المقاومة، كفاه اللتان تعملان بجهد مرة وتربتان على جبهتها بحنو مرة.
عيناه التي تتنقل للعمل وتستقر بسرعة فوق وجهها متنسمة عبير الأمل.. حتى مُنح إياه فضحك كطفل صغير.
حملها بعدها بين ذراعيه وغادر بها لأقرب مشفى،
هتف لهيما (هات سكن وتعالى ورايا يا هيما)
أومأ بصمت قبل أن يغادر حمزة ويبلغ هيما تلك الواقفة شاخصة النظرات بذهول وإرتعاب، مازالت الصدمة تؤثر عليها وتغيّب وعيها.
(البسي يلا هنروح وراه)
انتقلت للصالة، جلست فوق الآريكة مهددة من قِبل الانهيار تحت تهديد سلاح البكاء اللعين (هستنى هنا)
هتف هيما ببعض الحدة والرفض متفهمًا الأمر (مينفعش تسيبي حمزة لوحده)
طالعته بنظراتها المهزوزة، الفاقدة للروح متذكرة توصيات ورد الدائمة لها بالوقوف جانبه وعدم تركه،لكنها تشعر بالضعف والخوف الشديد من رؤيتهما هكذا.
احتد هيما مرة أخرى كارهًا ما هي فيه من استسلام وضعف (قومي يلا مش عايزين نتأخر عليه)
نهضت وهي لا تعرف كيف تكون المواساة في موقف كهذا، كيف تنظر إلي عينيه من الأساس وهما تمتلئان بهذا الكم الهائل من الوجع الذي تغرق فيه ولا تنجو.
اتجهت للحجرة أغلقتها وأبدلت ملابسها، ثم خرجت إليه، سار أمامها وخرجا مغلقين خلفهما متجهان بسرعة للمشفى القريب
*********
جلس منتظرًا خروج الطبيب منهك القوى، يفتش بنظراته عمن يدعمه، يشد أزره، من يمنحه زاد الأمان وشراب الطمأنينه، يرفع هاتفه ولا يعرف بمن يتصل ويخبره بما هو فيه الآن؟
نظر للهاتف بضياع شديد وهو يهمس محدثًا نفسه :

ملاذ قلبي سكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن